مسؤولون وخبراء يؤكدون أهمية التطعيم للقضاء على مرض الحصبة
المرفأ..أكد مسؤولون وخبراء خلال مؤتمر صحفي عقد في وزارة الصحة، اليوم الإثنين، أهمية الحملة الوطنية للمطاعيم التي ستبدأ مطلع تشرين الثاني المقبل، في القضاء على مرض الحصبة -الحصبة الألمانية بين الأطفال-، بعد تسجيل 163 حالة منذ شهر نيسان الماضي.
وأكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، خلال المؤتمر الصحفي، بحضور مسؤولين صحيين، ضرورة القضاء على مرض الحصبة أو الحصبة الألمانية لأنه مرض شديد العدوى، مبينا أن المطعوم آمن وفعال ومجاز من المؤسسة العام للغذاء والدواء، كما أنه استخدم عام 2013.
وبين الهواري، أن الحملة الوطنية للتطعيم باستخدام لقاح (MR) تهدف إلى الوصول لنسبة تغطية 95 بالمئة وأكثر، لأن مرض الحصبة سريع الانتشار والعدوى، وشديد الخطورة على الأطفال، مؤكدا أهمية المحافظة على برنامج التطعيم الوطني، وسمعة الأردن طيبة جدا في مكافحة الأوبئة والجوائح.
ولفت إلى الاتفاقية التي وقعت مع نقابة الأطباء في حزيران الماضي، بدعم من وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، أعلن خلالها عن الحملة الوطنية للتطعيم، تؤسس إلى رقمنة وإدارة برنامج التطعيم والمطاعيم في جميع مناطق المملكة، يهدف لإيصال المطاعيم لمحتاجيها.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور عزمي محافظة، إن الشركة المنتجة لمطعوم (MR) مسؤولة عن إنتاح 80 بالمئة من المطاعيم في العالم، وإن ما أثير حول المطعوم ليس له أساس علمي.
وأكد أن الدراسات أثبتت سلامة المطعوم ومأمونيته، وأنه لا صحة لما يثار حوله، وأن ما يثار من حملات حول المطاعيم في الأردن دخيل على مجتمعنا وغير مسؤول.
وشدد على أن مرض الحصبة من الأمراض الفتاكة ومضاعفاته خطيرة جدا على أطفالنا، وعلينا حمايتهم عبر إعطائهم المطعوم.
بدوره، أكد وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور مهند المبيضين، أن الحكومة معنية بحماية المواطنين وتقديم الرعاية الصحية المثلى لهم، مشيرا إلى أن منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، شريكتان أساسيتان في الحملة الوطنية للتطعيم بالتعاون مع وزارة الصحة.
كما أكد المبيضين أهمية دور الإعلام كشريك مهم في إيضاح مدلولات الحملة الوطنية للتطعيم، مشيدا بالدور الوطني لوسائل الإعلام في توعية المواطنين وتثقيفهم حول هذه الحملة والبرنامج الوطني للتطعيم، متعذرا عن أي تقصير في ما يخص الحملة الوطنية للتطعيم التي تجريها وزارة الصحة.
ولفت إلى أن الشعب الأردني يحترم العلم والمعرفة، وأنه ليس من المقبول أن يأخذ المواطنون معلوماتهم من منصات لا تستند إلى أية معلومة علمية دقيقة.
وحول الحد من انتشار الإشاعات، أكد وزير الاتصال الحكومي، أن النيابة العامة باشرت بالتحقيق مع عدد من مروجي الإشاعات عن الحملة الوطنية للتطعيم.
بدوره، قال مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، إن عدم تسجيل الأدوية لا يعني عدم مأمونيتها، مبينا أن سبب ذلك، هو عدم وجود وكيل لهذه الشركات في الأردن.
وأكد أن هناك معززات كافية للتأكد من سلامة أي مستحضر دوائي يصل الى المملكة، وأن مطعوم (MR) جرى استيراده للمملكة عام 2013، ولا يوجد أي سبب للتخوف منه، مشددا على أن مؤسسة الغذاء والدواء لن تسمح باستيراد أي مطعوم غير آمن أو فعال.
من جهته، قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية بالوكالة، الدكتور محمد اليحيى، إن المركز لاحظ ارتفاعا في إصابات الحصبة في الأردن منذ نيسان الماضي، وأن هذا المنحنى الوبائي المتناقص يستدعي وجوب توفر لقاح.
