الفاقد التعليمي .. المواد الدراسية مترابطة وأي خلل سينتقل للصفوف اللاحقة

200

المرفأ..في الوقت الذي كشفت فيه امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية نجوى قبيلات، ان عملية تسجيل الطلبة من خلال المنصة الإلكترونية التي اطلقتها الوزارة مؤخرا لبرنامج الفاقد التعليمي ستستمر لغاية 8 آب “اغسطس” المقبل، اكد تربويون أهمية هذا البرنامج “كون الخريطة التفاهمية في المواد الدراسية مترابطة مع بعضها، وأي خلل بها سينتقل الى الصفوف اللاحقة، وسينعكس سلبيا في تعليمهم”.

وبين هؤلاء في احاديث منفصلة امس ان تنفيذ برنامج الفاقد التعليمي على 3 مراحل كما اعلنته الوزارة قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، “تعد خطوة في الاتجاه الصحيح”.

وقالت قبيلات، في تصريح خاص امس ان المنصة الالكترونية الخاصة بالفاقد للتعليمي التي اطلقتها الوزارة خلال عطلة العيد كفترة تجريبية “تهدف للتأكد من عمل المنصة بشكل صحيح وخلوها من اية مشكلات فنية او تقنية”.

وأضافت، ان عدد الطلبة الذين سجلوا خلال الفترة التجريبية للمنصة بلغ نحو 75 الف طالب وطالبة من المدارس الحكومية، مرجحة ارتفاع الرقم خلال الأيام المقبلة خاصة بعد أن فتحت المنصة اول امس السبت امام الطلبة الراغبين بالالتحاق بالبرنامج من المدارس الخاصة والثقافة العسكرية والاونروا بالإضافة الى الحكومية.

واشارت الى أن المنصة مرتبطة بنظام “الاوبن ايمس”، فعند إدخال ولي الامر للرقم الوطني للطالب ستظهر بيانات الطالب المتعلقة بمديرية التربية والتعليم التي تتبع لها مدرسة ابنه وكذلك اسم المدرسة ومن ثم سيقوم ولي الامر بالضغط على ايقونة (نعم- موافقة) للمشاركة بالبرنامج التعويضي عن الفاقد التعليمي.

وبينت قبيلات ان الوزارة ستتمكن من خلال المنصة الالكترونية من تحديد وحصر احتياجاتها من الكوادر التعليمية وتكليفهم للبدء بتنفيذ هذا البرنامج.

وأشارت الى ان الوزارة تعتزم في الأول من آب “اغسطس” المقبل تنفيذ دورة تدريبية للمعلمين حول برنامج تعويض الفاقد التعليمي ولمدة خمسة أيام، مؤكدة ان تسجيل الطلبة بهذا البرنامج ليس محصورا بالمنصة الالكترونية، فبإمكان اولياء الامور تسجيل ابنائهم مباشرة من خلال المدارس.

وكان الناطق الاعلامي لوزارة التربية والتعليم احمد المساعفة قال في تصريحات سابقة ان دوام الطلبة في برنامج “تعويض الفاقد التعليمي” الذي سينطلق في 15 آب (اغسطس) المقبل سيكون بشكل يومي بنفس مدارس الطلبة وسيستمر لغاية 12 ايلول (سبتمبر).

 

وقال المساعفة، ان البرنامج سيطبق على الطلبة في كل من المدارس الخاصة والحكومية ومدارس وكالة الغوث من الصف الأول وحتى الحادي عشر في مباحث اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية كونها ضرورة ملحة للطلاب، داعيا أولياء الأمور الى تحفيز أبنائهم على التسجيل في البرنامج حيث طرحت الوزارة عطاء لطباعة المقررات “الكتيبات” المتعلقة بتنفيذه.

واوضح المساعفة ان برنامج الفاقد التعليمي ضمن خطة الوزارة سينفذ على ثلاث مراحل تبدأ بالمرحلة الاولى ومدتها شهر واحد، وتسمى قصيرة المدى، وهناك برنامج متوسط المدى سيكون بعد إجراء اختبارات تشخيصية مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل بحيث يتم تصنيف الطلبة حسب أدائهم في الامتحانات، إضافة إلى برنامج يمتد بين عام الى عامين من خلال برنامج الدروس الأسبوعي، في حين ستكون المرحلة طويلة المدى ضمن خطة استراتيجية وطنية لمعالجة فقر التعلم.

