أزمات مياه صيفية وانحباس المطر يضع الاردن أمام موسم صيفي صعب

746

المرفأ…مع دخول أول أيام موسم أربعينية الشتاء، والمعروفة بالمربعانية، أثار الأداء الضعيف للموسم المطري الحالي 2024 – 2025 حتى الوقت الراهن، مخاوف إزاء مواجهة موسم صيفي صعب، ما لم تحل أيام المربعانية دون ذلك.

وقد تعاني المملكة أزمات مياه صيفية في حال استمرار الانحباسات المطرية الراهنة، حيث باتت تبعات التغير المناخي واقعا ملموسا، خاصة وأن كميات الأمطار المتراكمة حتى منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، لم تتجاوز ما نسبته 4 % فقط من المعدل الموسمي العام، وفق الأرقام الرسمية لدائرة الأرصاد الجوية، بحسب الغد.

والقلق العام حيال الأداء الضعيف للموسم المطري الذي سجل “ثاني أضعف موسم مطري بعد الموسم المطري 1958 – 1959″، وفق السجل المناخي لمحطة رصد مطار عمان المدني، الذي يمتد لأكثر من 100 عام، تحول إلى تحد فاق المتوقع، ما استدعى ضرورة التفكير جديا، ومنذ اللحظة، بحسب خبراء في قطاع المياه، أكدوا أهمية وضع حلول عاجلة لمواجهة هذا الخطر في بلد يصنف أفقر دولة مائيا على مستوى العالم.

وهذا الأمر حذر أيضا من تبعاته وزير المياه والري رائد أبو السعود، الذي أشار خلال نقاشات اجتماع اللجنة المالية النيابية المنعقدة أخيرا مع وزارته، لتحديات وضع الموسم المطري الحالي 2024 – 2025، واصفا إياه “بالسيئ جدا”، مبينا أنه عادة ما يتم استثمار كميات الهطولات المطرية منذ بدء الموسم الشتوي في تخفيف إسالة المياه للزراعة، إلا أن انخفاض معدلات الهطولات المطرية المسجلة تحول دون ذلك.

وقال أبو السعود حينها إن من المتوقع أن يكون الموسم الصيفي صعبا جدا بناء على مؤشرات الهطولات المطرية المسجلة حتى الآن.

من جهته، أشار الناطق الرسمي باسم وزارة المياه والري عمر سلامة، في تصريحات صحفية، إلى أن السيناريوهات المتعلقة بالموسم المطري ما تزال في بدايتها، مؤكدا أن الوزارة تعمل بجد لتأمين احتياجات المواطنين من المياه بالحد المعقول رغم التحديات الكبيرة.

وفي سياق المخاوف المتوقعة نتيجة ضعف أداء الموسم حتى الآن، حذرت الخبيرة في دبلوماسية المياه ميسون الزعبي، من مجابهة انعكاسات سلبية متوقعة خلال الموسم الصيفي المقبل، جراء نقص الهطولات المطرية الحاد منذ بدء الموسم الشتوي الحالي 2024 – 2025.

ونبهت الزعبي إلى تحديات قد تواجهها وزارة المياه والري في حال استمرار الانخفاض المسجل في الهطولات المطرية، من حيث تأثير ذلك الانخفاض على المحاصيل الزراعية، موضحة أن ذلك يأتي من حيث جودتها، ومدى اعتماد هذه المحاصيل على الري ومدى استنزاف المياه الجوفية.

وقالت إنه “من الواضح أيضا أن انخفاض هطول الأمطار سيؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض نسبة المياه الجوفية في معظم الآبار والينابيع والسدود”، معتبرة أن نقص هطول الأمطار يشكل تحديا كبيرا للجهات الحكومية المعنية بهذا الشأن، وخاصة وزارة المياه والري.

ودعت إلى ضرورة التحرك الجاد والفاعل والعاجل من كافة الجهات أمام هذا الواقع الذي ينذر بأزمة مائية حادة، للحفاظ على المياه وحمايتها.

