الأردن .. تحرّكات دبلوماسية لتطويق امتدادات حرب غزة
المرفأ: يساور مستويات القرار الأردنية القلق، حيال استمرار “دوامة العنف” في قطاع غزّة منذ إطلاق حركة “حماس” الفلسطينية، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عملية “طوفان الأقصى”، ولم تتوقف اتصالات جلالة الملك عبدالله الثاني مع قادة دول عربية وغربية للدعوة إلى “وقف التصعيد” والعودة إلى المسار السياسي، سبقت جميعها زيارة “غير مبرمجة” من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى عمّان، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة.
الموقف الذي يتمسّك به الأردن بدعم القضية الفلسطينية، يتسق مع مواقف عربية موازية، لكن يرى مراقبون سياسيون أردنيون أنه مرشّح للذهاب إلى “خيارات مفتوحة” مع تنامي مخاطر العنف ضد المدنيين في غزة، والتخوّفات من امتداد “الحرب” إلى الضفة الغربية والقدس وحتى المناطق داخل الخط الأخضر وفي الإقليم، ما يثير مخاوف مستقبلية أيضا، من حدوث موجات تهجير إلى الأردن، وانهيار مسار العملية السياسية بالكامل.مرارا”، معتبرا أن هذا الخيار يبدو من الخيارات “الجدّية” لدى الاحتلال، وأضاف أن “امتداد الحرب إلى الضفة الغربية أو المناطق المحتلة عام 1948، ستفاقم مخاوف حدوث نقل من مناطق الضفة الغربية إلى الأردن”، مشيرا إلى أن “هذه إحدى الهواجس الأمنية” اليوم.ويقول الكاتب والمحلل السياسي الأردني حسين الرواشدة، إن “تطورات الحرب على غزة اليوم هي محل نقاش في كل مستويات القرار الأردني وكل الإدارات العامة في البلاد، وإن “خيارات الأردن في الدفاع عن مصالحه وأمنه واستقراره مفتوحة”، سواء أكانت مرتبطة “بتغيير مواقف سياسية ثابتة أو تحالفات قائمة أو تجاوز خطوط حمراء لم يكن من الممكن تجاوزها في الماضي”، في حال انسداد الأفق السياسي.احتمالات امتداد الحرب لأسابيع أخرى قياسا على المواقف الغربية المعلنة للآن.
وحذر جلالة الملك عشية زيارة بلينكن للبلاد، من انتهاج سياسية “العقاب الجماعي” تجاه سكان قطاع غزّة، خلال لقائه بالرئيس عباس في قصر الحسينية، طبقا لما نقله بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي.
في الأثناء، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية محمد أبو رمان، أن زيارة بلينكن إلى عمّان من شأنها أن “تخفف من حدة الموقف الأمريكي الذي بدا على يمين الموقف الإسرائيلي في البداية”، لافتا إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، حول “أهمية مراعاة إسرائيل لقواعد الحرب على قطاع غزة”.
وأضاف أبو رمان، أن تراجع البيت الأبيض عن تصريح بايدن أيضا حول مزاعم “رؤيته لصور أطفال إسرائيليين قطعت رؤوسهم على يد حماس”، يدعو حتما الأمريكيين إلى “تدقيق مواقفهم”.
ويعوّل أبو رمان، الباحث والوزير الأسبق، على نتائج زيارة بلينكن إلى عمّان للقاء جلالة الملك ووزير الخارجية والرئيس الفلسطيني، وقال: “هناك كلام كثير يمكن قوله للأمريكيين، هم لم يستمعوا إلى الرأي الآخر، ولم ينظروا إلى الجانب الآخر من الصورة”.ولم يخف أبو رمان توقعاته، من تفاقم حالة الغضب في المنطقة في حال استمرار العنف ضد المدنيين في غزة، منوها إلى أن الموقف الأمريكي غير مسبوق في “الانحياز إلى إسرائيل” على صعيد المسارين السياسي والدبلوماسي.
وداخليا، أظهرت السلطات الأردنية مرونة حيال حالة التضامن التي عبرت عنها قوى شعبية وحزبية أردنية خلال الأيام الماضية، بالسماح بتنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في مختلف المدن الأردنية، مع فرض ضوابط تمنع تمدد هذه المسيرات إلى مناطق محاذية للحدود الأردنية مع الجانب الإسرائيلي.
ومن المتوقع خروج مسيرة تضم الآلاف من المتضامنين مع قطاع غزة في العاصمة عمّان، الجمعة، دعت لها الحركة الإسلامية في البلاد، التي أصدرت بيانا، الخميس، قالت فيه إنها طالبت وزير الداخلية في لقاء رسمي، بـ”إعادة برنامج الجيش الشعبي وفتح جسر جوي لإغاثة غزّة”.
وأصدرت وزارة الداخلية، مساء الخميس، بيانا رسميا، أكدت فيه عدم سماحها بحدوث أي تجمهر أو تظاهر في “منطقة الأغوار والمناطق الحدودية المحيطة بها على طول الحدود مع فلسطين”، ودعت الأردنيين إلى الالتزام بذلك.
ـCNN بالعربية-هديل غبون