“النواب” يختتم مناقشات الموازنة ويبدأ الاستماع لرد وزير المالية تمهيدا للتصويت
كَمَا أَتَقَدَّمُ بِالشُّكْرِ وَالِإمْتِنَانِ للسادةِ اَلنُّوَّابِ اَلْمُحْتَرَمِينَ عَلَى مُدَاخَلَاتِهِمْ اَلْغَنِيَّةِ بِالْأَفْكَارِ وَالْمُقْتَرَحَاتِ اَلْهَادِفَةِ لِرِفْعَةِ اَلْوَطَنِ وَتَوْفِيرِ أَسْبَابِ اَلْحَيَاةِ اَلْكَرِيمَةِ لِأَبْنَاءِ أَرْدَنْنَا اَلْغَالِي. وَإِذْ تُؤَكِّدُ اَلْحُكُومَةُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ وَرَجَاحَةِ اَلتَّوْصِيَاتِ وَالْمُقْتَرَحَاتِ اَلْوَارِدَةِ فِي تَقْرِيرِ اَللَّجْنَةِ اَلْمَالِيَّةِ اَلْمُوَقَّرَةِ وَكَلِمَاتِ اَلسَّادَةِ اَلنُّوَّابِ، لِتُؤَكِّدُ لِمَجْلِسِكُمْ اَلْكَرِيمِ بِأَنَّهَا سَتَكُونُ مَوْضِعَ اَلْعِنَايَةِ وَالِإهْتِمَامِ خِلَالَ اَلْمَرْحَلَةِ اَلْقَادِمَةِ لِتَنْفِيذِ مَا أَمْكَنَ مِنْهَا .
نعم، طموحنا لمواطنينا يتجاوز واقعنا بكثير، ولكن حُقّ لنا أن نفخر بما أنجزنا، وبما حافظنا عليه، وبما رفضنا الإنجرار إليه، رسمنا خططنا بأيدينا لا بأيدٍ خارجية، وأبينا إلا أن نطبقها رغم العواصف والتحديات. نعم، نفخر بما حققنا من استقرار، نعم نفخر باننا أصبحنا نموذج في الحفاظ على الإستقرار المالي والنقدي وبالتالي حماية طبقتنا الوسطى. وحُقّ لنا أن لا نُدخل انفسنا في متاهة السوداوية ورفض رؤية ما تم إنجازه ونحن في خضمّ مئويتنا الثانية.
إِنَّ تَوَجُّهَاتِ اَلسِّيَاسَةِ اَلْمَالِيَّةِ اَلَّتِي اِسْتَعْرَضتُها أَمَامَ حَضَرَاتِكُمْ فِي خِطَابِ مَشْرُوعِ مُوَازَنَةِ عَام 2024 هِيَ تَوَجُّهَاتٌ ثَابِتَةٌ وَرَاسِخَةٌ تَعْمَلُ اَلْحُكُومَةُ عَلَى تَنْفِيذِهَا بِطَرِيقَةٍ عِلْمِيَّةٍ وَمَنْهَجِيَّةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى سِتَّةِ مُسْتَهْدَفَاتٍ وَثَوَابِتَ مَالِيَّةً اِنْتَهَجَتْهَا اَلْحُكُومَة، تَتَضَمَّنُ عَدَمَ رَفْعِ اَلضَّرَائِبِ، أَوْ فَرْضِ ضَرَائِبَ جَدِيدَة، وَمُحَارَبَةُ اَلتَّهَرُّبِ وَالتَّجَنُّبِ اَلضَّرِيبِيِّ، وَرَفْعُ اَلْإِنْفَاقِ اَلرَّأْسِمَالِيِّ إِلَى مُسْتَوَيَاتٍ غَيْرِ مَسْبُوقَةٍ، وَتَعْزِيزُ اَلْإِنْفَاقِ عَلَى اَلْحِمَايَةِ اَلِإجْتِمَاعِيَّةِ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى اَلْمُقَوِّمَاتِ اَلْأَسَاسِيَّةِ لِلْمُوَاطِنِينَ، وَرَفْعُ نِسْبَةِ تَغْطِيَةِ اَلْإِيرَادَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِلنَّفَقَاتِ اَلْجَارِيَةِ، وَتَرَاجُعُ اَلْعَجْزِ اَلْأَوَّلِيِّ وَالدَّيْنِ اَلْعَامِّ كَنِسْبَةٍ مِنْ اَلنَّاتِجِ اَلْمَحَلِّيِّ اَلْإِجْمَالِيِّ.
