المعارضة السورية تعلن سيطرتها على معظم مناطق حلب وتوغلها في حماة
المرفأ..بعد تأكيد المعارضة السورية المسلحة أنها وسّعت نطاق سيطرتها على عدد من أحياء مدينة حلب، صباح أمس أعلن الجيش السوري أنه انسحب من حلب مؤقتا للتحضير لهجوم مضاد.
وفي ساعات مساء أمس أعلنت المعارضة السورية أنها شرعت بالتوغل إلى محافظة حماة، بالتزامن مع ذلك نفي الجيش السوري انسحاب قواته من حماة.
وكان الجيش السوري أشار في وقت سابق من يوم أمس إلى “أنه خاض اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في محاور متعددة بإدلب”، كاشفا أن تعدد جبهات الاشتباك دفعه إلى سحب قواته “بهدف إعادة الانتشار”.
واعترف الجيش السوري بمقتل وإصابة العشرات من عناصره في معارك الأيام الأخيرة، وبالتوازي مع ذلك شنت طائرات حربية روسية غارات على أحياء المدينة للمرة الأولى منذ عام 2016.
وشهد يوم أمس تطورات دراماتيكية بعد بدء فصائل المعارضة ما سمتها معركة “ردع العدوان” وسيطرتها بشكل سريع على مناطق واسعة في إدلب وحلب شمال غرب البلاد مع انهيار الجيش السوري أمامها.
وفي أحدث تطور، قالت المعارضة السورية المسلحة إنها سيطرت على مطار حلب الدولي، وذلك بعد أن أوردت بعض المصادر في وقت سابق أن الجيش السوري سلم المطار مع عدة مواقع في حلب إلى ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (مقاتلون أكراد والقليل من العرب).
وقال مصدران من المعارضة السورية أمس إن قوات المعارضة سيطرت بالكامل على محافظة إدلب بعدما سيطرت على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية جنوبي المحافظة ومدن وبلدات أخرى.
وباتت قوات المعارضة تسيطر على غالبية مدينة حلب، بعد يومين على بدء هجوم مباغت ضدّ الجيش السوري، وأسفر عن مقتل العشرات.
وقالت القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية، التابعة للمعارضة السورية إنها تخوض مواجهات في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، اللذين تسيطر عليهما ما يُعرف بـ”وحدات حماية الشعب الكردية”.
ومساء أول من أمس، فرضت المعارضة حظر تجوّل في مدينة حلب حتى صباح اليوم، “حفاظا على سلامة المدنيين”، مؤكدة أنه سيتم خلال ساعات تأمين مدينة حلب عسكريا وأمنيا ليُعلن بعدها تحرير المدينة كاملا.
وفي سياق متصل، أعلنت “القيادة العامة لإدارة العمليات العسكرية” التابعة للمعارضة عن سيطرتها على 23 قرية وبلدة في ريف إدلب الشرقي، بعد اشتباكات مع النظام والمجموعات العسكرية المتحالفة معه، وأنها بصدد توسيع سيطرتها في المنطقة.في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع السورية مقتل وإصابة عشرات الجنود في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية، وقال إن ما وصفه بالانسحاب المؤقت للقوات في حلب يهدف إلى التحضير لهجوم مضاد على “الإرهابيين”، مضيفة أن تعدد جبهات الاشتباك دفعت قواتها لإعادة الانتشار لتدعيم خطوط الدفاع والتحضير لهجوم مضاد.
وذكرت أنباء بأن مقاتلات الجيش السوري قصفت حي حلب الجديدة.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها الجوية قضت على 200 مسلح في محافظتي حلب وإدلب خلال يوم واحد.
وأضافت أن الوضع في المحافظتين يتفاقم، وأن القوات الروسية تقدم الدعم للجيش السوري في مواجهة هذه التشكيلات.
وفي وقت سابق، ذكرت أنباء عن 3 مصادر بالجيش السوري قولهم إن الجيش أغلق الطرق الرئيسة المؤدية إلى مدينة حلب بعد أن صدرت تعليمات للقوات باتباع أوامر “انسحاب آمن” من الأحياء التي اجتاحها المسلحون.
وضمن ردود الفعل على التطورات الجديدة في سورية، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عَراقجي، تعليقا على التطورات في الشمال السوري، إن تنشيط الجماعات الإرهابية في سورية “مخطط أميركي صهيوني عقب هزائم الكيان في لبنان وفلسطين، حسب تعبيره”.وبدوره، قال السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني إن إيران وروسيا ومحور المقاومة لن يسمحوا بتكرار أحداث السنوات الماضية في سورية.
وأوضح خلال لقاء مع التلفزيون الإيراني أن ما وصفها بـ”الجماعات الإرهابية” لن تحقق أي انتصار في سورية.
أما قائد الحرس الثوري الإيراني، فقال إن من وصفهم بـ”الإرهابيين” “قرروا الهجوم على سورية بعد الإخفاقات الإستراتيجية لإسرائيل بلبنان وغزة”.
وأضاف أن “المسلحين الذين سيطروا مؤخرا على مناطق في سورية يخضعون لقيادة وتوجيهات إسرائيلية”.
وفي ردود الفعل الإقليمية على معارك الشمال السوري أيضا، قال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كجليتولي إن الهجمات الأخيرة للنظام السوري على إدلب وصلت إلى مستوى يضر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات أستانا.
وأضاف كجليتولي أن بلاده تراقب عن كثب الهجمات التي تستهدف المدنيين الأتراك وتركيا من قبل منظمات “إرهابية” في تل رفعت ومنبج، والتي تحاول الاستفادة من بيئة عدم الاستقرار الحالية.
كما قالت وزارة الخارجية المصرية إن وزير الخارجية بدر عبد العاطي بحث في اتصال هاتفي، مساء أمس أول من أمس، مع وزير الخارجية السوري بسام صباغ التطورات الأخيرة في شمال سورية، خاصة في إدلب وحلب.
أميركيا، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، قوله إن الولايات المتحدة ليست متورطة في هجوم المعارضة السورية على حلب، وأن هذا الهجوم فاجأ إدارة الرئيس جو بايدن حسب قوله.-(وكالات)