تأهل راشد آل جميان المري وسلطان المري في أولى حلقات «المنكوس» بموسمه الرابع
ستة شعراء من الإمارات والسعودية والكويت تميزوا بحضور لافت وأداء متفاوت
المرفأ…أبوظبي، الاثنين 16 ديسمبر 2024
انطلقت مساء أمس من على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي الحلقة المباشرة الأولى من برنامج “المنكوس” بموسمه الرابع، البرنامج الشعري الأول من نوعه والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، وسعيها لإحياء لحن المنكوس المرتبط بالشجن والوجد والغزل من أغراض الشعر التقليدية، الذي تميّز بأدائه ونظّمَه إلى جانب المغفور له الشيخ زايد، “رحمه الله”، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وفتاة العرب عوشة بنت خليفة السويدي، وآخرون.
انطلاقة قوية وتراث يتجدد
استهلت الحلقة الأولى من برنامج “المنكوس” بلوحة فنية جمعت بين الصوت العذب والتراث، ثم رحّبت مقدمة البرنامج العنود بدر بالحضور والمشاهدين ولجنة التحكيم التي ضمت: محمد بن مِشيط المري، وشايع العيّافي، وحمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري. ملقيةً أبياتاً شعرية منها
عاود المنكوس للساحه وللتنافس صوله وجوله
المشارك صوته اسلاحه لازم يجيبه على اصوله
مرحبا في شاطي الراحه في ضيافة ريّس الدوله
و عن الموسم الرابع للبرنامج، أكّد محمد بن مِشيط المري أن البرنامج أحيا فن “المنكوس” وأعاد توهجه بين الشباب، وأوضح حمود جلوي أن جمال الصوت، وإتقان اللحن، وقوة النفس، إلى جانب التجديد والإبداع، هي أبرز معايير فارس “المنكوس”.
من جانبه، أشار شايع العيّافي إلى تزايد اهتمام الشباب بهذا الفن، مبيناً أن وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس الخاصة أظهرت تفاعلاً كبيراً مع الموسم الرابع للبرنامج، كما أكد متعب بن كروّز المري أن المنافسة هذا الموسم قوية وجميع المشاركين يتمتعون بمواهب استثنائية.
تقرير: آلية التنافس في “المنكوس”
يتنافس 18 متسابقًا في برنامج “المنكوس” عبر خمس مراحل رئيسة، تبدأ بالمرحلة الأولى التي تتضمن ثلاث أمسيات يتنافس فيها 6 متسابقين في كل أمسية من خلال مرورين: الأول على لحن المنكوس والثاني على لحن حر. يتم تقييم الأداء مناصفة بين لجنة التحكيم بنسبة 50% والجمهور بنسبة 50%، ليتأهل من كل أمسية 4 متسابقين، اثنان منهم باختيار لجنة التحكيم، واثنان بتصويت الجمهور، ليصبح إجمالي المتأهلين من هذه المرحلة 12 متسابقًا.
في المرحلة الثانية، يتنافس المتأهلون الـ 12 خلال أمسيتين، حيث يشارك 6 متسابقين في كل أمسية. التقييم يبقى كما هو في المرحلة الأولى، بنسبة 50% للجنة التحكيم و50% للجمهور، ويتم المرور على لحن المنكوس في كلا التقييمين. يتأهل من كل أمسية 4 متسابقين، اثنان باختيار اللجنة واثنان بتصويت الجمهور، ليصل عدد المتأهلين إلى المرحلة الثالثة 8 متسابقين.
أما المرحلة الثالثة، وهي ربع النهائي، فتشهد تنافس 8 متسابقين في أمسية واحدة من خلال مرورين على لحن المنكوس. يتم تقييم الأداء بنسبة 50% للجنة التحكيم و50% لتصويت الجمهور، ليتأهل 6 متسابقين إلى المرحلة التالية، اثنان منهم يتم اختيارهم من قبل اللجنة وأربعة عبر تصويت الجمهور.
