خبراء يؤشرون للتبعات الاقتصادية الخطيرة لتمدد الصراع بالإقليم

150
المرفأ…أكد خبراء اقتصاديون ان على الأردن اقناع الجهات المانحة بزيادة الدعم المقدم للمملكة في ظل الظروف الاقليمية الراهنة وطول فترة الحرب على غزة خاصة في الظروف الاقتصادية التي تعيشها القطاعات الاقتصادية.
ولفت الخبراء إلى أن الأردن يلعب دورا رئيسيا في دعم الاستقرار في المنطقة بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاته المتوازنة مع الخارج والمكانة والاحترام والتقدير التي يتمتع بها والجهود التي يبذلها جلالة الملك من خلال جولاته في دول صديقة.
وتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط السبت، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها لمغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.
وقال الخبير الاقتصادي والمالي زياد الرفاتي ان هناك مخاوف على اقتصادات المنطقة نتيجة للأحداث والمتغيرات السياسية والعسكرية والأمنية والتي سببتها الحرب على غزة والدمار والخسائر البشرية والمأساة الانسانية التي لحقت بها، حيث دخلت شهرها الحادي عشر دون بوادر لانتهائها وتداعياتها الخطيرة والتحذيرات من امتدادها الى حرب اقليمية جراء اتباع سياسة الاغتيالات والتطرف والممارسات التعسفية ومصادرة الأراضي والأموال وبناء المستوطنات التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية بحق الفلسطينيين وحرمانهم من الحقوق والحياة والتنقل والحركة والعمل.

ولفت الرفاتي الى ان أبرز الاثار الاقتصادية تكمن في تراجع معدلات النمو عن المستهدفات وتباطؤ النشاطات الاقتصادية والأسواق والاستهلاك والسيولة وحركة الاستثمارات الداخلية والخارجية والتأخير في اطلاق المشروعات الرأسمالية والتنموية أو سير العمل في المستمر منها وتأثير ذلك سلبا على سوق العمل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
واضاف تنعكس تلك التراجعات سلبا على موازنات دول المنطقة لما تسببه الصراعات العسكرية من انخفاض الايرادات المحلية نتيجة تأثر القطاعات الاقتصادية المولدة لها وانعكاس ذلك على حجم السيولة المتاحة في الأسواق وتراجع النشاط التجاري والقدرة الشرائية وانخفاض الطلب على السلع وتبدل الأولويات في الانفاق وتأثر معنويات المستهلكين بالأحداث الجارية واضطرار تلك الدول الى اللجوء للاقتراض لسد الفجوة التمويلية وزيادة أعباء خدمة الديون بما يثقل كاهلها ومواردها المالية عند السداد وربما تكون فرص الاستدانة غير متاحة بشروط ميسرة بل ومكلفة التي تتصف اقتصادات الحروب والمخاطر المرتبطة بها.
وذكر ان قطاع السياحة وحركة الطيران ونشاط المطارات أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا تجاه عدم استتباب الأمن والاستقرار بعد تعافي هذا القطاع من جائحة كورونا وعودة النشاط السياحي الى المنطقة وأعداد السياح ونقل الركاب الى مستوياتها في عام 2019 لما قبل الجائحة، وما تشهده من تعليق أو الغاء للرحلات الجوية الى الدول المحيطة بدائرة الصراع أو تغيير المسار أو الأجواء أو استهلاك أو حمل وقود اضافي لمواجهة المتغيرات.وما يترتب على ذلك من كلف مالية باهظة على شركات الطيران.

واشار الى أن قطاع التجارة الخارجية من الاستيراد والتصدير والموانئ في المنطقة سيتأثر بعدم الاستقرار وتعرض الممرات المائية الحيوية فيها للتهديد في حال نشوب حرب اقليمية أو التدخل فيها وارتفاع كلف المناولة والشحن والتأمين والأسعار والتضخم وامكانية انحسار أسواق التصدير.
أما القطاعات الصناعية في دول المنطقة، فقد تتأثر بامدادات المواد الأولية المستوردة الداخلة في الانتاج وارتفاع أسعار شرائها وكلف انتاجها وضعف المنافسة مع مثيلها.
وبين ان بورصات المنطقة تتأثر من الأسهم بالبورصات العالمية كما حدث هذا الأسبوع من انخفاضات كبيرة في مؤشراتها جراء التصعيد الاقليمي والذي يؤثر على معنويات وترقب المستثمرين من حيث الأسعار وأحجام التداول وتراجع القيمة السوقية والاقبال على البيع للتخلص من المراكز ومخاطرها.
واضاف وفيما يتعلق بقطاع الطاقة، فان اتساع رقعة الصراع الاقليمي قد يصعد بالسعر العالمي للنفط ويؤدي الى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في دول المنطقة والتي تتوسط الممرات المائية لناقلات النفط وما قد يواجهها من تهديدات أثناء مرورها، وهنا تكمن أهمية تحقيق مبدأ أمن الطاقة والاحتفاظ بمخزون استراتيجي كاف من النفط لمواجهة الطوارئ وعدم الانقطاع والتقلبات الحادة في الأسعار.
واشار الرفاتي الى ان الأردن يلعب دورا رئيسيا في دعم الاستقرار في المنطقة بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاته المتوازنة مع الخارج والمكانة والاحترام والتقدير التي يتمتع بها والجهود التي يبذلها جلالة الملك من خلال جولاته في دول صديقة وصنع القرار لايصال صوت الحقيقة الى العالم الخارجي وهذا بشهادة الدول الشقيقة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.
ولفت الرفاتي الى ان الجهود الملكية والدبلوماسية الأردنية تبذل في سبيل وقف الحرب على غزة ومنع امتدادها ورفع الحصار وايصال المساعدات الانسانية ورفض أي محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة.

