أشك كثيرًا في خطيبتي حتى أني أفكر في طلاقها، فما نصيحتكم؟
المرفأ..أنا شاب خاطب وعاقد العقد الشرعي، ولكني أشك كثيرًا في خطيبتي، وهي بدورها أقسمت لي أكثر من مرة على المصحف أنها لم تخني، وقد استخرت أكثر من مرة على الطلاق، وأجد نفسي أنصرف عنه.
فهل عندما تقسم على المصحف علي أن أصدق وأترك الأمر لله، ولا أعود أفكر من جديد؟
أما الآن فقد عزمت كل العزم على الطلاق، وصليت الاستخارة، فوجدت أبي وأمي يعارضونني في أمر الطلاق، ويطلبون مني التراجع عن الأمر، ويذكرون لي محاسن خطيبتي، ويقولون لي “الله يربحك”، وهو لفظ يدل على رضى الوالدين بلهجتنا العامية.
فهل موقف والدي هو نتيجة الاستخارة؟ أي أن أعرض عن أمر الطلاق؟ وهل حتى في المستقبل أعرض عن الطلاق مهما حصل؛ لأني استخرت فيه من قبل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً، فأنا في حيرة من أمري، بارك الله فيكم.
الإجابــة
اعلم -أخي الكريم- أن الشيطان المتربص بك لن يسلمك إلى الصلاح، بل سيعمد اليوم وغداً إلى تنفيرك من زوجتك، وتفسير أحداث ربما هي طبيعية جداً، لكنه سيفسرها تفسيرًا سلبيًا بغرض إحداث شرخ بينك وبين زوجتك، تلك طبيعة الشيطان -أخي الكريم-.زوجتك قد أقسمت لك على كتاب الله عز وجل، وكان يجب عليك بعد قسمها أن تطرد هذا الأفكار من رأسك، وأن تستعين بالله، وأن تعظم ما عظمه الله تعالى، لكن الشيطان قوي عليك، وربما فسر لك مواقف عادية على أنها دلالة خيانة أو ما شابه ذلك -عياذًا بالله تعالى-.
ثم استخرت في الطلاق، وقد وقف أحب الناس إلى قلبك أمامك، وأخبروك أن الفتاة صالحة، وأنك لا يجب عليك فعل ذلك، وهذا رسالة بعد الاستخارة شديدة الوضوح في الابتعاد عن تلك الأوهام والوساوس الشيطانية.
أخي الكريم: إن كثرة الشك في الزوجة قد ينفرها منك، وقد يدفعها إلى فقدان الثقة في نفسها، أو الخوف والحذر من كل شيء حتى ولو كان طبيعياً، وهذا سيقلب حياتك رأساً على عقب.
لذا ننصحك بما يلي:
1- طرد فكرة الطلاق من رأسك، والتفكير الإيجابي تجاه ما يجب عليك فعله.
2- محاورة الزوجة مع الاعتذار لها عما ترسب في رأسك.
3- الاستعاذة بالله من الشيطان كلما وسوس إليك، وعدم التحسس أو التجسس؛ لأن هذا مورد عليك الهلاك، ومعمق لك الشك، وهذا مرض عضال.
4- تنمية التدين في قلب زوجتك وقلبك، وتعظيم رقابة الله في قلوبكم.
5- المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية، وأذكار النوم.
هذه وصيتنا لك، فتوكل على الله، وأتمم زواجك، واستعن بالله، ولا تستمع لوساوس الشيطان.