وبين ان الوزارة تعتمد في آلية عملها لتعويض الفاقد التعليمي للطلبة من خلال اللجوء لمواد تعليمية مبنية على المفاهيم والنتاجات الأساسية في المباحث الأربعة، لتمكين الطالب من المعارف والمهارات للانتقال من مرحلة الى اخرى، ومن صف الى صف، منوها أن الهدف من تنفيذ (الفاقد التعليمي) تبلور عبر المؤشرات التعليمية التي تلقتها الوزارة واستندت عليها بوجود فاقد تعليمي لدى الطلبة في العامين الدراسيين الماضيين جراء نظام (التعلم عن بعد).

وأشار الى أن إدراج المباحث الأساسية في برنامج التعويض، يأتي للاطمئنان على جودة التعليم ومدى تمكن الطلبة من المهارات والمعارف الأساسية للبناء عليها في مراحل لاحقة.

بدوره، قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات “قبل جائحة كورونا كان لدينا فجوة تعليمية واضحة في نتائج الاختبارات الدولية وجاءت كورونا لتضاعف هذه الفجوة”.

واضاف عبيدات، ان “معالجة هذه الفجوة امر ضروري ويجب ان يتم وفق برنامج مدروس ويركز بشكل اساسي على المهارات”، مشيرا الى ان برنامج الفاقد التعليمي وكي يكون فاعلا، “يجب ان يركز على المهارات الاساسية للطلبة، وأن ينفذ في ظروف يرتاح لها الطلبة لا إجبارا، وان يتم تدريب وتأهيل المعلمين على هذا البرنامج”.

وأكد اهمية ان يتم حذف الحشو الزائد من الكتب العام الدراسي المقبل والتركيز على المعلومات التي تؤدي الى بناء المهارات والقيم والمعارف.

من جانبها، اكدت عضو الائتلاف الاردني للتعليم الخبيرة التربوية خزامى الرشيد، ان برنامج الفاقد التعليمي “يجب ان إلزاميا لا يكون خياريا ولكافة الطلبة كون التعليم حقا للطلبة كفله الدستور”.

واضافت الرشيد، ان هناك الكثير من الطلبة لم يتلقوا اي نوع من التعليم خلال عام ونصف العام اما لعدم القدرة على الوصول للتعليم الالكتروني او للاتحاقهم بسوق العمل وهذا يتطلب اجراءات خاصة لهؤلاء الفئة من الطلبة خلال تنفيذ برنامج الفاقد التعليمي.

واكدت ان البرنامج يجب ان يأخذ بعين الاعتبار نقطين الاولى ان هناك طلبة تلقوا تعليما عن بعد واكتسبوا بعض المهارات وهناك طلبة آخرون انقطعوا عن التعليم خلال عام ونصف العام يجب ان يكون لهم برنامج مكثف لتعويض ما فاتهم، داعية الى أن يقدم البرنامج بطريقة جاذبة للطلبة.

وشاركها بالرأي الخبير التربوي عايش النوايسة الذي أكد أهمية وجود برنامج يسهم بمعالجة الفاقد التعليمي عند الطلبة منذ تعليق الدوام المدرسي جراء جائحة كورونا، مشيرا الى ان تنفيذ البرنامج على 3 مراحل كما اعلنته الوزارة يعد خطوة في الاتجاه الصحيح.

وأضاف النوايسة، الأنظمة التربوية “لا تستطيع تعويض الكفايات والمهارات والقدرات التي خسرها الطلبة على مدار عام ونصف العام من خلال برنامج قصير المدى فقط وإنما يتطلب ان يكون هناك معالجة طويلة المدى عبر الانشطة والفعاليات، يسند للمعلمين فيها دور كبير وهذا ما تتضمنه خطة الوزارة.

واضاف، “ستقدم الوزارة خلال مرحلة قصيرة المدى برنامجا تعويضيا لكافة الطلبة لكن عندما يعود الطلبة لمقاعدهم الدراسية العام الدراسي المقبل يجب على المعلمين ان يعقدوا اختبارا تشخيصيا للطلبة لكشف مواطن القوة والضعف، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة لكافة المباحث الدراسية”.

 

واكد النوايسة اهمية ان توفر وزارة التربية والتعليم الانشطة المصاحبة لهذه الخطط من اجل تعزيز عمليات التعلم من خلال إثراء بيئة التعلم نفسها وبالوسائل والتقنيات المعاصرة، بموازاة استخدام المنصات التعليمية…..الغد

قد يعجبك ايضا