الهطولات المطرية تنعش الآمال بتغذية السدود

230
الوقائع الاخبارية : أنعشت تدفقات المياه الأخيرة الناجمة عن الهطولات المطرية المتواصلة التي شهدتها كافة مناطق المملكة، والتي خزنتها مختلف السدود الرئيسية، الآمال بموسم مطريّ غني يغذي السدود.
ورغم تراجع حجم المياه المتدفقة جراء تواصل الهطولات المطرية نحو مختلف سدود المملكة والتي أعلنتها أرقام وزارة المياه والري – سلطة وادي الأردن عن سابقتها للموسم الشتوي الماضي حتى الوقت ذاته، بنحو 3.07 مليون متر مكعب، إلا أن بدايات تلك الكميات المسجلة خلال فترة الموسم الخريفي، لا تعتبر مؤشرا على جودة الموسم الشتوي من عدمها، بحسب الغد.
أما الآمال التي يستبشر بها المواطنون اليوم، فتقوم على تجدد التفاؤل بأن يكون توزيع الأمطار للموسم الشتوي الحالي متركزا على السدود المخصصة لأغراض الشرب، لا سيما في ظل معاناة مختلف مناطق المملكة صيف العام الحالي من أزمات مياه شهدتها مختلف المناطق والمحافظات، والناجمة عن جفاف بعض تلك السدود مثل الموجب، والانخفاض الشديد في مخزون سد الوحدة.

وفي حين بلغت كميات المياه التي تدفقت نحو السدود إثر المنخفض الجوي الأخير الذي شهدته المملكة، نحو 930 ألف متر مكعب، وصل حجم تلك المياه حتى الفترة ذاتها من الموسم الماضي، إلى حوالي 4 ملايين متر مكعب، وفق أرقام الوزارة – سلطة وادي الأردن.
وتزامنت ملامح تأثر المملكة بحالة من عدم الاستقرار الجوي، أدت إلى ظهور الغيوم على ارتفاعات مختلفة، مع سقوط زخات من المطر خلال ساعات متواصلة، مع الفترة نفسها من العام الماضي إلى حد ما وباختلافات كمية ونسبية، إذ تساقطت أول أمطار متواصلة حينها في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.

وبحسب تصريحات سابقة لوزارة المياه والري، فان حجم الامطار الساقطة من بداية الموسم ارتفع الى نحو 1,394 مليار م3 عن المعدل السنوي العام أي ما نسبته 17 % من المعدل السنوي البالغ 8,1 مليار م3 سنويا، فيما كان أعلى نسبة هطول مطري خلال الساعات الـ 24 الماضية في جرش 13,7 ملم.
وحول تخزين السدود أوضحت الوزارة ان ما دخل السدود من الامطار وجريان الاودية خلال المنخفض الأخير، بلغ نحو 930 الف متر مكعب لترفع التخزين الكلي في السدود الى 28,365 مليون متر مكعب، معادلا ما نسبته 10,10 % من طاقتها الكلية البالغة 280,760 مليونا.
وبينت أن معدل الهطول المطري حسب محطاتها سجلت في محافظات المملكة على النحو التالي: العاصمة 2,7 ملم، البلقاء 1,5 ملم، مأدبا 1,1 ملم، الزرقاء 3,5 ملم، جرش 6,7 ملم، المفرق 3,9 ملم، اربد 3 ملم، عجلون 3,6 ملم، الكرك 0,2 ملم، الطفيلة 1,4 ملم، العقبة 0,2 ملم، معان 0,5 ملم.

وكانت مختلف مناطق المملكة، شهدت أول الهطولات المطرية في فصل الخريف منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إيذانا ببدء موسم شتوي، استبشر فيه المواطنون خيرا، عقب موسم أخير وصف بالشحيح في 2021-2022.
وفي الوقت الذي بدت فيه ملامح التساقط المطري متواضعة تارة وغزيرة تارة أخرى في مختلف مناطق المملكة الجنوبية والوسطى، فإنه لا توجد أي ارتباطات علمية بين إمكانية التنبؤ بجودة الموسم المطري من عدمها، بناء على توقيت تسجيل أول هطولات خريفية، وفق إدارة الأرصاد الجوية الأردنية.
وما تزال ضبابية مشهد تعزيز مخازين السدود بالمياه قائمة، لا سيما وأنها تعاني جفافا كبيرا، وسط نضوبها بشكل تام كما هو الحال في سد الموجب، في الوقت الذي لم يعول فيه كثيرا خبراء المياه سابقا، على تسجيل أي مخازين مائية جديدة في مختلف سدود المملكة حتى بداية كانون الأول (ديسمبر) المقبل على الأقل، في حال لم ترو الأرض بالشكل المطلوب من المياه، محذرين من مأزق قد يواجه السدود في حال استمرارية أي انحباس مطري خلال فترة الموسم الحالي.

وذلك الى جانب تأثيراتها على الزراعات المروية، في ظل عدم إمكانية سد احتياجاتهم إلا عبر المخزون المائي المتبقي في السدود سابقا، ما يسهم بزيادة الضغط على المصادر المائية في سلطة وادي الأردن.
وترفع تداعيات عدم مرور أعوام مطرية غنية، من خطورة الأزمة المائية على المملكة، فيما يعول قطاع المياه على هطولات مطرية خريفية، وذلك لدورها المهم ومساهمتها المباشرة في منح “هامش أريحية”، على المياه “المسالة” لمختلف الزراعات في وادي الأردن.

قد يعجبك ايضا