بدء تشغيل جامعة المملكة للعلوم الطبية أواخر 2026
المرفأ…سيبدأ تشغيل جامعة المملكة للعلوم الطبية ضمن المشروع أواخر العام 2026، فيما سيشغل مستشفى المملكة الجامعيّ في أوائل العام 2027، في مشروع كلفته قرابة 400 مليون دولار.
أعلن مشروع المملكة للرّعاية الصحيّة والتعليم الطبيّ السِّتار عن الرؤية والهوية الهندسية والمعمارية لمكوناته، التي تتألّف بشكلٍ رئيسي من جامعة المملكة للعلوم الطبية ومستشفى المملكة الجامعي، وذلك في إطار فعاليةٍ خاصّة أقامها لتقديم لمحة مفصّلة عن المشروع.
ويأتي مشروع المملكة للرعاية الصحيّة والتعليم الطبيّ، في إطارٍ من الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ليكون الأول من نوعِه في الأردن والمنطقة من ناحية أهدافه وخصائِصه.
وبدأ العمل على إنشاء المشروع في أواخر العام 2023، لينفذ بكلفةٍ استثماريةٍ تصل لقرابة 400 مليون دولار أميركي، بالشراكة مع اثنتين من أهمّ المؤسّسات العالميَّة في مجاليّ الرّعاية الصّحيَّة والتَّعليم الطبِّي، وهما: كليَّة الطب في جامعة لندن (UCL Medical School) كشريكٍ أكاديمي لتقديم الدعم في تأسيس الجامعة الجديدة وبرنامج البكالوريوس للطب، والمركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA Health) كشريك طبِّي.
وتعد “المملكة للرعاية الصحية والتعليم الطبي” شركة مملوكة بالكامل للصندوق السعودي الأردني للاستثمار، وتأسست الشركة في العام 2022 بغرض تنفيذ مشروع الرعاية الصحية والتعليم الطبي، الذي يهدف إلى المساهمة في رفع مستوى خدمات الرعاية الصحية والتعليم الطبي في الأردن والمنطقة، وأيضاً إلى تعزيز مكانة الأردن في هذا المجال إقليمياً وعالمياً.
وأوضح الرئيسُ التنفيذيّ لمشروع المملكة للرّعاية الصّحيّة والتّعليم الطبيّ، محمود سرحان، بأن المشروع يعكس بتصميمه وبُنيَتِهِ التحتية المتطورة وتجهيزاتهِ الحديثة، المستوى العالميّ للمعايير التّي يقوم عليها، كما يجسد الالتزام بالتميز الذي سيشكل أساس التّعليم الطبيّ والرّعاية الصّحيّة المخطّط لتقديمه ضمن المشروع.
وشدّد سرحان على أن المشروع الذي يعد استثماراً استراتيجيّاً في بناء المستقبل، سيقدّم نظاماً صحيّاً أكاديميّاً متكاملاً، وسيدعم لدى استكماله نموذج الأردنّ الرائد في مجال التّعليم والصّحة والسيّاحة العلاجيّة، بالتوازي مع إحداث أثرٍ تنمويٍ مستدامٍ خاصةً في ظلّ توفيره لأكثر من 5 آلاف فرصة عمل.
وقال سرحان أنه سيتم تشغيل جامعة المملكة للعلوم الطبية ضمن المشروع في أواخر العام 2026، فيما سيتم تشغيل مستشفى المملكة الجامعيّ في أوائل العام 2027.
وبين سرحان أن المشروع سيقود مسيرة تحوليّةً في التّعليم والعمل الطبيّ؛ في ظل مناهج متطوِّرة وأساليب تعليمية مرنة، التي ستُخَرِّجُ علماء وقادة طب مؤهلين، وقادرين على إجراء أبحاث علميّة مبتكرة في مجال العلوم الصحية التطبيقية، والتي ستنعكس على تقديم خدمات رعاية صحية عالية الجودة مع الحفاظ على قيم المشروع والمهنة.
