الأردن وفلسطين والجزائر.. قراءات تاريخية.. ندوة في معرض عمان للكتاب 2024
المرفأ…عمان 10 تشرين أول بدأت الخميس فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٤ بندوة بعنوان “الأردن وفلسطين والجزائر.. قراءات تاريخية”، بمشاركة عدد من الباحثين، وادارها رئيس اللجنة الثقافية للمعرض جعفر العقيلي.
وتحدث الباحث إبراهيم باجس المقدسي، عن تاريخ الجزائريين في فلسطين، وبيت المقدس من خلال كتابه “تاريخ لجزائريين في بيت المقدس وفلسطين” الذي اهداه الى والده، والى شهداء الجزائر على ثرى فلسطين.
ومن ثم، أشار إلى أن الوجود الجزائري في فلسطين الذي كان منذ القرن الخامس، وكانت الغاية من وجودهم بداية في الأمر بدافع الجهاد، مؤكدا أن خلاصة بحثه أظهرت أن يدهم ممتدة حتى الآن في فلسطين.
أشار المقدسي إلى أن الهجرات المتتابعة من قبل الجزائريين لفلسطين كانت لغايات عده منها التعلم والتعليم، وزيارة بيت المقدس والمسجد الاقصى، موضحا انه كانت هناك اوقاف للجزائريين في فلسطين في اشياء محددة ومنها إطعام الطعام على سبيل المثال..
كما بين المقدسي، ان الجزائريين اسسوا بلدات وقرى في القدس وتحديدا في الشمال الفلسطيني، كما عمروا بعض البلدات التي لم تكن مأهولة.
وأشار الى الجزائريين الذين قدموا مع الأمير عبد القادر الجزائري، وكيف حافظ الجزائريين في القدس على عاداتهم وتقاليدهم، وجهادهم ضد الاستعمار الإنجليزي حتى أنهم اسسوا الكثير من الجمعيات التي انتقلت معهم الى الاردن عندما انتقلوا لاحقا.
واوضح المقدسي ان الجزائر صدرت الكثير من الاعلام في الشريعة الإسلامية، كما تكونت منهم الحركات الثورية والجهادية، وان اول من حارب الاستيطان في فلسطين هم الجزائريين، حتى ثورة البراق في ١٩٢٩ من اشعلها هم الجزائريين.
من جهته، عرض الدكتور محمد عيسى العدوان، لما وصفه بعلاقة الغرب ونظرته الى المنطقة، مشيرا إلى أهمية إتاحة الوثائق للباحثين لغايات التوثيق المعرفي المرتبط بالوعي.
وعرض الدكتور العدوان لطبيعة الجهود الأردنية في فلسطين من خلال الجيش العربي منذ حرب عام ٤٨ ، مبينا ان الجيش العربي بقي في فلسطين، وحافظ على نسبة ٢٢ بالمئة كبيرة من فلسطين آنذاك..
وأشار الى ان اهتمام الدولة الأردنية في فلسطين تمثل بالكثير من المشاريع، ومنها على سبيل المثال مشروع توثيق اراضي فلسطين منذ عام ١٨٤٠، وتزويد القدس بالكهرباء، وغيرها من المشروعات.
ندوة” مسؤولية الأردن تجاه المقدسات انطلاقا من الوصاية الهاشمية”
كما اقيمت ندوة أخرى ضمن البرنامج الثقافي للمعرض، بعنوان” مسؤولية الأردن تجاه المقدسات انطلاقا من الوصاية الهاشمية”، بمشاركة الوزير الأسبق الدكتور هايل داود، والأب نبيل حداد، وادارها الدكتور خالد الشقران.
في البداية تحدث الدكتور داود، عن مكانة القدس الدينية والدعم المطلوب من الأمة تجاه هذه المدينة المقدسة والمسجد الاقصى المبارك، مضيفا، ان القدس هي جوهر الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، كما تحدث عن موقف الدور الاردني الذي يعتبر القدس خط احمر..
