“الأونروا”: الأردن الداعم رقم واحد للوكالة
المرفأ… زارت لجنة فلسطين في مجلس الأعيان برئاسة العين نايف القاضي، اليوم الاثنين، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، والتقت بمدير عملياتها أولاف بيكر.
وجاءت الزيارة، التي حضرها مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان، للاطلاع على واقع عمل الوكالة في ظل التحديات والظروف الإقليمية والدولية الراهنة.
وثمن العين القاضي، جهود الوكالة وخدماتها الضرورية، التي ما زالت تقدمها منذ 75 عاما على نحو مهني وموضوعي لملايين اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين وفي الدول المحتضنة لهم.
وأشاد بدور الوكالة في مواكبة القضية الفلسطينية عموما ومشكلة اللجوء كواحدة من أقسى وأبشع تداعياتها، التي بدأت وما زالت مستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإصرار حكوماته، خصوصاً هذه الحكومة اليمينية المتطرفة على وأد كل فرص الوصول إلى سلام عادل وشامل يحل الأزمات الناتجة عن أقدم احتلال في العصر الحديث ومنها أزمة اللجوء.وقال العين القاضي إنه “إمعانا في هذه السياسات السادية وتحدي قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية تسعى هذه الحكومة بكل صلف إلى خنق وشطب وكالة الغوث من الوجود حتى تتحلل من أي عبء أخلاقي وإنساني وتنسف الشاهد القانوني والسياسي الحي على جريمة الاحتلال واغتصاب الأرض”.
وأشار إلى الجهود الجبارة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني وحكومة المملكة الأردنية الهاشمية لمناهضة هذه السياسات العنصرية المتطرفة، وتأكيد أن أصل القضية الفلسطينية يعود إلى 75 عاما خلت وليس منذ بضعة أشهر.
وبين العين القاضي، أن السبب الرئيس لما حدث ويحدث هو السياسات الإسرائيلية التي سدت الأفق أمام كل مبادرات السلام الدولية والعربية وإصرارها على اتباع نهج مصادرة الأراضي الفلسطينية والاستيطان فيها ونهب ممتلكات شعب بأسره والوقوف بوجه أي حلم له في دولة مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة على ترابه الوطني كما نصت قرارات مجلس الأمن الدولي.
بدوره؛ شكر بيكر اللجنة على زيارتها المهمة في هذا الوقت الدقيق وفي سياق هذه الظروف الصعبة، مؤكدًا أن هذا الموقف ليس بغريب عن الأردن الداعم رقم واحد للوكالة.وثمن عالياً المواقف التي يسطرها جلالة الملك في كل المباحثات التي يجريها والتصريحات والمؤتمرات التي يشارك فيها جلالته،وكذلك جهود الحكومة ومجلس الأمة بغرفتيه الأعيان والنواب.
وأشار بيكر إلى أن جهود جلالة الملك وحكومة المملكة كانت دائما ما تصنع الفرق الأساسي لخدمة اللاجئين، وهم صوت الوكالة القوي في كل المحافل الإقليمية والدولية والمؤسسات الأممية الأمر الذي مكن الوكالة من تقديم خدماتها الاقتصادية والتعليمية والصحية لأكثر من 2.4 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن من أصل 5.9 مليون لاجئ مسجل لديها في دول الإقليم.
كما مكن الوكالة من إدامة عمل 160 مدرسة تقدم الخدمات التعلمية لـ107 آلاف طالبة وطالب و 25 مركزاً صحياً ومركزين لتعليم المهن يدرس فيهما 4 آلاف طالب وتقديم نحو 60 ألف مساعدة مالية للأسر الأكثر عوزا كل ثلاثة أشهر.
وأوضح بيكر أن تجميد 16 دولة مساهماتها في تمويل عمل الوكالة ترك آثارا سلبية جدا على الخدمات التي تقدمها وعلى من يتلقونها، وأن كلمة الخطر الوجودي هي ما تصف بدقة آثار هذا التجميد، مرحبًا بالمساهمات العربية في دعم عمل الوكالة، وتراجع عدد من الدول المانحة عن قرارها بتجميد مساهماتها في تمويل الوكالة.بدورهم أكد الأعيان أعضاء اللجنة، دعمهم المطلق للوكالة وجهودها في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وللنموذج الأخلاقي والإنساني الذي تقدمه، مشيرين إلى أن موقف الأردن ثابت لناحية إعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، وأن البديل الحقيقي لوكالة “الأونروا” يكمن في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وتحقيق حلمهم في بناء دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني في إطار اتفاق سلام عادل وشامل.