وأكد أن لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR)، آمن وفعال في إنقاذ حياة الأطفال، ولا توجد أي دراسة علمية منشورة تشكك بمأمونيته، فالحصبة مرض مميت ومعد للغاية، ويمكن الوقاية منها بسهولة عبر التطعيم.
بدورها، دعت الدكتورة نجوى خوري، إلى عدم الالتفاف إلى إشاعات مجهولة المصدر ولا تستند إلى أي علم وضرورة الالتزام بالتطعيم لحماية أطفالنا ومجتمعاتنا من الأمراض المعدية، مؤكدا أن لصحة الأطفال ووقايتهم من الأمراض الخطيرة أهمية قصوى.
من جهته قال الدكتور حازم القرالة، إن المطعوم (MR) آمن وفعال ومجاز من منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية العالمية، ومستخدم منذ سنوات طويلة بالعالم.
وأكد أن مأمونية المطعوم مثبتة بأبحاث علمية، وأن الشركة المصنعة له رائدة في مجال صناعة المطاعيم، مشيرا إلى أهمية الوصول إلى نسبة تغطية تتجاوز 95 بالمئة.
من جهته، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن، الدكتور باسم زايد، إن المنظمة توصي باستخدام لقاح الحصبة الألمانية للتحصين ضد تفشّي المرض في حالات تفشي الحصبة أو الحصبة الألمانية في البلدان التي أدرجت اللقاح في برنامج التطعيم الروتيني الخاص بها.
وبين أن التأهيل المسبق الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية يعني أن اللقاح المنتج آمن وفعّال، مؤكدا أن المنظمة تتبع معايير صارمة لاعتماد إدراج اللقاح في قائمتها للقاحات المؤهلة مسبقاً.
ولفت إلى أن لقاح الحصبة والحصبة الألمانية (MR) المزمع استخدامه، يشترى من السوق العالمية من خلال معهد الأمصال الهندي.
وأوضح أن معهد الأمصال الهندي، كان العام الماضي مسؤولاً عن نحو 236 مليون جرعة من لقاحات الحصبة والحصبة الألمانية التي جرى شحنها عالميًا، وهو يشكل 80 بالمئة من إجمالي حجم اللقاح ذاته المستخدم عالمياً.
وقال استشاري أول الأمراض المعدية الدكتور فراس البكري، إن الإشاعات التي يطلقها شخص غير مبالٍ، يمكن أن ينتج عنها وفاة أطفال، “فكلمة يمكنها أن تدمر حياة أسر وهذا أمر لا نقبله جميعا”.
وأكد أن لرفض التطعيم والتشكيك بالمطاعيم، عواقبه وخيمة على صحة المجتمع، وأن المصادر والأبحاث العلمية تعطي دلالات لمأمونية المطاعيم وكفاءتها العالية في الوقاية من الحصبة.
وقال استشاري أول طب الأطفال الدكتور علي عطية، إن أطباء الأطفال عليهم دور كبير في حماية الأطفال وتقديم النصح والإرشاد لذويهم، مؤكدا أهمية تلقي اللقاح في الوقاية والحماية والمناعة من مرض الحصبة –الحصبة الألمانية الفتاك-.
وتحرص وزارة الصحة على إعطاء المطاعيم حسب المواعيد المقررة في البرنامج الوطني للتطعيم، التي تبدأ من سن الولادة كجرعات أساسية ومدعمة، إذ تعد هذه المطاعيم ضرورة في خفض نسب حدوث الأمراض وانتشارها في المملكة وخفض نسبة الأمراض والوفيات بين الأطفال.
وحقق البرنامج الوطني للتطعيم نتائج إيجابية منذ عام 1979 نتيجة وعي المواطن وحرصه على تطعيم أبنائه في المواعيد المقررة لحمايتهم والمحافظة على صحتهم، والالتزام الحكومي على أعلى المستويات بتوفير جميع المطاعيم الآمنة والفعالة.
يذكر أن لقاح الحصبة -الحصبة الألمانية (MR)-، الذي سيتم توفيره للفئات المستهدفة في الأردن من عمر 9 أشهر ولجميع طلبة المدارس والحضانات ورياض الأطفال ضمن حملة تطعيم وطنية بالتشارك مع نقابة الأطباء، جاء بسبب انخفاض نسبة التغطية للمطاعيم، إذ وصلت عام 2020 إلى 76 بالمئة من الفئة المستهدفة، وعام 2021 وصلت من 84 إلى 86 بالمئة، وفي عام 2022، وصلت إلى 91 بالمئة، وتسعى الوزارة لوصول نسبة تغطية 97 بالمئة، للتخلص من أضرار هذا المرض.