في المرحلة الرابعة، نصف النهائي، يتنافس 6 متسابقين في أمسية واحدة تضم مرورين على لحن المنكوس. يتم تقييم الأداء من قبل لجنة التحكيم بناءً على 60 درجة، تُوزع بواقع 30 درجة لهذه الحلقة و30 درجة للحلقة النهائية. في هذه المرحلة، لا يتم استبعاد أي متسابق، ويستمر تصويت الجمهور خلال الأسبوع الأخير لتحديد النجم المفضل لديه.
وتصل المنافسة إلى ذروتها في المرحلة الخامسة والنهائية، حيث يتنافس المتسابقون الستة على اللقب. تُجمع الدرجات النهائية بناءً على 60% من تقييم لجنة التحكيم و40% من تصويت الجمهور. وفي نهاية الحلقة، يتم ترتيب المتسابقين من المركز السادس إلى الأول، ويُعلن عن الفائز بلقب “فارس المنكوس”.
المرور الأول على لحن المنكوس
افتتحت المنافسة بين المتسابقين الستة في هذه الأمسية بالمرور الأول، حيث أدّى المشاركون لحن المنكوس الذي يُقيَّم بـ50 درجة من قِبل لجنة التحكيم. بدأ الأداء مع المتسابق الأول، أسامة بن عوضه ال جابر المري من السعودية، حيث أشاد محمد بن مِشيط بأداء اللحن بشكل جيد، موضحًا أن المتسابق قد غيّر في اللحن في الأبيات الثاني والثالث والرابع، من جهته أثنى شايع العيّافي على صوت المؤدي، لكنه أشار إلى أنه بدأ على طبقة منخفضة وطالبه بالأداء على طبقة أعلى، مع التأكيد على ضرورة عدم التأثر بالمحيط الخارجي. أما حمود الجلوي، فقد أشار إلى أن بداية الأداء شابها بعض الارتباك، وأضاف أن كثرة المدود أثقلت الصوت وأرهقته. في حين أضاف متعب بن كروز المري أن المتسابق قدم اللحن بشكل ممتاز، لكن ارتباكه في البداية كان واضحًا كونه أول متسابق.
أما المؤدي الثاني، حمد سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات، فقد أشاد شايع العيّافي بتأديته للحن، لكنه أشار إلى استعجاله في الأداء، موضحًا أن اللحن يحتاج إلى المزيد من التركيز. من ناحيته، أثنى حمود الجلوي على اختيار أبيات القصيدة وحفظ المؤدي للكلمات من دون الحاجة للقراءة، لكنه لم يلاحظ بصمة خاصة في أداء المتسابق. فيما أعرب متعب بن كروز عن إعجابه بالأداء، متمنيًا لو أن المؤدي لعب أكثر باللحن. وفي السياق نفسه، أوضح محمد بن مشيط المري أن حرص المؤدي على تطبيق اللحن بحذافيره جعله لا يأخذ راحته في الأداء.
المؤدي الثالث، راشد آل جميان المري من السعودية، نال إشادة من حمود الجلوي الذي أثنى على حضوره وذكائه في اختيار البحر. كما أشاد متعب بن كروز بالصوت والأداء، معترفًا بثقة المتسابق أثناء الأداء. من جهته، قال محمد بن مشيط: “تمنيت لو أنك لم تقف”، ورأى أن الأداء كان متميزًا، والثقة في محلها، واختيار النص كان رائعًا.
أما المؤدي الرابع، سالم مانع اليامي من السعودية، فقد عدّ متعب بن كروز أداءه ممتازًا، لكنه أشار إلى أنه بالغ في الخروج عن اللحن أثناء الأداء. من جانبه، أثنى محمد بن مشيط على جمال الصوت واللحن والنفس، وأشار إلى أنه مدّ بعض الجمل أكثر من اللازم، وطالبه بمراجعة طريقة الأداء. أما شايع العيافي فأعرب عن سعادته بدخول المؤدي وثقته في أدائه وصوته، مشيرًا إلى جمال نهاية الجمل، لكنه لاحظ أن هناك “فلتانًا” في آخر اللحن. في حين أشار حمود الجلوي، إلى مجموعة من الملاحظات البسيطة، ومنها أن المدود كانت في غير أماكنها، وأن كثرة المدود أدت إلى فلتان في الأداء وأرهقت الصوت، وأوضح أن المتسابق يجب أن يحرص على التوازن بين الأداء والصوت.
