أسطورة الملاكمة مايك تايسون يخسر أمام المبتدئ العشريني جيك بول

432

المرفأ…ترك صانع المحتوى الذي تحول إلى ملاكم، جيك بول، وصمة عار دائمة على إرث الملاكم وبطل الوزن الثقيل لمرتين مايك تايسون، بعد تحقيقه فوزاً في مباراة وصفت بالباهتة، أمام 70 ألف مشجع في تكساس، ممن أصابتهم خيبة الأمل على إثر النتيجة، كذلك أمام الملايين ممن شاهدوا المباراة المثيرة للجدل على شبكة “نتفليكس” المعروفة.

 

 

 

بدا تايسون وكأنه ظلاً لشخصيته القديمة، كما هو المتوقع من رجل يبلغ من العمر 58 عاماً ولم ينافس على المستوى الاحترافي منذ 19 عاماً.

 

 

أما بول، الذي يبلغ 27 عاماً، فعلى الرغم من أنه مبتدئ في الملاكمة إلا أنه رياضي للغاية، وعمره صغير جدا بالنسبة لتايسون، فقد أبقى خصمه على مسافة بعيدة، وسدد لكمات دقيقة في نزال من ثماني جولات مدة كل منها دقيقتين، فيما بدا تايسون بطيئاً وخاملاً.

 

حصل تايسون على استقبال الأبطال قبل القتال، ولكن كانت هناك صيحات استهجان كبيرة على أدائه مع اقتراب النزال من نهايته، فيما غادر بعض المشجعين قبل إعلان نتائج الحكام، والتي جاءت على الترتيب التالي: 80-72 و79-73 و79-73.

 

وفي لحظة بعد القتال، استدعى تايسون، بعد خسارته السابعة في 57 مباراة، شقيق بول، لوغان، واقترح عليه لعب مباراة مرة أخرى.

 

وكانت هناك علامات استفهام حول شرعية هذا النزال ومدى الجدية التي سيأخذها الرجلان، لكن تايسون قال إنه “جاء للقتال”.

 

ماذا يقول العلم عن الجدل حول الجندر في الملاكمة؟

 

هل تتمتع إيمان خليف بقدرات بدنية تتجاوز المألوف لدى الملاكمات النساء؟

 

ارتدى كلا الرجلين قفازات أثقل مع حشوة إضافية كجزء من الشروط التي حددتها لجنة تكساس، التي اعتبرت اللعبة نزالاً محترفاً، وهو القرار الذي بدا مثيراً للسخرية بعدما انتهت المباراة. إذ إن القفازات الأخف وزناً لم تُحدث فرقاً في النتيجة، ولم تكن اللكمات في المباراة لترقى بأن تكون ضربات قاضية.

 

سدد تايسون 18 لكمة فقط خلال المباراة بأكملها، مقارنة بـ 78 لكمة لبول.

 

صنع بول اسمه المشهور من خلال نشر مقاطع فيديو تحتوي على المقالب والنكات عبر الإنترنت، وجمع 70 مليون متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يقوم بمغامرة خوض الملاكمات.

 

و فاز في إحدى عشرة مباراة للمحترفين، فيما خسر أمام تومي فيوري العام الماضي، وأكد على رغبته في منازلة النجم المكسيكي شاول “كانيلو” ألفاريز، واصفاً الفاريز بأنه يدرك جيداً أين تكمن مصلحته، في إشارة من بول بأن النزال معه بمثابة كنز.

 

رجل عجوز مقابل مبتدئ

 

 

إن الإدراك المتأخر لما حصل هو أمر مدهش، إلا أن النتيجة ليست مفاجئة، وستشجع هؤلاء النقاد الذين وجدوا في النتيجة فرصة للسخرية من الملاكمة.فيما قال تايسون إن قلبه لم يكن في هذه الرياضة بعد الخسارة التي تكبدها أمام كيفن ماكبرايد في عام 2005.

منذ البداية كان من الواضح أن هذا رجل يقترب من الستينيات من عمره، ولا يزال يتمتع ببعض القوة ولكن ليس لديه القدرة على التحمل.

