بالجملة تهكير لصفحات «فيسبوك» عامة ورسمية في بصيرا
المرفأ:تعيش صفحات عامة ورسمية عبر منصة التواصل الإجتماعي «فيسبوك» في لواء بصيرا بمحافظة الطفيلة عمليات تهكير متسلسلة خلال هذه الأيام وسط تساؤلات حول دوافع المتسببين بهذه العمليات، في انتظار فك أسرها من أيدي المعتدين، لا سيّما وأنها باتت تنشر إيحاءات غير أخلاقية بشكل دوري.
وكشف مصدر أمني مطلع أن صفحات عامة في لواء بصيرا تحتضن عشرات الآلاف من المتابعين إضافة إلى الصفحة الرسمية للبلدية، ومواقع إلكترونية تعليمية خاصة، تعرضت للتهكير خلال الأيام الأخيرة الماضية من قبل مجهولين، وبدأت بنشر محتوى غير أخلاقي بشكل دوري منذ بضعة أسابيع.
وأضاف المصدر ذاته أن عملية البحث التقني من قبل الجهات الرسمية ذات العلاقة قد تكون بحاجة إلى مزيد من الوقت لتحديد زوايا هذه العمليات كافة أمنيًا وتقنيًا، وذلك بناء على الشكاوى الرسمية التي تقدم بها المتضررون لدى المراكز الأمنية ذات الاختصاص الجغرافي.وأوضح رئيس بلدية بصيرا الدكتور جهاد الرفوع أن صفحة البلدية تعرضت للتهكير للمرة الثانية على التوالي موضحا أنه تم تقديم شكوى رسمية للمركز الأمني بهذا الخصوص.
وأوضح متصرف لواء بصيرا علي الزيدان أنه تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات ذات العلاقة، بعد تقدم عدد من المتضررين بشكاوى رسمية لدى المركز الأمني، وذلك للبدء بالإجراءات المطلوبة.
وانتهت بلدية بصيرا من إنشاء صفحة رسمية جديدة لها عبر منصة «فيسبوك»، وبدأت بالترويج لها، فيما لاتزال بقية الصفحات التي تعرضت للتهكير تحت سيطرة المعتدين حتى هذه اللحظة.
في الوقت ذاته طالب مهتمون بالشأن الإعلامي والأمني والتقني المشرفين على الصفحات العامة عبر منصة «فيسبوك» بضرورة عدم التعاطي مع صفحاتهم بشكل غير مسؤول، وأن يعطوا الجانب التقني أولوية عالية للحيلولة دون وقوعها في أيدي الغزاة الإلكترونيين، لا سيّما وأن لديهم أعدادا كبيرة من المتابعين، وبالتالي فإن الأثر المجتمعي الذي تتركه عمليات التهكير خطير ومؤذٍ.
وأوضح مشرف صفحة (شبكة الطفيلة) عبر منصة الفيسبوك، حسن المزايدة، أن التقدم للخدمة العامة والتماس مع المواطنين يجب أن يكون ضمن ضوابط عمل تقنية ومهنية تكفل استغلال هذه التكنولوجيا في خدمة الصالح العام دون وضعه تحت خطر التشويه أو نشر الفساد الأخلاقي والإشاعات، وهذا ما هو مطلوب من أي شخص يشرف على صفحة «فيسبوك» عامة، لأنه جزء استراتيجي من بناء الوطن وحمايته من الأخطار على اختلافها.وأضاف المزايدة: إن العمل في عالم وسائل التواصل الاجتماعي في غاية الخطورة التقنية والمجتمعية، وذلك لأن أية محاولة تهكير للصفحة تضع آلاف المتابعين، ومنهم فئة الأطفال، تحت خطر نشر المواد غير الأخلاقية، على سبيل المثال، وسط الفضول الذي يعتري هذه الفئة وحب الاطلاع على كل ما هو جديد في مجتمعنا المحافظ النقي الملتزم.
وعبّر مشرف سابق لصفحة عامة عبر منصة «فيسبوك» في الطفيلة، إبراهيم الزيدانيين، أنه كان من النشطاء في هذا لقطاع التقني والمجتمعي، يسعى لنشر القضايا والملفات المجتمعية التي من شأنها تطوير وتعزيز التنمية المحلية، لكنه وجد أن ذلك يشغله عن عمله وأسرته، وأنه قد يكون جزءا من الخطر التقني والمجتمعي الذي يمكن أن يواجهه المجتمع في لحظة من اللحظات بسبب فقدانه القدرة على التحكم بالصفحة عند تعرضها للتهكير، ما سيجعل بقاءه وصفحته بلا فائدة حقيقية، داعيا المشرفين على الصفحات العامة في «فيسبوك» إلى نهج الطريق السلوكي الذي يحميهم أمام القانون وأمام ضمائرهم وإفساح المجال للخبراء والمختصين بالعمل الإعلامي للقيام بهذه المهمة المجتمعية التنموية.
وأوضح المراسل الصحفي الأسبق الزميل سامي السعودي أن العمل في قطاع الإعلام، ونشر المعلومة من خلال أية وسيلة كانت، هو مهمة الأنبياء والرسل، لكنّه في الوقت ذاته في غاية الخطورة، ويتطلب جهدا وخبرة في التعاطي مع المعلومة وطريقة ترتبيها وكتابتها ونقلها، لكي لا تكون سببا في نشر الإشاعة والفساد بأصنافه المختلفة ضمن فئات المجتمع.أما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فقد أوضح السعودي أن هذه المنصات لها أبعاد أكثر خطورة من العمل الإعلامي، فالشخص يمكنه أن يكون ناقل معلومة ومعدا لها وناشرا أيضا، وسط قدرة الجميع على التواصل والتفاعل ومشاركة هذه المعلومة دون التثبت من مصدرها أو التأكد من صحتها، وبالتالي فإن هذا الفضاء يتعدى كونه وسيلة لنقل المعلومة إلى كونه قطاعا إلكترونيا يمكن لخبراء التكنولوجيا السيئين استغلاله في الانتقاد أو تشويه السمعة أو نشر الفساد بأنواعه المختلفة في المجتمع الذي تغطيه تلك الصفحات.