خيبة أمل للمزارعين في جرش.. بسبب”جرب التين” ومكافحته تستعصي عليهم

81
المرفأ…لم تدم طويلا، فرحة مزارعي التين في محافظة جرش، بتحسن أسعاره مقارنة بالأعوام السابقة؛ حيث صدموا بإصابة الأشجار والثمار بمرض “جرب التين”، الأمر الذي يضعهم في خيبة أمل كبيرة، خصوصا أنه لا سبيل لمكافحة المرض كونه أصاب الثمر وهو في مرحلة النضوج.
و”جرب التين”، عبارة عن حبوب حمراء تغزو الأغصان والثمار، وتنتقل من غصن إلى آخر، إذ لا يقطف المزارعون الثمار المصابة لسوء جودتها، بالإضافة إلى أن المشترين يرفضونها.
ويعد موسم التين، من أهم المواسم الزراعية التي ينتظرها المزارعون بفارغ الصبر في جرش، لا سيما أن هناك اعتمادا عليه في الصناعات الغذائية، مثل إعداد المربيات وتجفيفه وصنع الحلوى، ذلك أن التين من الفواكه الصيفية المطلوبة وسهلة التسويق.
ووجه العديد من المزارعين اللوم على وزارة الزراعة، قائلين إنها لم تقدم لهم الإرشادات الضرورية لمواجهة المرض، وغابت تقديراتها لقدومه مع غيره من الأمراض التي أصابت محاصيلهم خلال هذا الفصل.
وأشاروا إلى أن “المرض يداهم التين بشكل متكرر، لكن لغاية الآن لم يتمكن المزارعون من مكافحته، فضلاً عن الأضرار التي سببتها التغيرات المناخية لمختلف أنواع المحاصيل الحقلية”.
كما أبدى مزارعو التين، تخوفهم من أن يضرب المرض كامل موسمهم الذي يحقق لهم مداخيل تسهم في تخفيف أعبائهم المادية، مؤكدين أن “جرب التين” يلحق بأشجارهم الضرر ويخفض إنتاجها، خصوصا أنه يصيب الأغصان وينتقل إلى الثمار بسرعة كبيرة في موسم القطاف.

وأشاروا إلى أن “جرب التين” دفع إلى إنتاج كميات قليلة من الثمار، ما رفع أسعارها ليصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى أكثر من دينارين.
وطالبوا بأن يرافق العمليات الإرشادية توفير وزارة الزراعة المبيدات أو الأسمدة أو المعدات للمساعدة على مكافحة مثل هذه الآفات الزراعية، حتى لا تضرب محاصيلهم وتتسبب لهم بخسائر كبيرة.
المزارع محمد الرماضنة، يقول “إن المزارعين لا يمكنهم تقدير الأمراض التي ستصيب مواسمهم الزراعية أو معرفة متى ستصيبها، ونوعيتها وطرق مكافحتها، ويجب أن تنفذ وزارة الزراعة حملات واسعة لتوعيتهم بها وبطرق مكافحتها قبل موسم القطاف، لضمان الحفاظ على نوعية وجودة منتجهم”.
وأضاف الرماضنة “أن إصابة الأشجار بالأمراض تجبر المزارعين على قص مساحات كبيرة من الأغصان وإتلاف الثمار لضمان عدم انتقال عدوى الأمراض إلى باقي الأشجار وإصابة كميات أكبر من الثمار”.
أما المزارع فراس بني عمر، فيؤكد أنه يمتلك بضع أشجار تين حول منزله وكان يعمل على قطافها وبيع منتجها سنوياً في سوق التين الذي يقام في بلدة ساكب التي تشتهر بزراعته، وكان ربحه السنوي من بيع الثمار لا يقل عن 300 دينار، لكن أشجاره مصابة حالياً بـ”جرب التين”، ولا جدوى من الموسم برمته بالنسبة له.
وأوضح بني عمر “أنه فات الأوان لمعالجة (جرب التين)، ولا يمكن مكافحته بأي شكل حالياً، لا سيما أن شجرة التين حساسة من عمليات الرش، وعلاجها لا يتم إلا بعد تساقط الأوراق في فصل الخريف”.
وأضاف “أن آلاف الأسر الجرشية تعتاش في هذا الموسم على موسم قطاف الفواكه؛ كالتين والعنب، لكن (جرب التين) تسبب في تخفيض كميات إنتاج التين، ما رفع أسعاره. ورغم وصول الموسم إلى منتصفه، إلا أن أسعاره ما تزال مرتفعة مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى”.

وكان مدير زراعة جرش، الدكتور فايز الخوالدة، أكد في حديث سابق ، أن “جرب التين” مرض عادي لا يؤثر في الشجرة بشكل كامل، ولا يمكن علاجه في موسم القطاف، فثمار التين حساسة من عمليات الرش والمكافحة، ويجب معالجتها في فصل الخريف بعد تساقط الأوراق، عن طريق تنظيف الأغصان المصابة بمواد المكافحة المناسبة.
وأضاف الخوالدة “أن أشجار التين تتوزع في البيوت والأراضي الزراعية على مساحات متفاوتة، بخاصة في بلدتي سوف وساكب، اللتين تشتهران بزراعة التين والعنب والفواكه”. ولفت إلى أن غالبية من يزرعون التين يعتاشون على بيع ثماره، ما يوفر دخلاً لآلاف الأسر.
وأشار إلى أن “قسم الإرشاد الزراعي في الوزارة وأقسام المديرية كافة، على تواصل مباشر ويومي مع المزارعين، ويتلقى ملاحظاتهم وشكاواهم حول الأمراض التي تصيب أشجارهم، ويرشدهم إلى طرق مكافحتها ووقايتها، فضلاً عن عقد ورشات عمل ودورات تدريبية للمزارعين على نحو دوري”.

قد يعجبك ايضا