البحوث الزراعية والدرة ينظمان ورشة تدريبية للحفاظ على أنواع القبار المهددة بالانقراض
المرفأ….مندوباً عن مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور خالد ابوحمور ،رعى مدير مديرية التقانات الحيوية الدكتور اياد مسلم حفل إفتتاح ورشة عمل تدريبية تحت عنوان ” نبات القبار: كنوز صحية في متناول يديك” ، وتأتي هذه الورشة بالتعاون مع شركة الدرّة العالمية. حيث جاءت هذه الورشة ضمن الجهود الرامية لحماية بعض أنواع القبار الأردني المهددة بالانقراض وذلك من خلال التعريف ونشر التوعية حول استخدامات وفوائد وأهمية هذه النبتة ومن خلال خلق منتجات محلية تشجع على زراعة وزيادة الاهتمام بهذه النبتة.
وأكد مدير عام شركة الدرة السيد محمد خير النن، خلال حفل إفتتاح الورشة على أهمية نبات القبار وعن الدور الذي من الممكن أن يلعبه هذا النبات في زيادة دخل المزارعين وعن خبرة الشركة في هذا المجال وفي التصنيع الغذائي، مشيرًا إلى أهمية اعتماد نتائج الورشة في تطوير منتجات جديدة تستند إلى الفوائد الصحية لنبات القبار.
وأوضح النن أن الشركة تسعى إلى استخدام المعرفة المكتسبة من هذه الفعالية لتعزيز استراتيجياتها في السوق، حيث ستقدم في حال إنتشار زراعة نبات القبار كل الإمكانات والخبرات المتاحة من أجل الوصول إلى منتج محلي قابل للإستثمار.
ومن جانبه أشار رئيس لجنة الزراعة والمياه في مجلس الأعيان، الدكتور عاكف الزعبي، والذي حضر جانبا من الورشة إلى أهم محددات الزراعة في الأردن، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الزراعي، ومنها ندرة المياه وقلة المساحات القابلة للزراعة والمشكلات التسويقية التي تواجه الإنتاج الزراعي
حيث أكد الدكتور الزعبي أن مثل هذه الورشات والتي يتم عقدها بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص ترسخ للمبادئ التشاركية والتشبيك بينهما والتي تساهم في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية الأردنية، وأن مثل هذه الشراكات ستساهم في توفير زراعات بديلة للمزارعين تقود وبشكل كبير الى فتح فرص تسويقيه جديدة ستساعد في تحسين دخل المزارع والإقتصاد
المحلي.
وقدم الدكتور اياد مسلم منسق مشروع نبات القبار في المركز الوطني للبحوث الزراعي ،و المختص في مجال زراعة النباتات البرية عرضاً شاملاً حول نبات القبار، اشتمل العرض على التعريف بالأنواع المختلفة للقبار المنتشرة في الأردن والفوائد الطبية والغذائية للنبات، والموروث التاريخي والشعبي حول استخدامات النبات، والتعريف بأجزاء النبات وطرق الزراعة والحصاد والتصنيع.
كما قدم مسلّم عرضًا شاملاً حول أهمية البحث والتطوير في مجال النباتات الطبية، موضحًا كيف يمكن استخدام التقنيات الحيوية لتحسين إنتاجية نبات القبار وزيادة قيمته الغذائية، والدور الذي يمكن أن يلعبه نبات القبار سواء على الصعيد التغذوي أو الزراعي. وقد أشار مسلّم في سياق الورشة حول تجارب الدول العربية والمجاورة في هذا المجال. فقد استعرض مسلّم قصة نجاح التجربة المغربية في مجال زراعة القبار، حيث بدأت قصة نجاح نبات القبار في المملكة المغربية من خلال جمع براعم النبات وتصنيعها من النباتات البرية المتواجدة في الطبيعة وعلى مساحة 140 ألف دونم، ثم تم التوسع في زراعة هذا النبات من خلال زراعة ما يقارب 200 ألف دونم في نبات القبار ويتم حاليا في المغرب تصدير منتجات القبار إلى العديد من الدول الأوروبية ويقام فيها معرضا سنويا لمنتجات القبار يشارك فيه أكثر من 160 جمعية تعاونية تستفيد من هذا النبات. كما ذكر مسلّم أحد قصص النجاح والخاصة بشركة تركية استطاعت تطوير 17 منتجا من نبات القبار وتصديرها إلى أكثر من 29 دولة عالمية على رأسها ألمانيا وهولندا وبريطانيا والسويد وأن هناك منافسة قوية بين الشركات المغربية والتركية والإسبانية للاستحواذ على السوق العالمي.
