بالمياه، استدامة لحياة الطيور .. شعار العام الحالي للاحتفال بالطيور المهاجرة

298

 

المرفأ..عمان – الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

بالتزامن مع موسم هجرة الطيور التي تحلق أسرابها معلنة انطلاق الرحلة الملحمية السنوية، من إفريقيا إلى أوروبا وبالعكس، يحتفل العالم باليوم العالمي للطيور المهاجرة العام الحالي، تحت عنوان ” بالمياه، استدامة لحياة الطيور “.
ويعتبر موضوع الماء وأهميته للطيور المهاجرة محور اليوم العالمي للطيور المهاجرة لهذا العام، وهي حملة عالمية تهدف إلى زيادة الوعي بالطيور المهاجرة وضرورة التعاون الدولي للحفاظ عليها واستدامة مسارات هجرتها التي تعتمد على الماء بشكل كبير.
ويشارك الأردن، المعروف بتنوعه البيولوجي الثري وأعداده الكبيرة من الطيور، باليوم العالمي للطيور المهاجرة وتقف الجمعية الملكية لحماية الطبيعة (RSCN) في المقدمة، حيث تبذل الجمعية جهودها الدؤوبة لحماية هذه المخلوقات الفريدة وتأمين مساراتها.
وقد تم تسجيل 436 نوعا من الطيور في الأردن، أكثر من 300 منها تمر عبر البلاد خلال هجرتها بين أوروبا وأفريقيا.
يقع الأردن في قلب الشرق الأوسط، وهو بمثابة طريق هجرة حيوي لأنواع عديدة من الطيور ، مما يجعله ملاذًا للطيور، ولعشاقها والمحافظين على البيئة على حد سواء.
وتحتاج الطيور المهاجرة إلى شبكةٍ من الموائل السليمة على طول مسارات هجرتها من أجل البقاء، وتعدُ الإجراءات العالمية المتزايدة من خلال المعاهدات البيئية متعددة الأطراف مثل اتفاقية الأنواع المهاجرة، واتفاقية الطيور المائية الأفريقية -الأوروبية الآسيوية، ضرورية لحماية الطيور المهاجرة في رحلاتها الدولية، حيث تتضمن هذه المعاهدات الدولية المحافظة على موائل الطيور المهاجرة وحمايتها من المهددات، ومنها الأنشطة البشرية التي قد تعرضها للخطر وذلك ضمن أطار قانوني.
وقال مدير وحدة إدارة مشاريع الطيور في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة المهندس طارق قنعير إن الأردن يعتبر من أهم مسارات الطيور المهاجرة، كما أن ممر وادي الأردن وهو من الأجزاء الرئيسة من حفرة الانهدام ، يعتبر من أهم مسارات هجرة الطيور على المستوى العالمي، ويتميز الممر بتشكيله جسراً بيئياً بين قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا، حيث يقوم بدعم أعداد متنوعة من الموائل المهمة المميزة، بالإضافة الى كونه ممراً رئيسياً للطيور المهاجرة التي تعبره بالملايين سنوياً.

كما وقال المهندس فراس الرحاحلة مدير مرصد طيور العقبة تلعب المسطحات المائية دورا فاعلا في توفير مناطق لاقامة واستراحة انواع مختلفة من الطيور في كوكبنا والتي تقوم بدورها في حفظ التوازن البيئي الذي يخدم سلامة الانسان الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

وفي خضم تحدياتنا الكبيرة التي تعصف بمياهنا ولا سيما التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة الى حدود اعلى من معدلاتها الطبيعية، يلعب الجفاف تحدياً اساسيا في استدامة حياة الطيور من خلال فقدها لموائلها ومواطن استراحتها خلال الهجرة.

وفي افقر دولة في هذا الكوكب بالموارد المائية، تتكامل جهود المؤسسات الرائدة في استثمار فرص اعادة استخدام المياه المعالجة لتوفير بيئات مائية تهدف لاستدامة مرصد طيور العقبة كمنطقة استراحة مهمة للطيور المهاجرة في الاردن تعكس قيما حيوية وتنموية ملموسة في العقبة.

