غنيمات تستعرض التجربة الأردنية بالتربية الإعلامية

239
المرفأ…شاركت سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية في العاصمة المغربية الرباط، جمانة غنيمات، في ندوة علمية بعنوان “التربية الإعلامية: آفاق وتطلعات”،
نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وجامعة الدول العربية (قطاع الإعلام والاتصال -الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب)، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية.

وتأتي هذه المشاركة ضمن جهود تعزيز التعاون الثقافي والتربوي بين الدول الأعضاء في (إيسيسكو)، كما إنها تشكل فرصة للتفاعل والتبادل الفكري حول دور التربية الإعلامية في المجتمعات الإسلامية وكيفية تعزيزها لتحقيق التقدم والتطور.

وقدمت السفيرة غنميات، عرضا حول التجربة الأردنية الرائدة في التربية الإعلامية، والتطور التاريخي الذي شهده الأردن في مجال التربية الإعلامية، مشيرة إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية، تعتبر أول دولة عربية أعدت استراتيجية تنفيذية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية.

وشرحت غنيمات مراحل تطور التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن، حيث اتخذ نهجا استباقيا وبناء تجاه التربية الإعلامية والمعلوماتية، حيث أعلنت الحكومة الأردنية في عام 2018 ضمن وثيقة أولويات عملها للعامين (2019 – 2020) تعهدا بتبني الإطار الاستراتيجي الوطني لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية (2019-2022)، بهدف تطوير مجموعة من المهارات الأساسية أبرزها تطوير قدرات التفكير النقدي لدى المواطنين، والوصول إلى مصادر المعلومات الصحيحة لبناء مجتمع يحترم التعددية وحقوق الإنسان والحوار.ولتحقيق ذلك التزمت الحكومة بإدخال مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية على شكل وحدات دراسية في كتب التربية الوطنية والاجتماعية للصفين السابع والثامن وكتاب الحاسوب للصف العاشر، وإعداد الأدلة والمناهج التدريبية الخاصة بذلك، كما عملت على طرح مادة “التربية الإعلامية” لطلبة الجامعات، وبناء قدرات (100) أستاذ جامعي على مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية، وكذلك تدريب مجموعة من المعلمين في مختلف مديريات التربية والتعليم في المحافظات.

وباشرت الحكومة في تنفيذ هذا التعهد رسميا عبر تشكيل فريق حكومي برئاسة وزير الدولة لشؤون الإعلام وعضوية كل من الأمناء العامين والمسؤولين في الوزارات المعنية (التربية والتعليم، والشباب، والتعليم العالي والبحث العلمي)، إضافة إلى مدير المركز الوطني لتطوير المناهج، انبثق عنه فريقا وطنيا مكون من الشركاء المعنيين في تنفيذ هذه المبادرة، واعتمدت الحكومة الأردنية وثيقة “الإطار الاستراتيجي الوطني لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية”، على أن يكون معهد الإعلام الذراع التنفيذي لهذه الخطة.

وذكرت السفيرة غنيمات أن مجلس الوزراء الأردني أقر عام 2020 المبادرة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية (2020-2023) عن طريق مؤسسات رسمية تتبنى التربية الإعلامية وتدخلها في خططها وبرامجها والانتقال إلى مرحلة الانتشار في بناء القدرات الوطنية والانتقال إلى مرحلة الانتشار وتعدد الفاعلين في نشر الوعي المجتمعي، والعمل على إدخال التربية المعلوماتية في مناهج التعليم (مدارس وجامعات)، ومؤسسات المجتمع المدني فاعلة في نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية.
وبينت السفيرة خلال الجلسة الحوارية أن النظام التعليمي في الأردن، والمجتمعات الشبابية والثقافية، وفعاليات الحياة العامة الوطنية، تعد من أبرز القطاعات المستفيدة من الخطة الاستراتيجية التنفيذية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية.وقالت غنيمات، ” أن الإطار الاستراتيجي لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن يتضمن عدة مستويات منها: إدخال مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية إلى النظام التعليمي الأردني (المدارس)، وإدخال مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية إلى النظام التعليمي الأردني (الجامعات)، وإدماج مفاهيم ومهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية في الحياة الثقافية والمؤسسات الشبابية الأردنية، ونشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في الحياة العامة ومؤسسات المجتمع المدني.

