الصفدي : لن نسمح بتحويل المملكة لساحة معركة

110
المرفأ… أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، “جريمة تصعيدية، تمثل خرقا واضحا للقانون الدولي، وخرقا واضحا لسيادة الدول، وسيدفع باتجاه مزيد من التصعيد، ويهدد بتوسع الحرب إقليميا، ما سينعكس سلبا ليس فقط على الأمن والسلم في منطقتنا، ولكن سيهدد الأمن والسلم الدوليين أيضا”.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع نظيره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في لوكسمبورغ كزافييه بيتل بعد اجتماع في عمان جاء في اطار استكمال المباحثات بينهما في لوكسمبورغ منتصف شهر تموز (يوليو) الماضي ، أن “الأوضاع تتدحرج نحو الهاوية”، مؤكدا أنه “على مجلس الأمن ألا يسمح لدولة أصبحت مارقة، بفرض مزيد من الدمار على المنطقة”.
وقال الصفدي، أنه “لا يجوز أن يكون مستقبل المنطقة مرهون بالانتقامية الفجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي”، مؤكدا أنه “لا يجوز ولا نستطيع أن نسمح لأجندة هذه الحكومة المتطرفة في إسرائيل، بأن تدفع المنطقة نحو المزيد من الدمار”.
ودعا الصفدي مجلس الأمن الدولي، إلى “أن يتصرف وفق تكليفه وصلاحياته، وأن يحمي حق هذه المنطقة بأن تعيش بأمن وسلام، وألا يسمح لدولة أصبحت دولة مارقة، في أن تفرض المزيد من الحرب والدمار على المنطقة”.
وأكد الصفدي، أن موقف الأردن يتمثل بأنه “يجب العمل بشكل جماعي من أجل خفض التصعيد، لكن الخطوة الأولى لخفض التصعيد هي إنهاء سبب التصعيد، وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة أولا، واستمرار الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقتل كل فرص تحقيق السلام في المنطقة في الضفة الغربية ثانيا، وإيجاد الظروف التي تهدد بتوسع الحرب عبر أيضا خرق السيادة اللبنانية”.
وشدد على أن “الأردن دان خرق السيادة اللبنانية على نحو واضح وصريح”، مضيفا “نحن في الأردن نريد أن نتجاوز هذه الكارثة، ومن أجل ذلك خطابنا واضح، أن نتجاوز هذه الكارثة، ويجب أن يتخذ المجمتع الدولي مواقف وإجراءات واضحة، تلجم هذه العدوانية الإسرائيلية، وتلزم إسرائيل باحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولا يجوز أن يكون مستقبل المنطقة مرهون بالعقائدية الإلغائية، والانتقامية الفجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وأعضاء في حكومته يتحدثون ويتصرفون صراحة، بما يعكس عنصريتهم وتطرفهم ورفضهم لحق الفلسطينيين، بأن يعيشوا مثلهم مثل أي شعب على هذه الأرض بحرية وبكرامة، وممارسة حقهم في تقرير مصيرهم”.

ولفت الصفدي، إلى أن “اللحظة خطرة جدا، والأوضاع تتدحرج نحو الهاوية، والمسؤولية تقع على عاتق إسرائيل، وعلى المجتمع الدولي كله أيضا مسؤولية أن يقول كفى، وأن يتصرف وفق قيمه والقوانين الدولية، والقوانين الدولية الإنسانية، وأن يتخذ الإجراءات التي تكبح جماح هذه العدوانية الإسرائيلية، وتحمي المنطقة وشعوبها من ويلات حرب جديدة، وتحمي أيضا مستقبل المنطقة الذي يجعله نتنياهو وحكومته، مستقبلا مهددا بالمزيد من المعاناة والحروب والويلات”.
ودعا الصفدي الشركاء كافة في المجتمع الدولي وفي الاتحاد الأوروبي تحديدا، بأن يتخذوا المواقف والإجراءات التي تنسجم مع قيم الاتحاد والقوانين الدولية، وأن يساعدوا بحماية المنطقة والمستقبل من هذه العقائدية الإلغائية التي تستمر إسرائيل بفرضها على المنطقة.
وقال إنه “جرى في عمّان استكمال المحادثات مع نظيره التي جرت في لوكسمبورغ منذ أسبوعين، وركزت على الأولوية الأساس الآن في المنطقة، وهي وقف العدوان الإسرائيلي ووقف الكارثة الإنسانية ووقف التصعيد الكارثي الذي تتحمل إسرائيل مسؤوليته كاملة”.
وأضاف “قبل ذلك، تحدثنا عن علاقاتنا الثنائية، فنحن ولوكسمبورغ تجمعنا علاقات صداقة ثنائية قوية. وبحثنا اليوم كيفية أن نأخذ هذه العلاقات إلى مستويات أفضل من التعاون الثنائي في جميع المستويات”.
وتحدث عن توقيع مذكرة للمشاورات السياسية، لتكون خطوة باتجاه تعريف مساحات التعاون التي نريد أن نعمل عليها، من أجل أن نبني على هذه العلاقات”.

