المزارعين آمال بموسم زراعي مبشّر في الكرك

172

المرفأ…:حفزت الأمطار التي جلبها أول منخفض جوي شهدته المملكة الأسبوع الماضي، وعمت بشائره المحافظات المختلفة ومنها محافظه الكرك التي سجلت ما كمية 42 ملم، المزارعين على البدء بحراثة أراضيهم وبذارها بالمحاصيل الحقلية خصوصا من محصولي القمح والشعير.

ووسط آمال بأن يكون الموسم المطري أفضل من المواسم السابقة لإنعاش القطاع الزراعي في المحافظة من خلال التشجيع على التوسع في الزراعات الحقلية والصيفية، قال مزارعون : استبشرنا خيرا بكميات الأمطار، فأغلب الزراعات بالمحافظة، خصوصا المحاصيل الحقلية والمراعي الطبيعية، تعتمد على الهطولات المطرية ومدى انتظامها وكفايتها وتوزيعها الزماني خلال الشتاء، بما يتناسب ومراحل نمو النباتات لتحقيق عائد إنتاجي وفير.

وأشاروا إلى أن تتابع السنوات العجاف وتأخر الأمطار جراء التغيرات المناخية أثر على نتاج حقولهم من المحاصيل الحقلية كمّا ونوعا، الأمر الذي يدفعهم في كل عام إلى تأخير فترة الزراعة، إضافة لتقليص المساحات التي اعتادوا على زراعتها لتجنب الخسائر.

وأضاف المزارعون: إن هذا الموسم يحمل تباشير خير، فالأمطار هطلت مبكرا، ما شجعنا على المبادرة لتجهيز الأرض وبذرها بالمحاصيل الحقلية خصوصا (الشعير) الذي يزرع في العادة بوقت زمني أبكر عن (القمح) بالنظر لحاجة الشعير لكميات أمطار أقل وتحمله للظروف المناخية وارتفاع الحرارة.

من جانبهم، لفت مربو ماشية إلى أن مواسم الجفاف السابقة أذهبت مساحات كبيرة من المراعي الطبيعية خصوصا في شرق الكرك التي تعد منطقة الرعي الأساسية.

وتابعوا: إن المراعي الطبيعية تشكل عونا لنا بتوفير الكثير من نفقات أعلاف مواشينا بدل شراء الأعلاف الجاهزة باهظة التكاليف، هذا بخلاف ما يسببه عدم تناول المواشي للنباتات الرعوية الخضراء من ضرر في بنيتها وإنتاجيتها وخصوبتها، داعين مديرية الزراعة إلى التوسع في المحميات الرعوية وإعادة تأهيل القائم منها ببذارها بالنباتات الرعوية لإعادة الغطاء النباتي إليها.

وقال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة: إن «الموسم المطري الحالي مبشر، فكميات الأمطار التي سجلتها المحافظة خلال يوم واحد مع أول منخفض جوي والتي وصلت إلى قرابة 42.5 ملم تعادل ما يتم تسجيله على مدى شهر»، مشيرا إلى أن «الكميات التراكمية التي تحتاجها مناطق المحافظة، والتي تتنوع بين الغورية والشفا غورية والجبلية والصحراوية، لضمان موسم زراعي جيد، تتراوح ما بين (250-350) ملم طيلة الموسم الشتوي».وبين أن «مساحة الأراضي القابلة للزراعة بالمحاصيل الحقلية في المحافظة تقدر بحوالي 230 ألف دونم، لافتا إلى أن الفترة الحالية مواتيه للبدء بفلاحة الأراضي الزراعية للاستفادة من رطوبة جوف الأرض جراء الأمطار الأخيرة، حاثا المزارعين للمبادرة بشراء البذار المحسنة من المؤسسة التعاونية وحراثة أراضيهم، ناصحا باعتماد الدورة الزراعية وعدم تكرار زراعة الحقل بذات المحصول، والتنوع بالبقوليات أو بحراثتها وتركها دون زراعة، مع أهمية اعتماد الحراثة العميقه للقضاء على الآفات الزراعية».

ولفت إلى «أهمية الأمطار في تحسين مستوى نمو المراعي الطبيعية»، مشيرا إلى وجود 7 محميات رعوية في المحافظة والتي تعمل المديرية على إعادة تأهيلها بشكل دائم وحمايتها من الرعي الجائر والاعتداءات لتوفير الأعلاف الخضراء لمربي الماشية للتقليل من أعبائهم المالية لشراء الأعلاف الجاهزة لمواشيهم»، مبينا التوجه القائم لإقامة مشتل رعوي في غابة القطرانه قيد الإنشاء حاليا.

وأشار إلى «الجهود التي تبذل للتوسع بمشاريع الحصاد المائي»، مبينا «وجود 15 حفيرة مائية بطاقة استيعابية تصل إلى 5 ملايين متر مكعب حيث تم إنشاء حفائر جديدة في اللجون والقطرانه، إضافة لأكثر من 12 ألف بئر تجميعية».

من جانبة، قال مدير تعاون الكرك محمد العضايلة: إن المؤسسة تعمل على توفير البذار المحسنة من القمح والشعير بأسعار مدعومة من الحكومة، إذ تتوفر كميات كافية لتغطية حاجة المزارعين حتى نهاية الموسم، موضحا أنه تم لغاية الآن بيع أكثر من 46 طنا من القمح و140 طنا من الشعير للمزارعين من مختلف الأصناف المرغوبة لديهم.

أما بالنسبة لمشروع إكثار البذار فبين العضايلة، أن المشروع يهدف لزيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الحقلية بتشجيع مالكي المساحات المحدودة على استغلالها وزرعاتها بأصناف تناسب طبيعة كل منطقة والظروف المناخية لزيادة الإنتاج وتحسين موارد الأسر الريفية، لافتا إلى أنه تم بيع أكثر من 45 طنا من القمح والشعير للمزارعين الذين تم شمول أراضيهم بالمشروع بسماحة 4100 دونم.

قد يعجبك ايضا