وذكر ان خطة التحديث الاقتصادي للعشر سنوات المقبلة لحفز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وجعل المملكة مركزا جاذبا للاستثمار وتعزيز الأمن الغذائي والمائي والاعتماد على الذات وتنمية الصادرات وخفض المستوردات والتنوع في النشاطات الاقتصادية والايرادات ومواصلة العمل على اصلاحات اقتصادية ومالية للتعامل مع التحديات والصدمات الاقتصادية وتمكين قدرة الاقتصاد على تحقيق التنمية المالية المستدامة.
وقال الخبير الاقتصادي والمالي وجدي مخامرة ان هناك تخوفات في تراجع بكافة القطاعات الاقتصادية حتى نسبة النمو بالربع الأول كانت دون مستوى التوقعات اذا ما استمرت الازمة وكان هناك حرب إقليمية مستمرة سيعاني الاقتصاد الاردني وبشكل واضح في ظل تراجع كافة القطاعات خاصة القطاعات المؤثرة مثل قطاع السياحة وبعض القطاعات التي لها علاقة بالناتج المحلي الإجمالي وقطاع العقارات ايضا في تراجع.
واشار الى ان من المتوقع ان يشهد الأردن أوضاعا اقتصادية صعبة خلال أشهر قادمة ان لم تنته أزمة الحرب على غزة وهذا قد يسبب بالإضافة إلى ذلك تراجع في إيرادات الحكومة لانه جزء كبير من القطاعات يعاني بالتالي سينعكس على إيرادات الحكومة بشكل واضح وبالتالي ممكن ان يساهم في زيادة عجز متوقع العجز الذي وضعته الحكومة.
وذكر انه من المتوقع ان يزداد بشكل واضح وتمويل العجز لا يوجد بديل للحكومة يكمن الا بزيادة المديونية وزيادة المديونية كنسبة الناتج المحلي الإجمالي سيعمل على مشكلة اضافية للأردن والذي يحاول ان يخفف من المديونية حسب التوقعات والمراجعة التي وقعتها الحكومة الأمريكية مع صندوق النقد للمراجعة الثالثة حيث كان هناك توقعات لا بد من تراجع هذه النسبة للمديونية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي سيخلق أزمات حكومية وازمات لها علاقة بالموازنة لتمويل العجز في ظل العوامل التي ساهمت على زيادة هذا العجز.
ولفت مخامرة الى ان الأردن وفر في موازنة ٢٠٢٤ جزءا كبيرا من النفقات الإضافية للناحية الأمنية حيث من المتوقع ان حصل ايضا تصعيد إقليمي من المتوقع ان تزيد هذه النفقات وهذا سيرتب نفقات اضافية للحكومة ان لم يكن هناك أي دعم في مساعدات من دول الإقليم او من أميركا او من الدول المساندة للاردن من المتوقع ان يواجه الأردن مشاكل كبيرة وبالتالي يجب عليه العمل على زيادة الدعم كونه من الدول المؤثرة في الإقليم والتي تأثرت بشكل واضح بازمة غزة فلا بد من اقناع الجهات الداعمة ان يزيدوا دعمهم للاردن للتمكن من حل مشكلاته. حيث أن النفقات الأمنية ستزيد تراجع القطاعات الاقتصادية بشكل واضح وتراجع الإيرادات الحكومية بشكل واضح ايضا بالتالي لا بد من طلب زيادة الدعم الدولي والاقليمي كي يستطيع الأردن ان يواكب هذه الازمة.

واضاف ان موضوع المساعدات يجب على الأردن ان يضغط على الدول المانحة بزيادة المساعدات لان الأردن لديه مشكلة اللاجئين السوريين. حيث تراجع تسديد أزمة اللاجئين السوريين بشكل واضح في ظل وجود اولويات أخرى عند الدول المانحة.
واشار الى انه لابد للحكومة اتخاذ اجراءات مستعجلة في موضوع تخفيض النفقات الحكومية بشكل واضح في مشاريع يتم الاستغناء عنها أي ان يكون هناك اولويات للانفاق الحكومي خاصة الانفاق الراسمالي وتخفيض النفقات الجارية بشكل واضح ايضا موضوع منح امتيازات للمستثمرين يعني محاولة استقطاب الاستثمارات الإقليمية ومنح مزايا اضافية حتى نتمكن من استقطاب استثمارات للاردن.وايضا موضوع تخفيض ضرائب المبيعات وزيادة الضرائب على الاغنياء أي يجب أن يكون في عدالة بالضرائب يعني تخفيض ضريبة المبيعات وزيادة الضرائب على القطاع الغني ممكن ان يساهم في معالجة المشاكل وارتفاع عجز الموازنة.
وقال امين سر جمعية الصرافين الأردنيين علاء ديرانية أن على الأردن اقناع الجهات المانحة بزيادة الدعم المقدم للمملكة في ظل الظروف الاقليمية الراهنة وطول فترة الحرب على غزة.
ولفت ديرانية الى ان الأردن قادر على مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة به ولكن على الدول المانحة زيادة حجم المساعدات كون الأردن يلعب دورا جغرافيا هاما في المنطقة.

قد يعجبك ايضا