وَعَلَى اَلرّغْمِ مِنْ اِلنِّزَاعَاتِ اَلدَّوْلِيَّةِ وَالسِّيَاسَاتِ اَلإقْتِصَادِيَّةِ الإنكماشيةِ لِلدُّوَلِ اَلْكُبْرَى، إِلَّا أَنَّ اِقْتِصَادَنَا اَلْوَطَنِيَّ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَوْعِبَ جَانِباً كَبِيراً مِنْ هَذِهِ اَلصَّدَمَاتِ وَالضُّغُوطِ، وَكَانَ أَدَاءُ اَلِإقْتِصَادِ اَلْوَطَنِيِّ أَفْضَلَ بكثير مُقَارَنَةً بِأَدَاءِ اَلْعَدِيدِ مِنْ اِقْتِصَادَاتِ دُوَلِ اَلْعَالَمِ المشابهة. وَتَمَايَزَ مُعَدَّلِ اَلتَّضَخُّمِ اَلْمَحَلِّيِّ على اَلْمُسْتَوَيَاتِ اَلْمُسَجَّلَةِ فِي اَلْمنْطَقَةِ وَدُوَلِ اَلْعَالَمِ لِيَبْلُغَ نَحْوَ 2.08 بِالْمِائَةِ لِعَامِ 2023، وَحَافَظَتْ أَسْعَارُ اَلْمَوَادِّ اَلْغِذَائِيَّةِ فِي اَلْأُرْدُنِّ عَلَى اِسْتِقْرَارِهَا اَلنِّسْبِيِّ حَيْثُ لَمْ تَتَجَاوَزْ نِسْبَةُ اِرْتِفَاعِهَا 2.2 بِالْمِائَةِ حَتَّى نِهَايَةِ عَامِ 2023. وَأَدَّتْ اَلْإِصْلَاحَاتُ اَلضَّرِيبِيَّةُ اَلَّتِي تُنَفِّذُهَا اَلْحُكُومَةُ ضِمْنَ بَرْنَامَجِهَا لِلْإِصْلَاحِ إِلَى تَوَسُّعِ اَلْإِيرَادَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ بِنَحْوِ 584 مِلْيُونِ دِينَار عَنْ مُسْتَوَاهَا لِعَامِ 2022، وقد ساهمت سِيَاسَةُ اَلضَّبْطِ اَلْمَالِيِّ في تَعْزِيزِ ضَبْطِ اَلنَّفَقَاتِ اَلْعَامَّةِ، كما تمكنت الحكومة بفضل حنكة إدارة المالية العامة من استيعاب الإرتفاع فِي نَفَقَاتِ بَنْدِ اَلْفَوَائِدِ جراء اَلضُّغُوطِ اَلْكَبِيرَةِ اَلَّتِي أَحْدَثَتْهَا اَلزِّيَادَاتُ اَلْعَالَمِيَّةُ اَلْمُتَتَالِيَةُ فِي أَسْعَارِ اَلْفَائِدَةِ دون التأثيرِ سلباً على الإستقرار المالي.
