تحف إبداعية بروح وهوية المملكة يقدمها صانع الفخار لزوار “مهرجان النّهام”
المرفأ….الدمام – سميرة القطان
قليلة هي المهن التي يحمل نتاجها بصمة وروح صاحبها المرتبطة بهوية المنطقة التي يعيش فيها، ومنها مهنة صناعة الفخار، تلك الحرفة التي اعتمدت عليها المجتمعات السابقة في العديد من الاستخدامات، كحفظ المياه والمحاصيل، والطبخ، وغيرها من فخاريات تستخدم للزراعة او لتقديمها كهدايا.
وبرزت حرفة صناعة الفخار، في مهرجان النّهام الذي نظمته هيئة المسرح والفنون الأدائية خلال الفترة (27 أكتوبر – 2 نوفمبر) في الواجهة البحرية بالدمام، حيث استمتع الزوار بمشاهدة الحرفي زكي الغرّاش اثناء تشكيله للمصنوعات الفخّارية بيديه حسب الطرق التقليدية، وذلك في عملية تستغرق وقتاً غير هيّن، وانتباهاً مستمراً للتفاصيل ليضمن جودة المنتج، حيث إن أدنى حركة خاطئة أثناء تشكيل الطين قد تترك عيوباً في المنتج النهائي.
وذكر أنه بدأ بتعلم هذه الحرفة منذ 30 عاماً على يد والده، واستمر منذ ذلك الحين في مزاولة هذه المهنة وتطوير مهاراته حتى وصل لمستوى متقدم يمكّنه من انتاج قطع فريدة ذات جمالية عالية وتفاصيل دقيقة، مشيراً إلى حرصه على إقامة دورات تدريبية عديدة في المملكة ضمن مهرجانات وفعاليات عديدة، كجزء من مسئوليته تجاه مجتمعه وحرفته الاصيلة، مؤكداً على الاقبال الكبير لتعلم الحرفة من قبل الجيل الشاب
كما أشاد الغرّاش بمهرجان النهام الذي أتاح فرصة مهمة للحرفين بمختلف مجالاتهم، ليشاركوا في إعادة إحياء العديد من المهن التي اندثر بعضها، فيما استمرت كحِرف تقليدية، لا تزال تحظى باهتمام المجتمع لكونها ترتبط بذاكرة وجدانية تحمل بين طياتها قصص الاباء والاجداد.
واوضح بأن حرفة صناعة الفخار تعد من أقدم الحرف التي عرفها الإنسان، حيث تستمد عناصرها الأساسية من مواد موجودة في الطبيعة وتشكّل بطرق بسيطة، وقد استمر تطور أساليبها بشكل مطّرد عبر التاريخ حتى وصلت لتقنيات وأساليب عالية التعقيد أخرجت منتجات فائقة الجودة والتفاصيل، فيما لا تزال عمليات الكشف الأثري حول المملكة مستمرة في العثور على قطع فخارية تعود لآلاف السنين، حيث تشكل المصنوعات الفخارية موادّاً مقاومة لعناصر الزمن يمكنها من أن تبقى محفوظة لأزمنة طويلة.
يذكر أن مهرجان النّهام يأتي ضمن جهود هيئة المسرح والفنون الأدائية في إثراء الحراك الثقافي في المملكة، وتعزيز حضور الفنون الأصيلة في المشهد الثقافي، كما يعكس حرص وزارة الثقافة على توطيد التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ أحد أهدافها الإستراتيجية تحت مظلة رؤية السعودية 2030، ومدّ جسور التواصل الثقافي عبر تسليط الضوء على الأواصر المشتركة بين المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.