كما اشار الى الوصاية الهاشمية على المقدسات التي وصل عمرها اليوم الى مئة عام، والتي بدأت منذ عام ١٩٢٤، وذاكرا التسلسل التاريخي منذ ذلك التاريخ وصولا الى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وبين استمرار جلالة الملك عبدالله الثاني في موقفه على خطى الاجداد، ولم يتخل عن المقدسات، وكذا موقف الاردن الذي لم يتراجع عن القدس رغم التحديات التي مرت بها الأمة في السنوات الأخيرة، ومنها ما وصفه بـ”الضعف الذي مس الجدار العربي”، ولكن الاردن بقي على موقفه وصموده في وصايته على المقدسات.
من جهته، عرض الأب حداد، لأهمية وقرب عمان الجغرافي من القدس، واصفا اياها بعروس المدائن.
وقال ان الحديث عن القدس والعلاقة بها يتجاوز ارتباط الحجارة، بل يمتد لمكانتها كقبلة للمؤمنين والموحدين، مؤكدا اهمية القدس لدى المسيحيين، وخصوصيتها بالنسبة الأردن.
واشار الأب حداد الى ارتباط المسيحيين مع القدس، الذي هو موقف واحد وداعم للوصاية الهاشمية، مشددا على أن موقف الأردن من خلال المؤسسات الكنائسية هو ان تكون القدس لأصحابها، مبينا انه لولا الوصاية الهاشمية لكان هناك الكثير من الممارسات التي تحدث..
وقفة مع كتاب ” الانتقال الكبير. الأردن في القرن الحادي والعشرين: ازدهار ومنعة”
كما أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٤ في يوم الأول ندوة بعنوان وقفة مع كتاب ” الانتقال الكبير. الأردن في القرن الحادي والعشرين: ازدهار ومنعة، بمشاركة الوزير الأسبق فيصل الشبول، والوزير السابق الدكتور مهند مبيضين، والدكتور رعد التل، وإدارة سونيا الزغول.
وتحدث الشبول في البداية عن ملامح مهمة من الكتاب، مبينا أن الكتاب يذكر السنوات الاخيرة من عهد الراحل الملك حسين رحمه الله، مع توسع وتركيز واضح على محطات بارزة في عهد الملك عبد الله الثاني..
وأشار إلى أن الكتاب من وجهة نظره يهدف إلى وضع ذاكرة سردية مهمة كي يطلع عليها الناس، وخاصة في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي التي تجاوزت في بعض الأحيان الغاية من وجودها.
واشار الشبول إلى أننا يجب أن نكون واقعيين ونعترف أن هناك الكثير من الإنجازات التي حدثت على أرض الواقع في الأردن، موضحا دور الإعلام في إدارة نقاشات وطنية جادة تسلط الضوء على هذه المنجزات الوطنية.
كما تحدث عن محاور مهمة في الكتاب الذي جاء على ذكر الهوية الأردنية، وكيف تمثلت في المجتمع.
ورأى الدكتور المبيضين ان الكتاب يمثل وثيقة أساسية للتاريخ، وهو في أهميته عمل مرجعي لأخر ٢٠ عاما، ويرصد التطورات التي حدثت في الأردن في التعليم والصحة، والتي انجزت خلال عهد الملك عبدالله.
وتحدث عن ملامح مهمة في عهد جلالته ومنها كيفية اعلاء من شأن الفرد والذي تمثل في تواجد أبناء الأردن إلى جانب جلالته الكثير من الشباب معه في عدد من المحافل دولية.
وقال الدكتور المبيضين إن الكتاب غني بما يقدمه للقارئ، وهناك لفتة مهمة نحو بناء موضوع بناء السمعة للأردن على الصعيد الدولي، الذي أصبح معروفا بأبنائه الطبيب، والرياضي، وغيره.
من جهته، وقال الدكتور التل في مداخلته، إن الكتاب يقدم سردية تاريخية اجتماعية واقتصادية ويتحدث عن التحديات الاقتصادية التي استطاع الاردن ان يحقق فيها قفزات كبيرة، ومنها خلق فرص عمل..
كما تحدث عن كيفية ذكر الكتاب لموضوع البطالة، وطرق إدارة المال العام، والدين العام، ومن ثم وقدرة الاردن على إدارته، اضافة الى قطاع الطاقة والضريبة والتحديات التي تصاحبها.
وبين التل ان الكتاب يؤشر على اعمدة نستطيع من خلالها تقييم الاداء الاقتصادي في الأردن، في مقابل وجود مؤشرات اقتصادية هشة لا يعتد بها منتشرة ومطبقه في اقتصاديات العالم.