وعرضت غنيمات البرامج والمشاريع التي نفذت في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن، حيث قامت الحكومة الأردنية بعمل مسابقات تفاعلية وأنشطة التوعوية المجتمعية وبرامج لبناء القدرات وتعزيز المهارات الأساسية للتربية الإعلامية والمعلوماتية.

واستعرضت غنيمات برامج الحكومة الأردنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية عام 2024، مؤكدة أن الحكومة تعمل على تطوير الخطة الاستراتيجية التنفيذية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية للأعوام 2024-2027، واستكمال الندوات التوعوية بحيث تكون موجهة لموظفين جدد من الدوائر الحكومية والإعلاميين وطلاب الإعلام في الجامعات ومن المقرر حضور (500) مشارك، وتنفيذ برنامج قافلة “التربية الإعلامية والمعلوماتية” والتي ستتوجه لتدريب 500 طالب وطالبة في عدد من جامعات المملكة الأردنية الهاشمية و250 فردا من مؤسسات المجتمع المدني، والعمل على مشروع بناء قدرات مجموعة من الشباب ضمن الفئة العمرية (16-25) من المجتمع المحلي والمشاركين في برامج ونشاطات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة ولي العهد في مختلف محافظات المملكة الأردنية، من المقرر تدريب 75 شابا وشابة، وأن الحكومة تعمل على استضافة مؤتمر (اليونسكو) “الأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية وأجندة الشباب” في تشرين الأول المقبل بتنظيم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) بالشراكة مع وزارة الاتصال الحكومي.وقالت إن المملكة الأردنية الهاشمية قدمت كعضو فاعل ومبادرة في مجلس وزراء الإعلام العرب، تجربتها في مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية من منطلق الحاجة لهذه الرؤية تكاملا مع جهود جامعة الدول العربية- قطاع الإعلام والاتصال في وضع خطة التحرك الإعلامي العربي محاور عمل اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني والاستراتيجيات وخطط العمل التي من شأنها حماية وتعزيز المحتوى الإعلامي العربي وتحفيز مبادرات وجوائز التميز الإعلامي العربي خطط العمل التي من شأنها حماية النشء والجيل الجديد من مخاطر متوقعة لثورة الإعلام والاتصالات وتحصينهم فكريا من مخاطر التدفق المعلوماتي، وإيمانا بأهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية التي تصب أهدافها في بوتقة هذه الجهود العربية المعززة للعمل والتعاون الإعلامي العربي المشترك.

كما سلطت غنيمات الضوء على أهمية تكامل التربية الإعلامية في بناء مجتمعات قائمة على المعرفة والتفاعل الثقافي، مثلما تناولت التحديات التي تواجهها هذه القضية في ظل التقنيات الحديثة والتطورات الاجتماعية.

وأوضحت “تعتبر التربية الإعلامية والمعلوماتية من أهم الجوانب التي يجب تعزيزها في نظام التعليم والتدريب، حيث تمثل مفتاحا لتمكين الأفراد من التعامل بفاعلية مع الثقافة الرقمية والمعلومات الوافرة المتاحة في العصر الحديث”، فهي تساعد على تطوير مهارات التحليل والتقييم النقدي للمعلومات، وتعزز الوعي بأخلاقيات استخدام وسائل الإعلام والتقنية.

وأضافت “تعد التربية الإعلامية والمعلوماتية أحد أهم الأسس التي تساهم في بناء مجتمع مثقف ومتعلم في عصر المعرفة والتكنولوجيا، مؤكدة أن التربية الإعلامية والمعلوماتية تساهم في تنمية مهارات البحث والتقصي، وتعزز القدرة على التمييز بين المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة، وتعمل على تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام وسائل الإعلام والتقنية، كما تساهم في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليلي، وتمكين الأفراد من اتخاذ القرارات المستنيرة في مختلف جوانب الحياة.وأشارت السفيرة غنيمات إلى أهمية تكامل الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق أهداف التربية الإعلامية وتطوير استراتيجيات لتحسين جودة التعليم في هذا السياق، حيث تعكس هذه المشاركة التزام الأردن بدعم المبادرات الثقافية والتربوية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات الإسلامية، وتعزز دور الدبلوماسية الثقافية في بناء جسور الفهم المتبادل وتعزيز التعاون الدولي في مجال التربية والثقافة.

قد يعجبك ايضا