دراسة لبيرسون تسلط الضوء على التأثير التحويلي لإتقان اللغة الإنجليزية للارتقاء بإمكانات القوى العاملة في السعودية
المرفأ…الرياض – سميرة القطان
إتقان اللغة الإنجليزية ليس مجرّد ضرورة للحياة الوظيفية، بل استثمار تحويلي يعيد تشكيل مسيرة الحياة المهنية والشخصية للموظفين والارتقاء بها. كشفت بيرسون، الشركة التعليمية العالمية الرائدة، مؤخراً عن أبرز المستخرجات التي توصّلت إليها دراستها الأخيرة التي تحمل عنوان “دور التمكن من اللغة الإنجليزية بتعزيز مستقبلك” (How English empowers your tomorrow). يقدّم البحث دراسة متعمقة للمشهد المتطور للغة الإنجليزية في السعودية ودورها في تحسين فرص التقدم المجتمعي ودفع النمو الاقتصادي . يستكشف البحث تأثير إتقان اللغة على الفرص الوظيفية في عام 2024، ومدى توفر التدريب اللغوي أثناء العمل وأهميته، ومعدل ثقة الموظفين في استخدام اللغة الإنجليزية في بيئة العمل. وفقاً للبحث، لا يُعتبر إتقان اللغة الإنجليزية إنجازاً أكاديمياً فحسب، بل أداة فعالة للحصول على أجور أعلى وفرص عمل أوسع. يعدّ هذا الأمر محورياً في تطوير الاستراتيجيات الوطنية، لا سيما في سياق رؤية المملكة 2030 وأهدافها الملهمة.
يسلط بحث بيرسون الضوء على الأهمية البالغة لإتقان اللغة الإنجليزية لتعزيز النمو المهني والنجاح الاقتصادي. أعرب 98% من المشاركين في البحث في السعودية أن مهارات اللغة الإنجليزية ضرورية لتأمين الوظائف، مما يجعلها أحد الكفاءات الرئيسية في أسواق العمل اليوم وغداً.
إتقان اللغة الإنجليزية بصورة أفضل يؤدي إلى آفاق وظيفية أفضل
وفقاً للبحث، تعتبر الغالبية العظمى (93%) من المشاركين السعوديين أن إتقان اللغة الإنجليزية أمر بالغ الأهمية لتحديد إمكانياتهم في العمل والحصول على دخل أفضل. غالباً ما يحصل الأفراد الذين يتقنون اللغة الإنجليزية على وظائف ذات رواتب أعلى، مما يؤكد مدى تأثير المهارات اللغوية على التقدم والرضا الوظيفي. علاوة على ذلك، يرى 48% من المشاركين أن بإمكان المتحدثين باللغة الإنجليزية بطلاقة كسب 60-100% أكثر من غيرهم ممن يفتقرون إلى هذه المهارات.
بالإضافة إلى ما سبق، أفاد 11% فقط من ذوي الكفاءة المحدودة باللغة الإنجليزية أن دخلهم يزيد عن من 300,000 ريال سعودي سنوياً، بينما يرتفع هذا الرقم إلى 42% بالنسبة للمتمكّنين بشدة من اللغة الإنجليزية. كما وجد البحث أن المهنيين الذين يتمتعون بمستويات أعلى من إتقان اللغة الإنجليزية يتولّون مناصب عليا أو قيادية أكثر من غيرهم، حيث يشغل 43% من ذوي الكفاءة المحدودة في اللغة الإنجليزية مناصب إدارية مقابل 82% ممن يتمتعون بمهارات متقدمة في اللغة الإنجليزية، مما يدل على أن القيمة العالية لإتقان اللغة الإنجليزية ودورها في تعزيز فرص النمو الشخصي والمهني للقوى العاملة في السعودية.
كما يظهر بحث بيرسون أن أكثر من نصف (55%) متعلمي اللغة الإنجليزية السعوديين ينظرون إلى معرفة اللغة كعنصر فاعل لفتح نطاق أوسع من الأدوار الوظيفية. وبالمثل، صرّح أغلبية (56%) المشاركين السعوديين أن اللغة الإنجليزية ستساعدهم على ارتقاء السلم الوظيفي والوصول إلى مناصب أعلى في مجالاتهم المختلفة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن 23% من المشاركين في السعودية يعملون في شركات اعتمدت اللغة الإنجليزية كلغة عمل. يؤكد هذا أهمية مهارات اللغة الإنجليزية في الاقتصاد العالمي، حيث تعمل اللغة الإنجليزية كقناة أساسية للتواصل والتعاون عبر الحدود. من المهم الإضافة هنا أن القدرة على إقامة علاقات أقوى مع الزملاء أمر بالغ الأهمية في السعودية، حيث يرى ما يقرب من 2 من بين كل 5 مشاركين أن إتقان اللغة الإنجليزية هو السمة المميزة للطموح.
