تصويت الجمهور يؤهل تشادي ولجنة التحكيم تؤهل سعودي وجزائرية

686

المرفأ…ابوظبي- عبير يونس

ما بين الروحانية والصوفية والقضايا الإنسانية تنوعت مواضيع المتنافسين في الحلقة الثالثة من الموسم الحادي عشر من برنامج «أمير الشعراء» وتأهل في نهايته الشاعر السعودي حسين علي آل عمار، والشاعرة الجزائرية نجوى عبيدات، إلى المرحلة الثانية بقرار لجنة التحكيم.

بينما أهل تصويت الجمهور عن الحلقة الماضية الشاعر التشادي جبريل آدم جبريل، لينضم إلى المتأهلين الإماراتي عبد الرحمن الحميري، والليبي عبدالسلام سعيد أبو حجر.

وأقيم البرنامج الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، مساء أمس الخميس على مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي وبث مباشرة على قناتي «أبوظبي» و«بينونة».

تنوع شعري:

 

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، والفنان السوري أسعد فضة، وجمهور كبير من محبي الشعر.

 

وأمام لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو. تنافس أربعة شعراء وهم بالإضافة للمتأهلين بقرار لجنة التحكيم المصري أحمد إمام، والموريتاني والـمختار عبدالله.

 

وكان أول شعراء الأمسية التي قدمها الإعلامي نيشان، الشاعر المصري أحمد إمام من مصر الذي ألقى قصيدة «سَفَر» التي قال الدكتور على بن تميم: «إنها اتشحت في أبياتها الأولى بالالتباس والوحشة والحيرة، وامتزجت فيها النار بالنور».

فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأن فيها «قدراً وافراً من المتعة والجمال، مشيراً إلى بعض ملامح التناص الديني فيها، لكن ما يؤخذ على القصيدة هو جنوحها إلى التفاوت في شعرية أبياتها، فأحياناً تسمو في التعبير، وأحياناً تضعف فيها البنية الفنية».  

وأشاد الدكتور وهب روميّة بالقصيدة وتراكيبها اللغوية والبلاغية، ووصفها بأنها تسمو بالضرورات إلى آفاق روحية رحبة، لكنّ فيها تقشفاً بلاغياً واضحاً. 

من ثم قرأ الشاعر السعودي حسين علي آل عمار قصيدة بعنوان «قَابَ حُلم أو أبعَد» وعنها قال الدكتور محمد حجو: «إن فيها ملمحاً فلسفياً تأملياً شفافاً ينتظم بناءها الفكري، يتمثل في صراع الذات ومشقتها النفسية للعبور من براءة الطفولة إلى لوثة الحياة، وأضاف أنه بغض النظر عن بعض التعبيرات اللغوية التي لا تناسب قوة وجمال القصيدة». 

من جانبه قال الدكتور وهب روميّة: «عبّر عن موضوع القصيدة مستعيراً لغة المتصوفة وتقاليدهم ممزوجةً بمعاناة الشعراء في رحلة الكشف الشعري».

وناقش الدكتور علي بن تميم موضوع القصيدة وقدّم عدداً الملاحظات حول ما يعوزها ليصبح موضوعها أكثر إقناعاً وواقعية. 

 جماليات القصيدة:  

بعنوان «سَبحٌ في الحُلم» ألقى الشاعر الموريتاني الـمختار عبد الله صلاحي قصيدته التي أشار الدكتور وهب روميّة إلى أن عنوانها يحيل إلى الحلم لكن أبياتها ما عدا بيتين تطغى عليها رؤية عقلية صارمة، كما أشار إلى أن ذات الشاعر لا تكاد تظهر في القصيدة إلا معتمدة على الآخر». 

ومن جانبه أشاد الدكتور علي بن تميم باستخدام الشاعر لفكرة القرين عن طريق شطر الذات إلى شطرين واقعي ومجازي، فيما تناول الدكتور محمد حجو بالتحليل عدداً من الإشارات التناصية التي حفلت بها القصيدة، مشيراً إلى أن بعضها لم يرق إلى التعبير عن القيمة الرمزية المتوخاة فبدا كأنه حشو في النص. وقال: «برغم لغته المتينة والمتماسكة لم يستطع ربط القارئ بسياق العنوان الجميل والموحي». 

وقرأت آخر المتنافسين الشاعرة الجزائرية نجوى عبيدات قصيدة بعنوان «بُرنُسٌ لأوجاعِ الغُربة» التي أشاد بها الدكتور علي بن تميم وقال: «نحن إزاء شاعرة تحاول التعبير عن قضايا المرأة العربية وأوجاعها وأحلامها، مشيراً إلى أن ذكر «البرنس» في القصيدة جعل التجربة شخصية أكث، مما يثير التساؤل هل نحن أمام تجربة شخصية أم عامة؟».

وقدم الدكتور محمد حجو بعض الملاحظات اللغوية لتصحيح عدد من التركيبات في القصيدة، ووقف بالتحليل على ما ورد في القصيدة من جماليات، فيما وصف الدكتور وهب روميّة القصيدة «بأنها تعبر عن أحلام شاعرة وأشواقها إلى وجود أكمل وأنقى في واقع كئيب، وقدم عدداً من الملاحظات بينت جماليات القصيدة ودلالاتها».  

الأثر الباقي:  

تحدث المتنافسون في الأمسية، عن الشعراء الذين تأثرت تجاربهم الشعرية بهم وبشعرهم، فقال أحمد إمام إنه توقف كثيراً عند تجربة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، وديوانه «مدينة بلا قلب» الذي أكد أنه غير وجهة نظره عن الكتابة الشعرية، بينما تحدث حسين علي آل عمار عن تأثره بالدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي (1940-210م) ووصفه بأنه قامة أدبية فارعة لا يخطئها الضوء.  

من جهته تحدث الـمختار عبد الله صلاحي عن الدكتور محمد ولد عبدي، ناصحاً الشباب بقراءة شعره وأن يتطرقوا للموضوعات التي تطرق إليها، فيما اختارت نجوى عبيدات الحديث عن الشاعر الشعبي ياسين أوعابد، وقالت إنه يلمس الروح والقلب من خلال قصائده التي يتغنى بها الشارع الجزائري، ويصور من خلالها هموم الإنسان البسيط. 

واستضافت الحلقة المباشرة الثالثة الفنانين أحمد الزميلي ومحمد بشار اللذين قدما لوحة موسيقية تغنيا فيها بأبيات متنوعة من عيون الشعر العربي في حقبه المختلفة، كما أعربا عن سعادتهما بالمشاركة بالأداء في «أمير الشعراء» هذا الموسم، وتناولا النمط الموسيقي الذي يؤديانه وعلاقته بالأغاني التراثية العربية. 

ليكتمل البرنامج  بالإعلان عن نتائج لجنة التحكيم وهي كالتالي: حصول  حسين علي آل عمار على 44 درجة من 50،

درجة من 50، وبهذا يتأهلان للمرحلة المقبلة. 

بينما أحمد إمام على 42 درجة، والـمختار عبدالله صلاحي على 32 درجة، وسينتقل الفائز منهما بتصويت الجمهور خلال هذا الأسبوع، إلى المرحلة التالية من المسابقة

قد يعجبك ايضا