سعادة الرئيس
حضرات النواب المحترمين ،،،
لَقَدْ اِشْتَمَلَ تَقْرِيرُ اَللَّجْنَةِ اَلْمَالِيَّةِ اَلْمُوَقَّرَةِ وَكَلِمَاتُ اَلسَّادَةِ اَلنُّوَّابِ وَالْكُتَلِ اَلنِّيَابِيَّةِ عَلَى تَحْلِيلٍ لِمُخْتَلِفِ قِطَاعَاتِ اَلِاقْتِصَادِ اَلْوَطَنِيِّ كَالصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَالزِّرَاعَةِ وَالسِّيَاحَةِ بِالْإِضَافَةِ إِلَى تَطَرُّقِهِ إِلَى اَلْمَشَارِيعِ اَلرَّأْسِمَالِيَّةِ وَأَهَمِّيَّةِ تَنْفِيذِهَا مِنْ خِلَالِ اَلشَّرَاكَةِ بَيْنَ اَلْقِطَاعَيْنِ اَلْعَامِّ وَالْخَاصِّ. وَأَوَدُّ أَنْ أُبَيِّنَ لِمَجْلِسِكُمْ اَلْكَرِيمِ بِأَنَّ اَلْحُكُومَةَ ستدرسُ اَلتَّوْصِيَاتِ اَلْوَارِدَةِ فِي هَذَا اَلتَّقْرِيرِ وَتَوْصِيَاتِ اَلْكُتَلِ اَلنِّيَابِيَّةِ لِتَطْوِيرِ هَذِهِ اَلْقِطَاعَاتِ. كَمَا تُشَاطِرُ اَلْحُكُومَةُ مَجْلِسَكُمْ اَلْكَرِيمَ اَلرَّأْيَ حَوْلَ أَهَمِّيَّةِ اَلنُّمُوِّ اَلِاقْتِصَادِيِّ اَلْمُسْتَدَامِ بِاعْتِبَارِهِ اَلرَّكِيزَةِ اَلْأَسَاسِيَّةِ لِمُعَالَجَةِ اَلِاخْتِلَالَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ اَلَّتِي تُوَاجِهُ اِقْتِصَادَنَا وَفِي مُقَدِّمَتِهَا اَلْفَقْرَ وَالْبطَالَةَ، وَهُوَ اَلْمُتَغَيِّرُ اَلرَّئِيسُ فِي تَقْلِيصِ عَجْزِ اَلْمُوَازَنَةِ وَبِالتَّالِي تَقْلِيصُ اَلدَّيْنِ اَلْعَامِّ . وتؤكدُ الحكومةُ على حقيقةِ أن لا نمو إقتصادي مستدام بدونِ استقرارٍ ماليٍ ونقدي، وهذا واقع. وَإِدْرَاكاً مِنْ اَلْحُكُومَةِ لِأَهَمِّيَّةِ شُمُولِ اَلنُّمُوِّ لِجَمِيعِ اَلْقِطَاعَاتِ اَلإقْتِصَادِيَّةِ وَأَبْرَزهَا اَلْقِطَاعَاتُ ذَاتُ اَلْمَسَاسِ اَلْمُبَاشِرِ بِحَيَاةِ اَلْمُوَاطِنِينَ مِثْلٍ قِطَاعَاتِ اَلتَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ وَالْمِيَاهِ وَالسِّيَاحَةِ، فَقَدْ قَامَت اَلْحُكُومَةُ بِزِيَادَةِ مُخَصَّصَاتِ اَلتَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ بِنَحْوِ 219 مِلْيُونَ دِينَار.كَمَا قَامَتْ اَلْحُكُومَةُ بِتَوْفِيرِ اَلْمُخَصَّصَاتِ اَلْمَالِيَّةِ لِتَعْزِيزِ جَاهِزِيَّةِ قِطَاعِ اَلسِّيَاحَةِ لِانْطِلَاقَةٍ جَدِيدَةٍ بَعْدَ اَلتَّعَافِي مِنْ اَلظُّرُوفِ اَلْإِقْلِيمِيَّةِ اَلَّتِي أَلْقَتْ بِظِلَالِهَا عَلَى هَذَا اَلْقِطَاعِ .