المعاني: القطاع الصحي يحتاج لمزيد من التحديث
المرفأ:حصل الأردن على المركز الثالث عربيا و 46 عالميا وفق مؤشر العناية الصحية لموقع «نومبيو» العالمي للعام الحالي والمتخصص ببيانات جودة الحياة في العالم، فماذا تعني تلك المرتبة؟
أمين عام وزارة الصحة السابق الدكتور عبد الرحمن المعاني أكد في تصريح أن مؤشرات الرعاية الصحية والعناية بصحة المواطن، تعتبر في غاية الأهمية لقياس مستوى الوضع لأي دولة، والموقع الذي قام بهذه الدراسة هو متخصص في قياس مستوى المعيشة سواء كانت اقتصادية أو صحية أو ثقافية.
واعتبر المعاني حصول الأردن على المرتبة الثالثة عربيا بالرعاية الصحية لهذا العام أمرا مرضيا، مؤكدا أن القطاع الصحي الأردني يحتاج إلى مزيد من تضافر الجهود والإصرار والتحديث وحسن الإدارة الصحية، لإعادة الألق للرعاية الصحية الأولية، خاصة أن الأردن في الثمانينات والتسعينات كان متصدرا في هذا مجال الصحة على مستوى الوطن العربي.وأشار إلى أن بعض الدول تبوأت المواقع الأولى بالمؤشرات على المستوى العالمي مثل تايوان وكوريا الجنوبية واليابان، وجميعها كانت أقل مستوى من الناحية الصحية من الأردن في الثمانينيات وما قبلها وما بعدها، لكن إصرار تلك الدول على التحديث، وحسن الإدارة الصحية، أدى الى نقلة نوعية فيها على جميع المستويات وأهمها الوضع الصحي.
وأوضح أنه على الرغم من وجود محاور مهمة إيجابية لدى الأردن في الرعاية الصحية، إلا انه محتاج إلى التحديث والتطوير في محاور أخرى، وبذل جهد أكبر للعودة إلى ألقها السابق، كأول دولة عربية في مستوى مؤشرات الرعاية الصحية الاولية على مستوى الوطن العربي، بالإضافة للتعاون مع جميع المؤسسات الصحية.
وفيما يتعلق بالإيجابيات التي يمتلكها الأردن في قطاع الرعاية الصحية، لفت المعاني إلى أن هناك تميزا في برنامج التطعيم الوطني، إذ يعتبر الاردن رائدا في هذا المجال، ونسبة التغطية للفئات المستهدفة فيه تتجاوز 98%، وهذه نسبة مرتفعة مقارنة مع دول عربية، كذلك هي مؤشرات جيدة بالمقاييس التي تعتمدها منظمة الصحة العالمية، وهذا ادى للقضاء على 6 أمراض فتاكة في مرحلة الطفولة في المملكة.وتابع بأن مكافحة مرض السرطان تُعتبر أيضا من المحاور الإيجابية والهامة، فالأردن يتفوق في في مؤشرات مكافحة المرض بجميع أنواعه، وهناك انتشار أكبر للمستشفيات والخدمات العلاجية والمراكز الصحية في أغلب محافظات المملكة، وتوزيع هذه المؤسسات الصحية لتغطي أكبر نسبة ممكنة من المواطنين.
وشدد المعاني على أن وجود الايجابيات الكثيرة لا يمنع أيضا أن يكون هناك خلل يحتاج إلى معالجة وتطوير في الرعاية الصحية، من حيث توفير الكوادر المؤهلة المخصصة في هذه المؤسسات الطبية بالمحافظات، فهناك نقص فيها، ويمكن معالجته في زيادة وتيرة الابتعاث الداخلي والخارجي، داعيا إلى توفير الأجهزة المطلوبة واللازمة في هذا المستشفيات بالمحافظات، حيث لوحظ زيادة التحويلات من المستشفيات الطرفية الى المستشفيات المركزية بعمان خصوصا مستشفيي البشير والأمير حمزة.
كما سلط الضوء المعاني على مشكلة الاكتظاظ والازدحامات في المراكز الصحية والمستشفيات (العيادات الخارجية)، مطالبا بمعالجتها من خلال زيادة المراقبة على دوام الأطباء والموظفين، وتوسعة الأقسام التي يرتادها المراجعون بشكل متواصل ومستمر مثل أقسام الطوارئ.ووفق المعاني فإن من اساسيات الرعاية الصحية الاولية، هو سهولة الوصول للخدمات الصحية بطرق يسيرة وسهلة، وهذا يستدعي منح الصلاحيات لمدراء الصحة والمستشفيات باتخاذ القرارات المناسبة وعدم الرجوع لمركز الوزارة بكل قرار يمكن اتخاذه بالميدان.
وأكد على أهمية تفعيل دور اللجان الطبية في الألوية والمحافظات واختيار الأعضاء الأكفاء، لأن هذا يساعد بتخفيف الضغط على اللجنة الطبية العليا واللجان الأخرى في مركز العاصمة، وبالتالي تطوير الرعاية الصحية بكافة أنحاء المملكة.