المعاني: لا مخاوف صحية حال حدوث موجة ثالثة من كورونا
المرفأ : أكد الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، انه «لا خوف على المنظومة الصحية بالمملكة في حال حدوث موجة ثالثة من فيروس «كورونا» المستجد.
واضاف المعاني الذي شغل منصب أمين عام وزارة الصحة سابقا ان «المنظومة الصحية في المملكة اكتسبت خبرة خلال الفترة السابقة خلال مكافحة الجائحة، ودخول المرضى بأعداد كبيرة سواء الى المستشفيات الميدانية او الأخرى في وزارة الصحة او الخدمات الملكية او القطاع الخاص».
ونتيجة دخول وخروج مرضى (كورونا) للمستشفيات بالفترة السابقة، فإن الأطباء وفق المعاني اكتسبوا خبرة ميدانية وفنية لكيفية وآلية معالجتهم، علما ان تلك الخبرة لم تكن متوفرة عند بدء الوباء، علاوة على زيادة أعداد أسرة المستشفيات خصوصا الميدانية سيما في أقسام العناية الحثيثة، وتأهيل هذه الأقسام بالأجهزة والمعدات الضرورية مع تدريب كوادرها وإكسابهم خبرة للتعامل مع الحالات الحرجة.
وقد تم تعيين كوادر طبية جديدة في المستشفيات كما اوضح المعاني تصل الى حوالي الفي شخص، وتدريب أعداد كافية من جميع التخصصات للتعامل مع مرضى كورونا خاصة الحالات الحرجة، وهناك أيضا أعداد مريحة من أجهزة التنفس الاصطناعي، ناهيك عن تحصين الكوادر الصحية وتطعيمهم والتي كانت من ضمن اولويات البرنامج الوطني للتطعيم، وهذه جميعها مؤشرات تدل على اننا في المملكة بوضع مريح كنظام صحي، للتعامل مع موجة ثالثة في حال حدوثها، ولا توجد مشكلة او ضغط عليه اذا ما زادت أعداد الإصابات مستقبلا.
وعن توقع دخول المملكة في موجة «كورونا» ثالثة، بين المعاني انه من «الممكن ان تحدث موجة جديدة وقد لا تحدث، وذلك يعتمد على عدة معايير أهمها، الالتزام بالتباعد الجسدي والوقاية الصحية من ارتداء الكمامة، وعدم حضور المناسبات الاجتماعية، والتقيد بالنظافة الشخصية، بالإضافة لنسبة المناعة المجتمعية للمجتمع، والتي تأتي من خلال الإصابات الطبيعية او زيادة وتيرة حملة التطعيم».
وتوقع ان «لا تكون الموجة الثالثة في حال حدوثها بحجم الموجات السابقة، وان لا تصل أعداد الإصابات للأعداد السابقة وفي أسوأ سيناريو قد تصل الى 2500 إصابة، لأسباب وقائية واضحة كارتفاع عدد المطعمين في المملكة سواء الجرعة الواحدة او الجرعتين، وتسريع وتيرة حملة التطعيم، وتوفر المطاعيم بأنواع محتلفة، والإصابات الطبيعية التي وصلت تقريبا الى 750 الفا، إذ وصلت المناعة المجتمعية تقريبا الى نسبة 60%».
واعتبر المعاني ان «نسب التطعيم في المملكة مقبولة، فقد وصل من تلقى جرعة واحدة من المطعوم الى 2 مليون و600 الف، والجرعتان الى مليون و 450 الفا»، متمنيا ان «تزيد الأعداد للوصول الى الهدف المنشود وهو تطعيم 4 ملايين ونصف شخص لغاية شهر ايلول القادم».
وأشار الى «وجود 650 الف شخص مسجل على منصة التطعيم، ولم يتم تطعيمهم حتى الان، ما يتطلب زيادة الجهد وإعطاء مرونة اكبر في منظومة التطعيم»، لافتا الى «الاجراءات الإيجابية التي قامت بها وزارة الصحة بتطعيم فئات عمرية لغاية 30 عاما دون موعد مسبق، وهو ما طالبنا به مرارا في تقارير سابقة».
ودعا الجهات المختصة الى «اتخاذ بعض القرارات التي من الممكن ان تساعد على زيادة اعداد متلقي المطعوم، كترك الحرية للمواطن لاختيار المطعوم الذي يرغب به في حال توفره»، مؤكدا اهمية «إزالة أي عقبة امام المواطنين، حتى يتم تطعيمهم ورفع نسبة المناعة المجتمعية».
ولفت المعاني الى انه «لا يوجد دولة بالعالم محصنة من أي نوع من متحورات (كورونا)، إلا ان الوضع الوبائي بالمملكة ما زال مستقرا على الرغم من المتحورات، بسبب الإقبال على المطاعيم والتي اثبتت الدراسات ان لها فاعلية بالحد من انتشارها بما فيها المتحور (دلتا)».
وعلى الرغم من فاعلية المطاعيم على المتحورات، الا ان المعاني شدد على «ضرورة ان يرافقها عدم التراخي في الاجراءات الوقائية خلال المرحلة الحالية، والالتزام من الجميع سواء مواطنين او مسؤولين فيها، من استمرار بارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، وعدم الاختلاط سيما خلال هذه الفترة التي تتزامن مع عودة المغتربين وحلول المناسبات الاجتماعية، مع ضرورة توفير جهاز خاص للكشف عن الطفرات المتحورة في المعابر الحدودية والجوية».