وثمن الصفدي موقف لوكسمبورغ الواضح في الدعوى إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، والوقوف إلى جانب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة في الدعوى، والعمل من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، ودورها أيضا في إطار الاتحاد، بحيث صوتها أيضا واضح وصريح في ضرورة أن يكون القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وميثاق الأمم المتحدة المعيار الذي تبنى وفقه كل السياسات والمواقف.
ولفت إلى أن الزياة تأتي في وقت صعب جدا، إذا يستمر التصعيد الإسرائيلي في المنطقة من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وهي الجريمة التي أدناها.
وأكد الصفدي، أن الأردن لن يسمح لأي أحد بتحويله إلى ساحة معركة، مضيفا “علينا دائما أن نكون بمرحلة تيقظ على الحدود، ولن نسمح لأي شخص بتحويل الأردن لساحة معركة، وعلينا حماية بلدنا، وفي حال وجود أي تصعيد، فأولوياتنا حماية الأردن والأردنيين”.
وشدد على أن “إسرائيل يجب أن تتحمل المسؤولية، حيث لا تستطيع أن تستمر بالقتل والاغتيال وأن تعرض مستقبل المنطقة للخطر”.
وفي حديثه عن حركة حماس، أكد الصفدي أن حماس فكرة ولا تستطيع أن تفجر فكرة، بل عليك تقديم البديل، وهو طمأنة الفلسطينيين بأن لهم مستقبل بدلا من الخشية التي يعيشون بها عند ذهاب أبنائهم إلى المدارس، أو عند قصف بيوتهم.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كشف الصفدي، عن تراجع في حجم المساعدات التي تأتي إلى الأردن، تمهيدا لإدخالها إلى القطاع الذي يشهد وضعا إنسانيا يزداد كارثية، مؤكدا أنه ناقش مع بيتل هذا الأمر.
وأضاف إن “الوضع الإنساني في غزة يزداد كارثية، واليوم نحن في وضع أسوأ مما كنا عليه قبل أسبوع، والمساعدات التي تدخل إلى غزة في حدها الأدنى”، مؤكدا أن الأردن قادر على أن يرفع عدد شاحنات المساعدات التي يرسلها “يوما بعد يوم” من 40 إلى أكثر من 500، لافتا إلى أن ذلك يتطلب رفع إسرائيل المعوقات التي تضعها أمام إدخال المساعدات.
وأعاد الصفدي التأكيد، على أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا وترفض إدخال المساعدات، ولا توفر الظروف التي تحتاجها المنظمات الأممية بما فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وهي المنظمة الأساس، من القيام بدورها في غزة وإيصال المساعدات.

وأشار إلى تعرض قوافل الأمم المتحدة ومنظمات أممية لاستهداف مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكدا الحاجة لاستلام المنظمات الأممية المساعدات، وتوزيعها في شمال غزة، لتمر لاحقا إلى الوسط والجنوب، في ظل تراجع عدد الشاحنات الداخلة من معبري رفح وكرم أبو سالم.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في لوكسمبورغ كزافييه بيتل، إن “الأردن يعيش تبعات الصراع في المنطقة، ويتحمل كثيرا عبر استضافته اللاجئين القادمين من عدة دول”، مقدما الشكر للأردن لدوره القيادي بالحفاظ على الاستقرار الممكن في المنطقة.
وأشار إلى الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران وبالعكس، وأثرها على المنطقة برمتها، وتبعاتها على مختلف دول الشرق الأوسط، مبينا أنه زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين في مدينة المفرق، وتحدث إلى العديد من اللاجئين للإطلاع على أوضاعهم، لافتا أن عددا من اللاجئين عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم سورية.
وشدد بيتل، على أن بلاده تؤمن بتسوية القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، وإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وردا على سؤال حول خفض التصعيد، قال بيتل إنه “في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كان الجميع ضد حماس، ويقول إن الأمر لم يكن مقبولا، وعلينا أن ندعم إسرائيل، لكن حينما جاءت الصور من استجابة إسرائيل في فلسطين، عادت المسألة إلى الجهة الثانية، ولم يكن مقبولا ما جرى، ولم يكن تناسبيا ولم يكن دفاعا عن الذات”.
وأضاف “أنا أشجع السلام، وهذا لا يعني أنني ضد إسرائيل، وحينما أقول إنني لست صديقا لأحد دون الآخر، فأيضا أنا لست عدوا للآخر، لأننا نحتاج إلى الطرفين حتى نعقد اتفاقية السلام، وأن يكون لدينا حل الدولتين، وأن يكون هناك أيضا، قنوات مفتوحة ليتم التخاطب بين الطرفين”.
وأضاف ” لست محاميا لإسرائيل ولست مدعيا عن الطرف الآخر، أريد أن أكون قادرا على قول الأشياء الجيدة”.

قد يعجبك ايضا