حوارية بعنوان ” شخصيات الواقع في روايات الخيال” بحضور الكاتبة انعام كجه جي
كما اقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب ٢٠٢٤، ندوة حوارية بعنوان ” شخصيات الواقع في روايات الخيال” بحضو الكاتبة والروائية العراقية انعام كجه جي، وادارها موفق ملكاوي.
وعرضت كجه جي المقيمة في باريس منذ سنوات طويلة للشخصيات في روايتها المختلفة ومنها “الحفيدة” الامريكية، والفرق بينها وبين الروايات الأخرى.
اوضحت وجهة نظرها وخلاصة تجربتها التي توصلت إيها “أن الشخصيات الحقيقية مملة، وباردة، وتحتاج الى خيال يدفعها الى التحليق حتى في النهاية تنال اعجاب القارئ.
وتحدثت كجه جي، عن تجربتها في كتابة التقارير بشكل قصصي، وكيف أنها كانت تلتزم بما يرويه الناس، مبينة أن الكتابة الروائية فيه شروط تعلمتها مع التجربة.
وكشفت الغاية من وجود الرمز وراء هذه الشخصيات التي كانت هي نتاج الواقع العراقي، “ما كنا عليه وما اصبحنا”..
وأشارت الروائية العراقية الى ان اقامتها في الغربة منحتها الحرية كصحفية وكامرأة، كما تحدثت عن الأدب العربي في فرنسا، والكتاب الذين لهم مساهمات على الصعيد الفرنكوفوني، مضيفة انه ليس بالضرورة ان الادب المترجم يلقى صداه كما هو متوقع
كما تحدثت عن روايتها التي ستصدر قريبا (الشهر المقبل) وتحمل عنوان “صيف سويسري” التي تتحدث عن مجموعة عراقيين لاجئين الذي ينتمون سابقا الى احزاب، ويتم إدخالهم الى مصح لمعالجة ادمانهم العقائدي.مشيرة الى انها بعد هذه الرواية سوف تتفرغ لكتابة مذاكراتها.
ندوة “الدور الاردني في إغاثة واسناد الأهل في غزة”
كما اقيمت ضمن فعاليات ندوة بعنوان “الدور الاردني في إغاثة واسناد الأهل في غزة، بمشاركة العقيد احمد قاسم الدروع من مديرية الإعلام العسكري التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، إدارة خالد القضاة
وقال العقيد الدروع، إن ما تقوم به القوات المسلحة الأردنية يعتبر ثالث أكبر عملية اسناد لوجستي من تنسيق وتجهيز ونقل، مضيفا الجهد وصل إلى 53 طائرة حملت على متنها قرابة 887 طنا من المواد لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة.
وأضاف أن عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها الطائرات الأردنية إلى قطاع غزة 122 انزالا جويا أردنيا، و266 انزالا بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بواقع 388 انزالا جويا منذ الحرب على القطاع لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتوفير الدعم الطبي والإغاثي.
وكشف العقيد الدروع ، ان دافع الانزالات بداية الأمر كان لانقطاع تزويد المستشفى الميداني الموجود في شمال غزة، حيث تم تطبيق خطة للإنزالات للمستشفى، إلى أن امر جلالة الملك باستخدام هذه الانزالات لغايات إغاثة واسناد الأهل في غزة.
كما تحدث عن المبادرة “استعادة الأمل” التي أطلقتها القوات المسلحة في أيلول الماضي لتوفير تقنية جديدة لتركيب الأطراف الصناعية، حيث تم إرسال عيادتين متنقلتين مزودتين بجميع المعدات والتجهيزات لقطاع غزة بواسطة فريق طبي متخصص من المركز الوطني لتأهيل إصابات البتر، وبدأت العمل واستقبال الحالات وتركيب أطراف للمصابين.
وأوضح العقيد الدروع ان القوات المسلحة أنهت تجهيز مستشفى عسكري ميداني متخصص للنسائية والتوليد الذي تم ارساله إلى غزة على 4 مراحل ليكون الأول من نوعه في العالم بهدف دعم المستشفى الميداني الأردني الخاص /4 جنوب القطاع، ولغايات تعزيز وتوفير الرعاية الصحية المقدمة للأمهات والمواليد في ظل الأوضاع المتدهورة.