مُفاجأة “استخباراتية” لدى المُقاومة: نتنياهو يُخطّط لـ “تصفية الأسرى” الإسرائيليين
المرفأ…تتحدّث أوساط المقاومة الفلسطينية عن وجود انطباعات وقناعات ميدانية لدى أجهزتها الأمنية والاستخبارية في قطاع غزة بان أوامر عليا تصدر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فعلا لقتل الأسرى قدر الامكان بهدف التخلص من تبعات أي صفقة لإطلاق سراحهم.
وتكثّفت مجموعة مؤشرات ميدانية توحي بان جهة ما في غرفة العمليات العسكرية الإسرائيلية تتولى تنفيذ رغبة نتنياهو بالتخلص من الاسرى الإسرائيليين وقتلهم باعتبار ذلك الخيار الأفضل لحكومته لكن ما لا تبدو أجهزة فصائل المقاومة متأكدة منه وكيفية إستجابة قطاعات سلاح الجو الإسرائيلي والمسيرات لتلك الرغبة وعلى اي اساس.والانطباع هنا بأن قادة أساسيين في العمليات يتصرفون ميدانيا في بعض المناطق وفقا لقواعد الاشتباك التي حددها قانون هانيبال الشهير مع ان مضمون ذلك التقليد النادر بين جيوش العالم هو قتل الأسير مع الخاطف لحظة الاشتباك فقط في الميدان وليس البحث عنه لقتله.
يشكك تقرير لغرفة الإستخبارات العملياتية المشتركة الخاصة بفصائل المقاومة في غزة بان المزيد من القرائن الميدانية ظهرت وتشير الى ان محاولة البحث عن مكان وجود الأسرى الاسرائيليين بقيت نشطة عملياتيا لكن بهدف تصفيتهم وليس تحريرهم وان هذه المنهجية هي التي أدت لمقتل نحو 70 أسيرا إسرائيليا حتى الآن أغلبهم من المدنيين.
وتبحث الاستخبارات الجوية تحديدا بشغف عن مكان احتجاز الاسرى وتقصف بعض الأحداثيات التي يتوقع وجود اسرى فيها بلا تردد وحتى قبل التأكد، الأمر الذي يثير عملياتيا الإشتباه بان المطبخ السياسي لنتنياهو يمنح بعض الأجهزة العميقة في الجيش الاسرائيلي الضوء الأخضر لقتل الاسرى قبل محاولة تحريرهم.
واستنادا إلى مصادر المقاومة وكتائبها في غزة تم جميع أكثر من دليل وقرينة على تلك المنهجية في قتل الأسرى الذين يتم نقلهم بين عدة مواقع طوال الوقت لأسباب أمنية.
ويبدو أن عمليات القصف التي طالت بعض المواقع مؤخرا والأبنية بشكل تدميري وقتل جماعي واسع استندت الى الإشتباه بوجود اسرى وتتحدث المقاومة عن عمليات قصف غير مبررة بعد تدمير لمستشفيات مرتين على الأقل في مخيم النصيرات وثلاث مرات في دير البلح وعمليتان في رفح.والتصوّر الأمني للمقاومة هنا ان آخر وجبة من قصف بعض المواقع وسط وجنوب قطاع غزة لم تكن مبررة بالمعنى الاستخباري ولا يوجد فيها عسكريين من أبناء المقاومة ما يرجح ان الهدف قصف بعد الاشتباه بمعلومات عن وجود أسرى.
ويبدو أن معركة استخبارية حامية الوطيس تدور روحها خلف السواتر وتحت الركام وبين المواطنين بين المقاومة والجيش الإسرائيلي فكرتها الحفاظ على حياة الأسرى لإستبدالهم من جهة المقاومة وقتل ما يتسر منهم من جهة جيش الاحتلال.
ومن المرجح أن لدى لمقاومة توثيقات استخبارية يمكن ان تعرض بعضها لجمهور الإسرائيلي قريبا جدا.
وما يفسر هذا الاشتباه الاستخباري هو تعزيز حراسات الأسرى الاسرائيليين وتفريغ عشرات العناصر المسلحة للقيام بهذه المهمة ووضع برتوكول أمني دقيق يتضمن اعتبار حماية أسرى ورهائن (إسرائيل) اولية مطلقة للمقاومة وليس لجيش كيانه.
وتقول مصادر خاصة إن كتائب المقاومة انتبهت لإستراتيجية نتنياهو التي يدعمها بعض جنرالات الجيش وليس كلها.
وعلى ضوء ذلك تم اعتبار الاستمرار في تأمين وحماية الأسرى الاسرائيليين من أولويات المقاومة الأساسية حيث كلفت مجموعات النخبة في كتائب القسام وسرايا القدس وليس الحراسات العادية بتامين وحماية الاسرى الكبار من ضباط جيش الاحتلال لأن المقاومة تعتقد بأن قتلهم هدف عمليّاتي الآن.ويُساهم ذلك طبعا بالتأثير على النطاق العملياتي الميداني للمقاومة حيث تم تكليف أفرع في النخبة بتولي مهمة حراسة نحو 70 أسيرا ورهينة في المرحلة الحالية والدفع باستبدال قوات النخبة المشغولة بهذه المهمة بغيرها لمواجهة آليات جيش الاحتلال في الميدان.