يذكر ان الجمعية الملكية لحماية الطبيعة قد ابرمت اتفاقاً في بداية العام الجاري جمعها و سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة تطوير العقبة وشركة مياة العقبة والوكالة الامريكية للتنمية الدولية لاتمام هذا المشروع الريادي في العقبة والذي يخدم الواقع البيئي والواقع السياحي كموقع مستهدف لسياحة مراقبة الطيور الاخذة بالتنامي عالمياً.

وياتي تأسيس العديد من المحميات في الأردن ضمن الجهود المبذولة لحماية الطيور المهاجرة، لتكون بمثابة ملاذات للطيور المقيمة والمهاجرة، ومن هذه المحميات الأراضي الرطبة مثل محمية الأزرق المشهورة عالميًا ومحمية فيفا الطبيعية، بالإضافة لمرصد طيور العقبة.
وعملت الجمعية على استدامة هذه المواقع والحفاظ عليها للحد من مخاطر فقدان الموائل وتدهورها.
وتلعب الطيور دوراً كبيراً في النظام البيئي، فهي مؤشرٌ مهمٌ على صحة البيئة وإنتاجية الأنظمة البيئية بشكل عام، فزيادة أعدادها أو تناقصها يدلُ على التغيرات الحاصلة للتنوع الحيوي وبيئات المنطقة بشكل عام.
وكانت الجمعية نجحت في مشروع إعادة تأهيل واحة الأزرق الذي نفذته وبتمويل من المرفق البيئي العالمي في إعادة تأهيل نحو 10 بالمئة من مساحة الواحة الأصلية لتحافظ على ما تبقى من الواحة كملاذ آمن للطيور خلال موسم هجرتها أو تكاثرها، وتم تسجيل ما يزيد عن 350 نوعا من الطيور في المحمية والتي تشكل قرابة ٧٠% من الطيور في الأردن، ومن أبرزها مالك الحزين بأنواعه، والبط بأشكاله، والطيور المغردة، والجوارح المختلفة التي يتصدر قائمتها طائر الرخمة المصري، والطيور المائية”.
كما تم تأسيس مرصد طيور العقبة للمحافظة على الموائل المختلفة التي تعمل على إستقطاب الطيور المهاجره وتعد منطقة مرصد طيور العقبة من المواقع الهامه لإستقطاب انواع مختلفة من الطيور المائية والجارحة والطيور الصغيرة المغردة نظرا لإحتوائها على مسطحات مائية كبيرة وموائل نباتية متعدده، إذ تبلغ مساحة الموقع بنحو ٥٠٠ دونم.
وبسبب التنوع في الموائل يوفر المرصد للزائر القدره على مشاهدة أكثر من ۸٠ نوع خلال الزيارة الواحدة، وقد تم تسجيل أكثر من ۲۰۰ نوع مختلف على مدار المواسم المتعاقبة وبأعداد كبيره جدأ قد تصل لمليون.
وفي حين تعتبر الواحات والمسطحات المائية الموئل الأهم للطيور خلال هجرتها فأن ندرة المياه تعتبر من بين أخطر التهديدات التي تواجه الطيور المهاجرة، حيث إن النظم البيئية المائية تعاني من تهديدات متزايدة على مستوى العالم، ويتأثر بالتالي الكائنات الحية التي تعتمد عليها، بما في ذلك الطيور المهاجرة.
ويؤثر الطلب المتزايد على المياه من البشر وكذلك التلوث وتغير المناخ بشكل مباشر على توافر المياه النظيفة وعلى حالة الحفاظ على الكثير من الطيور المهاجرة. وقد تعرضت الأراضي الرطبة بشكل خاص لاستنزاف جائر واصبحت الكثير منها مهددة اليوم جراء الأنشطة البشرية مثل الزراعة المكثفة والتحضر السريع وأشكال التنمية الأخرى، وارتبط بالتالي فقدان الأراضي الرطبة بشكل مباشر بالانخفاض في العديد من مجموعات الطيور المهاجرة حول العالم، ويقرع الأحتفال للعام الحالي اجراس الخطر بضرورة الحفاظ على المياه لضمان الترحيب بملايين الطيور المهاجرة التي تقصد اوطاننا لتنعم فيها بالأمان.

قد يعجبك ايضا