متقاعدون: أصداء معركة الكرامة الخالدة في وجدان أمتنا
المرفأ..أعرب متقاعدون عسكريون عن فخرهم واعتزازهم الكبير في ذكرى يوم الكرامة السادس والخمسين ويوم العز ويوم البطولة التاريخية والصمود والشهداء الأبطال الذين أطاحوا بالجيش الذي لايقهر.
واشادوا بالقيادة الهاشمية التي سطرت تاريخ البطولات بعد العديد من الهزائم العربية ليخرج النصر للأمة العربية والإسلامية من ارض الكرامة وكبح جماح هذا العدو الذي كان ينوي الوصول إلىجبال السلط وعمان.
وبينوا أن أبطال الجيش العربي وقادتهم قد اقسموا اليمين والولاء على هزيمة جيش العدو الذي كان يدعي انه لايقهر ليسطروا ملحمة تاريخية من النصر العربي حيث تمكن هؤلاء الأبطال من إلحاق أول هزيمة في تاريخ الجيش الإسرائيلي للمهارة الاحترافية العسكرية التي ضحى الأردن فيها بدم الشهداء الإبرار الذين صنعوا الكرامة والعز والأمن والأمان للشعب الأردني.
وقال اللواء الركن المتقاعد الدكتور راتب الدعجة: » إننا نستذكر اليوم وفي ال21 آذار من كل عام يوم الكرامة الذي ضربت فيه القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي قبل 56عاما، موعدا مع النصر، وتخليد الشهداء الذين كانوا سبب النصر العظيم.وأضاف الدعجة أن معركة الكرامة لم تكن حدثا مفاجئا، بل هي نتيجة عدم قبول الأردن بأية شروط استسلاميه، وتأكيد العزم على محو كل آثار حزيران المشؤوم الذي جعل الغطرسة الإسرائيلية تبلغ منتهاها بحشد جيش كبير لاجتياز نهر الأردن واحتلال أجزاء من غور الأردن، وصولا إلى مرتفعات السلط، فما كان من الجيش الأردني إلا أن ردع وكسر هيبة هذا العدو رغم قلة ما بيده من السلاح، ولكن بيده الكثير من العزم والثقة والتصميم على المواجهة الحتمية لهذا الجيش الإسرائيلي الذي كان يدعي انه لايقهر.
وبين أن يوم الكرامة يوم مستمر في حياتنا لا نحييه في يوم واحد وإنما نغرس معنى الكرامة في نفوس أبنائنا وعشائرنا وكافة أبناء الأردن من شتى أصولهم ومنابتهم ونرفع الرؤوس عالياً بقواتنا المسلحة الباسلة.
وقال الدعجة: «ما زالت أصداء معركة الكرامة الخالدة في وجدان أمتنا، ونحن نعيش ذكراها التي تستحق منا وقفة عز وافتخار لكي يستذكر شبابنا الآن الصمود المتوثب إلى المجد لكي يستمدوا من هذه المعركة القوة لبناء مستقبلهم ولتظل سجلا خالداً للأجيال القادمة».أما العميد الركن المتقاعد يوسف عبد الحافظ الشهوان العجارمة فقال: إن معركة الكرامة لم تكن معركة عادية أو غارة محدودة على هدف محدد يمكن تدميره وإبادته في عشر دقائق فقط، بل كان الهدف الإسرائيلي هو الجبهة الأردنية الواسعة، وتحطيم صمود الجيش الأردني ولا سيما أن الأردن على الجبهة الأطول لكن التوقعات الإسرائيلية ردت إلى نحورهم، فكان الثبات والشجاعة والتضحية والصمود غير المألوف هو ما أحال الجبهة إلى نار تحرقهم.
وأكد العجارمة على أن القائد الحسين طيب الله ثراه كان في قلب المعركة يتابع استبسال الجنود وكل القادة في المحور الشمالي بقيادة قاسم المعايطة وفي المحور الأوسط بقيادة كاسب صفوق الجازي، وفي المحور الجنوبي بقيادة بهجت المحيسن، يديرون القتال وهمهم إفشال هذا الهجوم المدبر، وثقتهم بجندهم كانت عالية، فكان كل جندي أردني هو جيش انتصار يواجه العدو بحزم وشجاعة.وزاد العجارمة» ان جيش العدو بدأ يتهاوى ويطلب رسميا وقف إطلاق النار، فرفض الحسين طيب الله ثراه ذلك، بقوله «كيف اطلب من الجند وقف النار وهم يطاردون فلول العدو وكيف أكسر البنادق في أيديهم؟ ماذا سيكون ردة فعل الجند الأردنيين حين أوقف انتصارهم ونجاحاتهم وكأنني أصادر هذا المجد الذي يحققونه؟». فمن ينسى هذا الموقف التاريخي البطولي لهذا النصر التاريخي الذي يفتخر به كل عربي شريف وكل أردني نشمي يفتخر بوطنه وقيادته الهاشمية.
أما العقيد المتقاعد الركن خالد احمد السوداني فقال «إن الجيش الأردني كان مرابطا قبل بدء الحرب وكان مستعدا حتى جاء يوم الكرامة الخالدة حيث بدأت في الصباح الباكر حمي الوطيس واحتدام الوغى ودارت مع العدو معركة حامية فجر هذا اليوم العظيم وهم يصلون ويدعون الله بالنصر أو الشهادة.وأضاف السوداني » إن إسرائيل أعلنت أنها قامت بالهجوم لتدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة، إلا أن الهدف من هذا العدوان كان مغايراً تماماً لهذا الإعلان، فالهدف كان احتلال المرتفعات الشرقية من المملكة (البلقاء)، والاقتراب من العاصمة عمان للضغط على القيادة الأردنية لقبول شروط الاستسلام التي تفرضها إسرائيل، والعمل على توسيع حدودها بضم أجزاء جديدة من الأردن إليه، ومحاولة احتلال أراض أردنية شرقي النهر والتشبث بها بقصد المساومة عليها، نظراً للأهمية الإستراتيجية لهذه المرتفعات الأردنية ولزيادة العمق الاستراتي?ي الإسرائيلي.
وأوضح السردي » أن ذكرى يوم الكرامة لها قدسيتها الخالدة الراسخة في وجدان الشعب الأردني والأمة العربية ففي هذه اليوم سجل التاريخ كلماته ووثق حقائق راسخة لقوة الجيش العربي الذي حقق النصر في معركة الكرامة الخالدة.أما الوكيل المتقاعد عماد فتحي بعارة فقال: إنني احيي هذا المناسبة مع زملائي المتقاعدين في كل عام بالرغم مع تزامنه بعيد آخر إلا أننا تربينا على الإخلاص والوفاء للقيادة الهاشمية وجيشنا العربي الباسل ولبطولاته التاريخية.
وأضاف بعارة أن يوم الكرامة في نفوسنا جميعاً يعتبر علامةً فارقةً في تاريخ قواتنا المسلحة، دافع فيه جنودنا البواسل عن أرضنا الطاهرة، وبثوا الأمل في النفوس لتزهو بالانتصار والرمزية الكبيرة.