كان الشعور العام هو أنه لكي يفوز تايسون، فإنه يحتاج إلى تنحية بول مبكراً من النزال، وعلى الرغم من أنه ضربه بيده اليمنى في المرة الأولى، إلا أن بول بدأ في الاستجابة بشكل مدروس مع اللكمات، فيما ضرب تايسون بيده اليسرى في المرة الثالثة.

مباراة مخيبة للآمال ولكنها تشد أنظار الجماهير
بُثّت المباراة على شبكة نتفليكس العالمية الي تضم (263) مليون مشترك حول العالم، وفيما بدت المباراة مخيبة للآمال لدى البعض، لكن الشبكة عرضتها للمشتركين.

ومع الإعلان بأن بول حصل على (30) مليون جنيه إسترليني وتايسون نصف ذلك، لم يكن هناك نفقات أخرى مرصودة نظراً لريع المباراة القليل.

ذهب بول إلى الحلبة في سيارة خضراء مخصصة لنقله، على أنغام أغنية (In the Air Tonight) لفيل كولينز، وجلس بجانبه ششقيقه وزميله نجم وسائل التواصل الاجتماعي، والمصارع أيضاً لوغان بول.

وفي المقعد الخلفي كان هناك حمامة حاول بول إهداءها لتايسون- المعروف باحتفاظه بحمام سباق في منزله- خلال أسبوع المباراة.

ظل المشجعون واقفين طوال الوقت بينما ترددت صيحات وهتافات تشجيعية عالية لتايسون في جميع أنحاء الملعب، الذي يعتبر موطن فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم.

كان تايسون يرتدي علامته التجارية باللون الأسود، وتبختر في طريقه إلى الحلبة بنفس المظهر الصارم الذي كان يتمتع به طوال الأسبوع.

جرى استرداد أكثر من (14.1) مليون جنيه إسترليني من مبيعات التذاكر وحدها، من ضمنها حزمة واحدة لمجموعة كبار الشخصيات والتي تضمنت مقعدًا بجانب الحلبة وصوراً مع الملاكمين بتكلفة تصل إلى (1.6) مليون جنيه إسترليني.

وشكّل ملوك الملاكمة لينوكس لويس، وإيفاندر هوليفيلد، وروي جونز جونيور، وأندريه وارد جزءًا من التغطية التلفزيونية،

فيما شوهد نجوم شبكة نتفليكس في محيط الحلبة، منهم كوبرا كاي إلى جانب أسطورة الدوري الأمريكي للمحترفين شاكيل أونيل.

آخر مرة نرى تايسون في الحلبة؟
إن إصرار بول على أنه قادر على التغلب على النجم المكسيكي ألفاريز هو ادعاء يبدو أكثر سخرية بعد أن فوزه على رجل كان في أوج عطائه منذ أكثر من ثلاثة عقود

بالنسبة لتايسون، ربما كان إغراء الأضواء أكبر من أن يبتعد عنه، كما أن الملايين العديدة قدمت له حافزاً إضافياً.

مهما كانت نيته، من أجل سلامته ومن أجل تثبيط عزيمة الأبطال السابقين الآخرين، نأمل أن تكون الرغبة في العودة إلى الحلبة قد اختفت.وبدأ بول- الذي كان يرتدي أغلى شورت في العالم- في إثارة إعجاب رجل يكبره بـ 31 عاماً.

كان تايسون، الذي كان يرتدي دعامة سوداء فوق ركبته اليمنى، يحرك رأسه بسرعة لجعل بول يخطئ، لكن مع ذلك، وفي الشوط الخامس، اندفع تايسون لإلقاء ضربة لكنه أخطأ في تقدير مسافتها نحو قدم واحدة على الأقل، ما يوضح مدى الفارق الذي أحدثه تقدم العمر.

شعر الملاكم المخضرم بمزيد من الضرر في الجولة السابعة عندما استقبل لكمة من اليسار أصابت صدغه، وعند هذه النقطة، بدا معظم المشجعين متحمسين لسماع الجرس الأخير.

قد يعجبك ايضا