وأشار سرحان بأن مُخرجات الجامعة ستقدم فريقاً سيتولى مستقبلاً مهمة تحويل نموذج المُمارسة والرعاية الطبيّة التقليديّ إلى نموذجٍ مبتكرٍ، يدمج التّشخيص والتدخّل والعلاج مع الأبحاث العلميّة والتطويريّة والتجارب السريرية. أما المستشفى، فسيقدّم خدمات رعاية طبية استثنائية وسيخدِم مختلف الحالات المَرَضِيّة، بالاستفادة من أحدث التقنيات والخبرات من الأردن والخارج، والتي سيتم توظيفها بما يعزز بيئة التّعافي.
من جانبه، قال مدير مشروع المملكة للرّعاية الصّحيّة والتّعليم الطبيّ، الشريك المسؤول عن الهندسة المعمارية لدى دار الهندسة–عمّان، خليل فاخوري، بأنّ العمل على تطوير الجامعة والمستشفى في موقع استراتيجيّ وسط غابة من أشجار الصُّنَوبر على مساحة إجمالية للمباني تقَدَّر بأكثر من 110 آلاف متر مربع.
وبين فاخوري أن في ذلك تذكير لأهمية توافق الجداول الزمنية مع الرّؤى الصحيحة، وأكد فاخوري بأن التّصميم الحديث والمبتكر والمُراعي للبيئة، الذي أنجزه التآلف، سيُضفي المزيد من المزايا النّوعية؛ وسيكون بمنزلة معلم حضاري، عدا عن كونه مُجتَمَعاً تعليمياً وطبيّاً مُبتكراً ومتقدماً؛ تندمج الخدمات السريرية والتعليمية والبحثية فيه ضمن حرم جامعي واحد مشترك.
ويقع الحرم الجامعيّ والمُستشفى الجديد على مَقرُبة من غابة مَلِك مملكة البحرين، وتتميّز المباني التي تتألّف منها الجامعة والمُستشفى بتصاميمها المُستوحاة من الحَجر الطبيعيّ المحليّ المُتواجد بالأساس على شكل تَكويناتٍ في موقع المشروع.
أما بالنسبة لواجهات المَبنى، استُلهِمَت من ألوان الأزهار البريّة المحليّة النابضة بالحياة، والتي كانت تُستَخدَم عبر التاريخ لأغراض طبيّةٍ وعلاجيّةٍ، وهو الأمر الذي أسهم في تطوير تصميمٍ بصريٍّ جذّابِ وعميقٍ.
ولدى استكمال المشروع، ستبلغ سِعة جامعة المملكة للعلوم الطبية 600 مقعد بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي، فيما ستبلغ سِعة مستشفى المملكة الجامعي 330 سريراً، كما سيتألف من 72 عيادة خارجيَّة، ومستشفى أطفال متخصص، إضافة إلى 5 مراكز للتميُّز الطبّي للأمراض الأكثر انتشاراً في الأردن والمنطقة في تخصصات القلب، والجهاز الهضمي، والعظام، والدماغ والأعصاب، والأورام، إلى جانب 4 مراكز بحثية في علم الجينات والطب الموجّه، والخلايا الجذعية، والمعلوماتية الحيوية، والنظم الصحية.
ومما تجدر الإشارة إليه بأن المخطط الرئيسي للمشروع يتضمن إطاراً للنمو المستقبليّ لتوسعةٍ محتملة بنسبة 50% للمستشفى وإضافة 4 كليات طبية مختلفة للجامعة، مما يُعزز القدرة على تلبية احتياجات الرعاية الصّحيّة المستقبلية في المنطقة، وتوفير إمكانيّات لا حدود لها للمستقبل الصّحي في الأردن. وسيصار لنقل مُلكيَّة المشروع بكافة عناصره لصندوق الاستثمار الأردني بعد انتهاء مدة الاستثمار؛ إذ إنه يُنَفَّذ بناءً على نظام التشييد والتشغيل.