الظفرة…. اللي ما يزرع الدبّاس ما ياخذ بنات الناس

203

المرفأ..”اللي ما يزرع الدبّاس ما ياخذ بنات الناس” ..مثل شعبي معروف بين أهالي منطقة الظفرة يدل على أهمية شجرة النخيل بالنسبة لسكان دولة الإمارات ..والدباس هو صنف من الرطب بدأ ينتشر من واحة ليوا إلى بقية أنحاء الدولة ويمتاز بالثمار الصفراء متوسطة الحجم وهو ذو محتوى سكري منخفض ولذيذ الطعم ومناسب للحمية ويعتبر من الأصناف المرغوبة للأسواق الخارجية.

النخلة المباركة من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان منذ آلاف الأعوام، ومجدتها الكتب السماوية واستحقت مكانتها الشامخة التي جاء ذكرها في التوراة والإنجيل وذكرت في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعا، منها قوله سبحانه وتعالى: ”والنخل باسقات لها طلع نضيد” وقد ذكرت في أحاديث شريفة عديدة منها /بيت لا تمر فيه جياع أهله/ كما تجلت مكانة وقيمة النخلة، في العديد من الأمثال العربية بما فيها العامية الإماراتية.

مع قدوم موسم القيظ الذي يمتد لأربعة أشهر هو الموسم الوحيد الذي لا يغيب فيه صحن الرطب الذي يعد رمزاً للكرم وخير ممثل لتراث الإمارات ويفوق فضلها على الكثير من أنواع الفواكه الأخرى لما للرطب مع القهوة العربية من دلالة خاصة على الحفاوة بالضيف وما يحمله من معاني الترحاب والاحترام والتقدير.

وتزايدت أعداد شجرة النخيل في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” حتى أصبحت دولة الإمارات اليوم  من بين أكبر منتجي التمور في العالم

وتتعدد أصناف التمور على مستوى دولة الإمارات حيث تصل الى 250 صنفا منها 135 معروفا تسمى الخرايف والبقية أصناف يطلق عليها الساير وغالبا ما يسمى الصنف تبعاً للون الثمرة كما في حالة أصناف الأشهل، ودقلة بيض، والحمري، والخضري، وخضراوي، إلا أن هناك عوامل أخرى تدخل في تسمية الصنف منها لون الثمرة والشكل الخارجي وموعد النضج أو أماكن وجودها أو قد يكون الشخص الذي يكتشف الصنف ..ولكل صنف من هذه التمور طعم ومذاق، وقد تسمى التمور على طعمها، فالأصناف ذات الحلاوة الزائدة تسمى بأسماء تدل على ذلك كما في السكري، والحلوة، وغيرها وتصنف التمور بحسب موعد نضج الثمرة فمنها المبكر والمتوسط والمتأخر.

يتسم رطب الإمارات بأنواع وأصناف كثيرة منها المبكرة بالنضج مثل النغال والغر وتعرف بالمتقدمة، ويتبعها الخشكار، ثم اليردي، وهناك أصناف تنضج في منتصف الموسم وتحتوي على أجود الأصناف ومنها الخنيزي وبومعان والخلاص والشيشي والسكري والصقعي والزاملي وأم الدهن وهناك أنواع أخرى تسمى بالمتأخرة، أي التي تنضج في نهاية فصل الصيف ومن أهمها الفرض والبرحي والشهل والهلالي وتنشر زراعتها في كافة إمارات الدولة وتشتهر منطقة الظفرة بصنف الدباس ويعتبر أكثرها انتشاراً.

أما منطقة العين فتشتهر بكثير من الأصناف منها “الفرض و بومعان” وغيرهما من الأنواع التي تجود في الأجواء الجافة الحارة حيث يتسم الفرض بشكله الأسطواني المنتظم وله قشرة حمراء مشوبة بلون اصفر داكن، كما أنه غني بالفيتامينات والمعادن والكالسيوم والحديد والفوسفور وغيرها من العناصر الغذائية المهمة، وهذا النوع منخفض السكريات خاصة السكروز ولا يحتوي على الدهون وخال من الكوليسترول، إضافة كمية صغيرة منه إلى الوجبة اليومية ستساعد في إنقاص الوزن وقد قيل في المثل العامي “الفرض مسامير الركب”.

ويعد صنف بومعان من الأصناف التي يمكن أن يتم تناولها كبديل للوجبات الخفيفة بسبب محتواه من السكر الطبيعي مثل الجلوكوز والسكروز والفركتوز ويمكن أن يخفف اضطرابات المعدة الناتجة عن أسباب مختلفة بينما تشتهر الإمارات الأخرى بأنواع من وأصناف أخري منها اللولو و’الحاتمي وجش ربيع الخنيزي، وتتميز تمور اللولو بخصائصها الفاخرة الفريدة، كما تتميز باللون البني الداكن وشكلها المستدير، والطلب على هذا النوع مرتفع للغاية نظرا لأنها تأتي في منتصف مواسم الحصاد، ويرجع السبب في ذلك أيضا إلى اتزان محتواه من السكر بشكل كبير، ويقدّم هذا التمر طازجا للحفاظ على إنزيم البروتيناز الموجود فيه والذي يساعد في الحفاظ على اللياقة البدنية كما انه من الأصناف المرغوبة للأسواق العالمية.

 

قد يعجبك ايضا