بدء مراسم تتويج تشارلز الثالث رسمياً ملكاً لبريطانيا..

184

المرفأ…أنطلقت في لندن، اليوم السبت، مراسم تتويج تشارلز الثالث رسميًّا ملكًا لبريطانيا في حدث تاريخي نادر، ليصبح الملك الـ40، خلفًا لأمه الملكة إليزابيث الثانية التي توفيت قبل 7 أشهر عن عمر بلغ 96 عامًا، بعد أن حكمت البلاد 70 عامًا..

وبعد وصول الموكب الملكي من قصر باكنغهام وبحضور عالمي لقادة ورؤساء حكومات وممثلي دول الكومنولث وكبار الشخصيات، بدأت مراسم التتويج في كنيسة وستمنستر في العاصمة البريطانية لندن بطقوس مسيحية تستغرق ساعتين، وهو تقليد متوارث منذ عام 1066 عن أسلاف الملك وعددهم 39 تُوّجوا في الكنيسة ذاتها.

التتويج ذروة المراسم ويستمر 3 أيام، ويشمل إحتفالًا موسيقيًّا في قصر قلعة ويندسور غربي العاصمة مساء غد الأحد. ومراسم تتويج تشارلز هي الثانية من نوعها التي تُبث على التلفزيون مباشر ، والأولى بالخدمة على الإنترنت. وتُعدّ تأكيدًا دينيًّا لاعتلاء تشارلز العرش، رغم كونه ملك بريطانيا منذ وفاة والدته.

وستجرى المراسم وسط إجراءات أمنية مشددة، وتتضمن محطات وإجراءات تُختتم بالتنصيب والجلوس على العرش، وهي تُحْيِي تقاليد ملكية عريقة عمرها نحو ألف عام. كما سيتم تنصيب الملكة القرينة كاميلا ولكن ضمن مراسم أكثر بساطة.

وعند الساعة 11:00 صباح اليوم بتوقيت غرينتش سيوضع تاج الملك إدوارد، الرمز المقدس لسلطة العرش المصنوع من الذهب الخالص ويُستخدم لمرة واحدة خلال الحكم على رأس تشارلز على وقع صيحات “ليحفظ الله الملك”.

كما ستصدح الأبواق في أنحاء كنيسة ويستمنستر آبي في لندن وتطلق المدافع الاحتفالية برًّا وبحرًا بمناسبة أول تتويج لملك بريطاني منذ عام 1953، والخامس منذ 1838.

وستقرع أجراس الكنائس في مختلف أنحاء البلاد، قبل أن ينطلق جنود متحمسون من المشاة والخيالة في عرض يضم 7 آلاف عسكري في شوارع العاصمة. وسيعود الملك تشارلز (74 عامًا) وقرينته كاميلا التي ستُتوج ملكة، إلى قصر باكنغهام في العربة المذهبة التي قلما تستخدم، أمام حشود كبيرة، ثم يتابعان عرضًا جويًّا من شرفة القصر.

ويحمل دوق ويلينغتون تاج الملكة ماري خلال حفل تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث في وستمنستر..

بينما بقيت العديد من طقوس وتقاليد الإعتراف بتشارلز ملكاً دون تغيير، سعى الملك إلى تحديث جوانب أخرى من المراسم. فللمرة الأولى سيشارك نساء أساقفة قادة أقليات دينية أخرى، وسيكون هناك دور بارز لعدد من اللغات الأخرى غير الإنجليزية خلال التتويج.

وبوصفه ملكًا، يترأس تشارلز كنيسة إنجلترا لكنه يقود بلدًا أكثر تنوعًا دينيًّا وعرقيًّا من الذي ورثته والدته في ظل الحرب العالمية الثانية.

وسعى تشارلز أيضا لأن تكون قائمة المدعوين وعددهم 2300، أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جانب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم. وفي تغيير آخر للتقاليد، سيعكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة.

بينما عدّ رئيس الوزراء ريشي سوناك الحدث “لحظة فخر وطني استثنائي… يولد من خلالها عهد جديد”، فإن الاستطلاعات تشير إلى تراجع الدعم للتاج البريطاني خصوصًا بين الشبان الأصغر سنًّا، مع دعوات إلى التحديث أو إلغاء النظام الملكي برمته.

أما الجمهوريون فيطالبون برئيس دولة منتخب، وقد وعدوا بتنظيم احتجاج في يوم التتويج مع شعارات تقول “ليس ملكي”، وأما البريطانيون الذين يعانون ارتفاع تكلفة المعيشة، فيتساءلون لمَ يتعين على دافعي الضرائب تحمل تكلفة المراسم التي تقدر بأكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (126 مليون دولار) وهي تكلفة الإحتفالات بالتتويج…

 

قد يعجبك ايضا