الإستراتيجيات”: تحديد أولويات إنفاق الأموال المخصصة للبحث العلمي والتطوير لتعزيز تنافسية الاقتصاد
المرفأ .. أصدر منتدى الإستراتيجيات الأردني تقرير “المعرفة قوة” بعنوان “الإنفاق على البحث والتطوير: ماذا تعني الأرقام المتاحة للدول العربية والأردن” مستعرضا فيه مشاهدات حول إنفاق دول العالم على البحث العلمي والتطوير، ومصادره والقطاعات التي يجري الإنفاق عليها.
وأشار المنتدى في تقريره لأهمية البحث والتطوير، المتمثلة بتنمية المواهب والخبرات وتطويرها في الأنشطة الاقتصادية، وكونه محرّكًا حيويًّا لمنظومة الابتكار والإبداع في اقتصادات الدول، كما يسهم بتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد، وخلق براءات اختراع ذات قيمة عالية، وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية للبلاد.
وبينت نتائج الورقة، “مع مرور الوقت، زاد إنفاق الدول المتقدمة على البحث العلمي والتطوير من إجمالي إنفاقها العام”. مشيرا إلى أن حجم إنفاق كوريا الجنوبية (كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي) على أنشطة البحث العلمي والتطوير ارتفع الى 4.9 % في العام 2021، في حين بلغت نسبة الإنفاق العالمي 2.6 %. أما إنفاق العالم العربي على البحث العلمي والتطوير منخفضًا نسبيا؛ فأظهرت نتائج التقرير أن الاقتصادات العربية، أنفقت على أنشطة البحث العلمي والتطوير بين 0.3 % الى 1.5 % من الناتج المحلي الإجمالي فقط العام 2021. وتعدّ الإمارات الأعلى من حيث نسبة الإنفاق على البحث والتطوير (1.5 %)، في حين لا تتوافر بيانات منشورة عن إنفاق الأردن في هذا المجال.
أما من حيث حجم إنفاق الدول، فتعد الولايات المتحدة الأكثر إنفاقًا على أنشطة البحث العلمي، اذ تجاوز إنفاقها الـ681 مليار يورو في العام 2021، تلتها الصين بحجم إنفاق بلغ 309 مليار يورو.
على مستوى الجهات المنفقة على البحث العلمي في دول الاتحاد الأوروبي، هيمن القطاع الخاص من حيث الانفاق بنسبة 58 % من إجمالي الإنفاق على تلك الأنشطة، تلتها الحكومات (30 %) ومن ثم الاستثمارات الأجنبية (9.7 %).
وبين التقرير وجود اختلاف كبير في حصة الإنفاق من الاستثمار الأجنبي على أنشطة البحث العلمي في الاتحاد، فمثلا تشكل نسبة الإنفاق من الاستثمارات الأجنبية 26.3 % في إيرلندا، و17.2 % في النمسا، وتصل لـ15.2 % في بلجيكا.
وأشار الى أن إنفاق أكبر 2,500 شركة على البحث العلمي (1.26 تريليون يورو في العام 2022)، ليشكل 90 %، وفق قاعدة بيانات “لوحة نتائج الاستثمار في البحث العلمي والتطوير الصناعي في الاتحاد الأوروبي لمركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية”.
عالميا، كان لدى الولايات المتحدة 827 شركة من بين أفضل 2,500 شركة (بإجمالي استثمار قدره 526 مليار يورو)، تلتها الصين بـ679 شركة وبإجمالي استثمار 222 مليار يورو، بينما بلغ عدد شركات دول الاتحاد 367، وباستثمارات إجمالية وصلت لـ219 مليار يورو.
وعلى مستوى الشركات، كانت الأكثر إنفاقا شركة ألفابيت (Alphabet) المالكة لمحرك البحث (جوجل) في العام 2022، وبلغ إنفاقها أكثر من 37 مليار يورو. اما إقليميا، فكانت شركتان عربيتان من بين أكثر 2500 شركة في العالم إنفاقًا، وهما، “الزيت العربية السعودية” بإنفاق 1.1 مليار يورو، و”المعمورة العالمية المتنوعة القابضة” الإماراتية، بـ430.7 مليون يورو في العام 2022.
أما بالنسبة للقطاعات، فبين بأن كبرى الشركات العالمية تنفق بشكل أكبر على قطاع منتجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة 22.9 %، تلاها قطاع الصناعات الصحية (20.9 %)، ومن ثم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (20.8 %)، فالسيارات (13.8 %).