المؤدي الخامس، سلطان المري من الكويت، نال إشادة من محمد بن مشيط الذي أثنى على اختيار النص، ووصف الأبيات بأنها كانت جميلة ومؤثرة، فيما لاحظ شايع العيافي اختلال الأداء في نهاية البيت الأول، لكنه أشاد بالأبيات الثلاثة المتبقية، أما حمود الجلوي فأشاد بالثقة التي دخل بها المؤدي، لاسيما أنه صاحب الأبيات التي أداها، مشيدًا بإصراره على المنافسة من جديد، من جهته قال متعب بن كروز إن الأبيات كانت جميلة، والأداء ممتاز، مؤكداً أن الأداء كان كاملاً من جميع النواحي.
أما المؤدي السادس، مرضي فهد آل سويدان القحطاني من السعودية، فقد أشار شايع العيافي إلى أدائه الجميل، برغم أن صوته بدا مرهقًا، وأثنى حمود الجلوي على الأداء ووصفه بالجميل، مشيرًا إلى أن بصمة المؤدي كانت واضحة، فيما وصف متعب بن كروز أداء مرضي بالتميز، مشيرًا إلى أن له بصمة خاصة في اللحن، أما محمد بن مشيط، فقد أشاد بالأداء المتميز والصوت، لكنه أضاف ملاحظة بخصوص إرهاق الصوت، مؤكدًا ضرورة أن يكون الصوت قويًا وجيدًا في مثل هذه المسابقات.
المرور الثاني باللحن الحر
تألق المتنافسون الستة في المرور الثاني، الذي يعتمد على لحن حر من اختيار المؤدي، ويُمنح عنه 10 درجات من قبل اللجنة. بدأ الأداء مع أسامة بن عوضه آل جابر المري من السعودية، تبعه حمد سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات، ثم راشد آل جميان المري، وسالم مانع اليامي من السعودية، وبعدهما سلطان رشيد ناصر المري من الكويت، واختتم الأداء مع مرضي فهد آل سويدان القحطاني من السعودية.
وفي تعليقات اللجنة، أشاد محمد بن مشيط المري بأداء أسامة بن عوضه آل جابر المري، وأعرب عن أمنيته لو أن حمد سالم بن ملهي المزروعي اختار لحنًا إماراتيًا، وأكد أن الجميع قدموا أداءً جيدًا. من جهته، أثنى شايع العيافي على أداء المتسابقين، لكنه أشار إلى أنه كان يتوقع من راشد آل جميان المري تقديم المزيد. حمود الجلوي أشاد بدوره بجميع الأداءات، وخص سلطان رشيد ناصر المري بالذكر كونه قدم لحنه الخاص مع كلماته. أما متعب بن كروز المري، فقد أعرب عن إعجابه بالأداءات كافة، مشيرًا إلى أن أداء مرضي فهد آل سويدان القحطاني كان امتدادًا متميزًا لمروره الأول، برغم وجود بعض الإرهاق في صوته.
أول المتأهلين راشد آل جميان المري وسلطان المري
أسفرت نتائج درجات لجنة التحكيم عن تأهّل راشد آل جميان المري من السعودية بعد حصوله على 57 درجة، وسلطان المري من الكويت الذي حقق 55 درجة.
وجاءت بقية النتائج بحصول سالم اليامي، ومرضي فهد آل سويدان من السعودية على 54 درجة لكل منهما، بينما نال كل من أسامة بن عوضه آل جابر المري من السعودية، وحمد سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات 53 درجة.
وسيكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “المنكوس” حاسمًا في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنوا من التأهل مباشرة، حيث تُتاح للجمهور فرصة دعم نجومهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.