وأكدت أهمية توجيه كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي والفني ليكون قطاع المياه على رأس أولويات الحكومة، بغية تمكين القطاع من تنفيذ مشاريع إستراتيجية لجلب مصادر مياه غير تقليدية لسد العجز المائي الحالي والمستقبلي.

وأوصت أيضا بأهمية أن تقوم المؤسسات والمنظمات الدولية المانحة بالإسراع في وضع الخطط اللازمة للتعامل مع هذا الواقع، بالتنسيق مع إدارة قطاع المياه لضمان تزويد المواطنين باحتياجاتهم المائية بكفاءة عالية.

وأضافت: “لا بد من عقد اجتماع عاجل للحكومة لإعادة مناقشة خطة الإنتاج الزراعي وتعديل خطة المحاصيل الصيفية، بحيث تقتصر الزراعات المروية على الآبار، خاصة بمنع زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، مقترحة “البحث عن آلية لدعم المزارعين الملتزمين بالخطة المعدلة لتوفير مصادر دخل لهم، وتعويضهم عن زراعة المحاصيل المروية؛ وذلك لضمان تحقيق الثروة المائية وتجنب زيادة العجز المائي في الأحواض الجوفية، وهذا يحقق مصلحة وطنية وتنموية وبيئية واستدامة استخدام الموارد”.

ونادت الزعبي بضرورة تطوير أساليب جديدة لإدارة الموارد المائية، وإيجاد طرق واعية وفعالة لتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه، وموارد المياه العذبة، بحيث يتمكن متخذو القرار، بالإضافة إلى الشركات والمؤسسات العاملة في مجال ترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة المياه، من تحديد أفضل الإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من الهدر وتوفير المياه العذبة والآمنة والصحية لجميع الموارد البشرية.

من جانبه، استبعد الأمين العام الأسبق لسلطة المياه إياد الدحيات إمكانية الحكم على أداء الموسم المطري خلال فترة المربعانية منذ الآن، حيث يعتمد التقييم على الحالة الجوية والتنبؤات الجوية في حينه.

وأشار الدحيات إلى أن السجلات المناخية للمواسم المطرية، أظهرت أن الموسم المطري في المملكة يمتد من منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) حتى نهاية شهر آذار (مارس) من كل عام، حيث تشكل كميات الهطول المطري حتى نهاية شهر شباط (فبراير)، ما نسبته 80 % من معدل الموسم المطري، وبعد نهاية الشهر ذاته، ما نسبته 20% من المعدل نفسه.

وقال إن فترة مربعانية الشتاء للموسم المطري الحالي، تمتد من 22 كانون الأول (ديسمبر) ولغاية نهاية شهر كانون الثاني للعام 2025، حيث تشكل أمطار هذه الفترة ما نسبته 30 % من مجموع الموسم المطري العام على مستوى المملكة.

بدوره، أكد مدير إدارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب، في تصريحات سابقة، أن “ضعفا واضحا” في الأداء المطري شهده الموسم الحالي 2024 – 2025 في معظم مناطق المملكة، مشيرا إلى عدم تجاوز “كميات الأمطار المتراكمة حتى منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي ما نسبته 4 % فقط من المعدل الموسمي العام”.

وقال آل خطاب حينها إنه يستثنى من تلك المناطق، مناطق الأغوار والتي سجلت أعلى كميات هطول مطري في المملكة، إلا أنها “ما تزال أقل من المعدل المطلوب”.

وأضاف إن أداء الموسم المطري الحالي، يعتبر “ثاني أضعف أداء بعد الموسم المطري 1958 – 1959، وذلك وفق السجل المناخي لمحطة رصد مطار عمان المدني، الذي يمتد لأكثر من 100 عام”.

وتوقع أن تشهد المملكة حالة مطرية نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي، وخمس حالات خلال كانون الثاني (يناير) المقبل.

خبرني

قد يعجبك ايضا