مقتل 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية في دمشق
المرفأ…قُتل 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني السبت، في ضربة إسرائيلية دمرت مبنى بكامله في العاصمة السورية، فيما توعدت طهران بالرد “في الزمان والمكان المناسبَين”.
وأسفرت الضربة عن مقتل عشرة أشخاص، بينهم الإيرانيون، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقد استهدفت حي المزة في غرب دمشق حيث تقع عدة مقرات أمنية وعسكرية سورية، وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية.
وتعد تلك الضربة آخر عمليات الاستهداف التي اتهمت إسرائيل بتنفيذها خلال الأسابيع الماضية ضد قياديين فيما يُعرف بـ”محور المقاومة” الذي تقوده إيران وتنضوي فيه فصائل المقاومة فلسطينية بينها حركة حماس وأخرى عراقية ويمنية إضافة إلى حزب الله اللبناني.
وتتزامن تلك الضربات مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول، والتي تزداد الخشية من اتساع رقعتها.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني ارتفاع عدد القتلى من عناصره إلى خمسة بعدما كان أفاد سابقاً عن مقتل أربعة مستشارين عسكريين في الضربة التي اتهم إسرائيل بشنها.
وأفادت وكالة “مهر” الإيرانية في وقت سابق أن الضربة الإسرائيلية أودت بـ “مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس”.
وأدان الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان، “بشدّة العمل الإجرامي الذي نفذه الكيان الصهيوني” والذي يُعدّ “محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة”.
وأضاف “بالإضافة إلى الملاحقة السياسية والقانونية والدولية لهذه الأعمال العدوانية والإجرامية، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بالحق في الردّ على الإرهاب المنظّم للكيان الصهيوني المزيّف في الزمان والمكان المناسبَين”.
ورفض متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على الضربة.
“جريمة نكراء”
في منطقة المزة، انهار المبنى المستهدف بالكامل. وشوهدت سيارات إطفاء وإسعاف وفرق الهلال الأحمر السوري في المكان الذي طوقته القوى الأمنية بشكل كامل.
وقال أحد سكّان المنطقة، طالباً عدم ذكر اسمه، “سمعت صوت الانفجار بشكل واضح في منطقة المزة، وشاهدتُ سحابة دخان كبيرة بالصدفة عندما كنتُ على السطح (…) بعد دقائق سمعت أصوات سيارات إسعاف”.
وأفاد المرصد السوري بدوره أن “الضربة طالت مبنى يتبع للحرس الثوري الإيراني في منطقة معروفة بأنها أمنية بامتياز ويقطن فيها مسؤولون إيرانيون وفلسطينيون”.
وكان المرصد أفاد بداية عن مقتل ستة أشخاص قبل أن يشير لاحقاً إلى انتشال المزيد من الجثث من تحت الأنقاض، ما رفع الحصيلة إلى عشرة قتلى، هم الإيرانيون وآخرون من المقاتلين الموالين لطهران من جنسيات أخرى ضمنهم سوري.
وأورد الإعلام الرسمي السوري “ارتقاء عدد من الشهداء بينهم عدد من المستشارين الإيرانيين” في الضربة، قبل أن تعلن وزارة الدفاع السورية “استشهاد واصابة عدد من المدنيين” من دون تحديد عددهم في “عدوان جوي” إسرائيلي من اتجاه الجولان السوري المحتل.
وأدانت حركة حماس “العدوان الصهيوني الذي استهدف مستشارين عسكريين” إيرانيين والذي “نعدّه جريمة نكراء، وانتهاكاً لسيادة دولة عربية”.
اغتيالات
وقتل خلال الأسابيع الماضية القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي قرب دمشق، واغتيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، والقيادي العسكري في حزب الله وسام الطويل في جنوب لبنان، في عمليات اتهمت إسرائيل بتنفيذها.
وفي 16 كانون الثاني، أعلن الحرس الثوري الإيراني تدميره مقرا للموساد في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، رداً “على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني والتي أدّت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة”.
لكن مسؤولاً عراقياً بارزاً اعتبر أن وجود مقر للموساد هو ادعاء “باطل”.
وأعلنت إيران مراراً خلال السنوات الماضية، مقتل أفراد من قواتها في سوريا، حيث تؤكد أنهم يتواجدون في مهام “استشارية”. وتعدّ إيران حليفاً أساسياً للرئيس السوري بشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 13 عاماً، دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، لكن أيضاً مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بانه محاولات طهران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا
ومنذ اندلاع الحرب على غزة، استهدفت إسرائيل مراراً الأراضي السورية، وقد طال القصف مرات عدة مطاري دمشق وحلب الدوليين، وأيضاً مواقع تابعة لحزب الله.
ومنذ بدء الحرب، تشهد المنطقة الحدودية في جنوب لبنان تبادلاً للقصف بين حزب الله وإسرائيل. تزامناً، يشنّ الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران هجمات في البحر الأحمر ضد سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، وتتبنى فصائل عراقية تدعمها طهران هجمات ضد قواعد تضم قوات أميركية في سوريا والعراق.
كما أطلقت مجموعات موالية لإيران بضع مرات قذائف من جنوب سوريا باتجاه الجولان المحتل.