حضر الورشة 24 مشاركًا، يمثلون مجموعة من الجمعيات التعاونية المهتمة بمجال التصنيع الغذائي في الأردن.
وأظهر المشاركين تفاعلًا كبيرًا حيث قدم العديد منهم مداخلات مهمة. فقد أعربت السيدة وداد عبيدات رئيسة جمعية سيدات الرفيد الزراعية عن شكرها العميق للمركز الوطني للبحوث الزراعية على تنظيم هذه الورشة القيمة، مؤكدة أنها قدمت للمشاركين معلومات وطرق جديدة تساهم في تحسين مهاراتهم الإنتاجية. كما أشارت إلى أن الورشة كانت فرصة مثالية لتعزيز قدرات النساء والشباب في المجتمع المحلي، مما يسهم في تقليل البطالة وفتح آفاق جديدة للعمل. وأكدت عبيدات أن هذه المبادرات تعزز من دور المرأة في الاقتصاد المحلي وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد الدكتور جعفر الوديان، مدير مديرية التغير المناخي، أن نبات القبار يتميز بقدرته على النمو في ظروف مناخية قاسية، حيث يحتاج إلى كميات مياه قليلة، إذ ينمو في معدلات مطرية تقل عن 200 ملم ويتحمل درجات ملوحة في التربة تزيد عن 20 ديسي سيمنز/م. وأوضح أن اعتماد هذا النبات يمكن أن يسهم بشكل كبير في زيادة المناطق الرعوية، مما يعزز من الظروف البيئية والاقتصادية للمزارعين. كما دعا إلى ضرورة تكثيف الجهود لدعم المزارعين في زراعة هذه الأنواع من النباتات، لما لها من فوائد كبيرة في مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة. وأضاف مدير قسم التطوير في شركة الدرّة، المهندس نعمان ملكاوي، أن الشركة تدرس حاليًا تصنيع بعض المنتجات من نبات القبار نظرًا لأهمية هذا النبات من الناحية التغذوية. وأشار إلى أن القبار يحتوي على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية المفيدة للإنسان، مما يجعله خيارًا ممتازًا لتطوير منتجات جديدة في مجال الأغذية الصحية. كما أجاب مدير مركز الرمثا للبحوث الزراعية، المهندس يحيى بني خلف على العديد من التساؤلات التي تقدم بها المزارعون، موضحًا الحلول العملية لبعض التحديات التي تواجههم. ومن جانبها، أجابت المهندسة نوار العمري، رئيسة قسم التغذية في مركز الرمثا للبحوث الزراعية، حول العديد من التساؤلات المتعلقة بطرق التصنيع الغذائي والتخليل والطرق العلمية المستخدمة في حفظ المنتجات الزراعية والتي تساعد في حفظ المنتج لفترات طويلة مع المحافظة على القيمة الغذائية. كما تضمنت الورشة جولة على مرافق مصنع الدرّة وتطبيقات عملية داخل المصنع، حيث اطلع المشاركين على الأسس العلمية الواجب إتباعها للمحافظة على سلامة المنتج وصحة المواطن أثناء عمليات التصنيع المختلفة، وتعلم المشاركون طرق الاستفادة من نبات القبار وطرق تصنيع وتخليل القبار وبعض الوصفات الصحية باستخدام نبات القبار.
تأتي هذه الورشة في إطار جهود مشروع ينفذ في المركز الوطني للبحوث الزراعية تحت عنوان “تحسين سبل كسب العيش في المناطق الجافة من خلال التصنيع الغذائي وتطوير برتوكولات للإكثار الدقيق لنبات القبار النفضي في الأردن” وبدعم من صندوق دعم البحث العلمي والابتكار حيث يهدف المشروع إلى حماية نبات القبار النفضي من الانقراض وتعزيز الوعي الصحي وتطوير مهارات المجتمع المحلي في مجال التصنيع الغذائي، بالإضافة إلى تعزيز استخدام المنتجات الطبيعية والمفيدة في صناعة الأغذية. وتعتبر هذه الفعالية خطوة مهمة نحو نشر المعرفة حول النباتات الطبية ودعم الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز التعاون بين الجهات المختلفة. تسعى الورشة إلى تشجيع الابتكار في القطاع الزراعي وتعزيز الشراكات بين المزارعين والمصنعين، مما يسهم في إيجاد حلول مستدامة للتحديات الحالية.
للمزيد من المعلومات، يمكن التواصل مع المركز الوطني للبحوث الزراعية.