يرتبط الرضا الوظيفي ارتباطاً وثيقاً بإتقان اللغة الإنجليزية والتدريب
لاحظ البحث وجود فرق قدره 14 نقطة في مستويات الرضا بين الموظفين ذوي مهارات اللغة الإنجليزية المختلفة. رغم أن 94% من العاملين المشاركين في البحث عبّروا عن أهمية التعلم والتطوير، إلا أن 44% فقط من الشركات الموظفة لهولاء العاملين في السعودية تقدّم برامج لتحسين المهارات اللغوية حالياً.
تسلط البيانات الضوء على أهمية التدريب اللغوي، مما يدل على أن الشركات التي تقدم هذه البرامج تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الرضا الوظيفي بين الموظفين، مما يؤكد حاجة الشركات وأصحاب العمل إلى إدراج التدريب اللغوي في استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين والتعامل معهم، والنظر إلى المهارات اللغوية على أنها نقطة حاسمة لنجاح مكان العمل وإرضاء الموظفين.
إتقان اللغة الإنجليزية يمنح الموظفين فرصة تأمين مستقبل حياتهم المهنية
مع تزايد تأثير الذكاء الاصطناعي على مكان وبيئة العمل، تظهر الأبحاث أن العديد من الموظفين يشعرون بعدم اليقين بشأن مستقبلهم الوظيفي. يعمل 49% من المشاركين في البحث على تحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية كاستراتيجية لمواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على حياتهم المهنية والحفاظ على قدرتهم التنافسية في السوق. كشف حوالي 44% منهم أنهم يتعلمون اللغة الإنجليزية لتعزيز جاهزيتهم للعثور على وظيفة جديدة في حالة فقدان وظائفهم بسبب التطورات التكنولوجية و/أو الذكاء الاصطناعي. يعد هذا المنظور محورياً مع التطورات التي تشهدها المملكة وتقدّمها نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تطمح إلى الوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ومتنوع واغتنام الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الوطن.
انخفاض الثقة في التواصل باللغة الإنجليزية
يشير بحث بيرسون إلى وجود فجوة تصل إلى 40% في مهارات إتقان اللغة الإنجليزية في مختلف الصناعات. رغم أن 80% من المشاركين في السعودية أشاروا إلى حصولهم على مؤهل في اللغة الإنجليزية، يشعر ما يزيد قليلاً عن الربع (42%) بالثقة في جميع المهارات الأربع المتمثلة في القراءة والاستماع والكتابة والتحدث باللغة الإنجليزية في مكان العمل. أعرب ما يقرب من أربعة أرباع (90٪) المشاركين السعوديين أن وظائفهم ستكون أسهل إذا تمكّنوا من اللغة الإنجليزية بشكل أفضل، وشعر ربع المشاركين فقط أنهم قادرون على التعبير عن أنفسهم بثقة وسلاسة عند استخدام اللغة الإنجليزية عند أداء وظائفهم.
تلتزم بيرسون بدعم رؤية السعودية 2030 من خلال تقديم حلول تعليمية مبتكرة لتعزيز إتقان اللغة الإنجليزية، ودفع التنويع الاقتصادي، والارتقاء بفرص العمل، ودعم ثقافة التعلم مدى الحياة. أبرز هذه الحلول هو “مقياس بيرسون العالمي للغة الإنجليزية” (GSE)، وهو أداة موحدة تعطي المتعلمين ثقة كاملة في مستوى مهاراتهم من خلال تحديد مهارات القراءة والكتابة والاستماع والتحدث على مقياس بسيط (10-90). يمكّن مقياس بيرسون العالمي للغة الإنجليزية (GSE) المتعلمين من تقييم مستوى كفاءتهم بدقة، وتتبع تقدّمهم، ووضع أهداف قابلة للتحقيق، وبالتالي المساهمة في مهمة بيرسون للارتقاء بمستوى تعليم اللغة الإنجليزية من أجل التقدم الشخصي والمهني.