المنافسة تشتعل في الحلقة الثانية: تألق وألحان حرة وترقب لحسم الجمهور
المرفأ….أبوظبي، الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
انطلقت مساء أمس “الاثنين” من على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي الحلقة المباشرة الثانية من برنامج “المنكوس” بموسمه الرابع، البرنامج الأول من نوعه المتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
تصويت الجمهور يضمن التأهل لسالم اليامي وحمد المزروعي
استهلت الحلقة المباشرة الثانية من برنامج “المنكوس” بعرض تراثي قدّمته فرقة بيشة الأولى للفنون الشعبية من المملكة العربية السعودية، تلا ذلك ترحيب مقدمة البرنامج العنود بدر بالحضور والمشاهدين وأعضاء لجنة التحكيم: محمد بن مِشيط المري، وشايع العيّافي، وحمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري، واستهلت الحلقة بالأبيات الشعرية:
في كلّ موسم يرتفع سقف الطموح
ومن السما تمطر هماليل المزن
تعدّدت لالحان والمنكوس رووح
يشدو به الطارق على بحر ووزن
ياللّي رفعت الصوت نبّشت الجروح
يلاحظون الناس في صوتك حزن.
وشهدت الحلقة عرض تقرير يلخص مجريات الحلقة الماضية، قبل أن يصعد المتسابقون الأربعة المتبقون بانتظار تصويت الجمهور الذي حسم النتيجة لصالح سالم مانع اليامي من السعودية بـ84 درجة، وحمد سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات بـ49 درجة، فيما خرج من المنافسة كل من مرضي فهد آل سويدان بـ48 درجة، وأسامة بن عوضه آل جابر المري بـ46 درجة.
أداءات متباينة وملاحظات حاسمة
افتتحت المنافسة بين المتسابقين الستة في الأمسية الثانية بالمرور الأول، حيث أدّى المشاركون لحن المنكوس الذي تُقيَّم فيه الأداءات بـ50 درجة من قِبل لجنة التحكيم، وبدأ الأداء مع ذيب صالح المري من السعودية، الذي نال إعجاب اللجنة وثناءها، إذ وصفه محمد بن مشيط المري بـ “بدايتها مسك”، مشيداً بثقة وجمال صوته وأدائه، وأشار شايع العيّافي إلى أن ذيب جمع بين الطرب والأداء الصحيح والمتميز، فيما أثنى حمود جلوي على تطور شخصية المؤدي في الشطر الثاني من أدائه، أما متعب بن كروّز المري، فقد لقّبه بـ “ذيب المنكوس”، كاشفاً أنه راهن عليه منذ تجارب الأداء حيث جمع بين قوة الشخصية والصوت.
أما المؤدي الثاني سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت، فقد شهد أداؤه تبايناً في آراء اللجنة، فأشار شايع العيّافي إلى أن دخوله كان على طبقة أقل من المناسبة لصوته، مع ارتباك في نهاية الجمل، لكنه أشاد بصوته وإتقانه اللحن، فيما أبدى حمود جلوي ملاحظات حول استخدام المدود في غير مواضعها الصحيحة، مما أرهق صوته، لكنه أشار إلى ظهور شخصيته مع البيت الرابع، أما متعب بن كروّز فرأى أن المتسابق لم يترك بصمته برغم جودة صوته، بينما أشار محمد بن مشيط المري إلى وجود انفلات في بعض مفاصل اللحن.
المؤدي الثالث سليم بن كدح الراشدي من الإمارات، أشار حمود جلوي إلى غياب الصوت والأداء المعتادين لديه، معتبراً أن أداءه اتسم بالعجلة، فيما وصف متعب بن كروّز الأداء بالجيد إجمالاً، لكنه لاحظ بعض الضعف في طريقة الأداء وقوة الصوت، أما شايع العيّافي فطلب منه رفع الطبقة الصوتية لتوسيع مساحات الصوت، بينما رأى محمد بن مشيط المري أن دخول المؤدي كان هادئاً مع عجلة في الأداء، وهما عنصران لا ينسجمان.
بعد ذلك، صعد إلى المسرح المؤدي الرابع، عايض آل فارع العبيدي من السعودية، الذي حاز إشادات وملاحظات متوازنة، إذ أثنى متعب بن كروّز على صوته وإتقانه اللحن، لكنه تمنّى لو أنه مدّ اللحن في بقية الأبيات كما فعل في البيت الأخير الذي كان متميزاً، ولاحظ محمد بن مشيط بعض الانفلات في اللحن بالبيت الأول، لكنه أشاد بأدائه في الأبيات التالية، بينما أكد شايع العيّافي أن الارتباك بدا واضحاً في البداية، لكن الأداء تحسن تدريجياً، فيما أشار حمود جلوي إلى أن عدم حفظ النص أثر سلباً على تركيز المؤدي، برغم قوة صوته وأدائه.
ومع دخول المؤدي الخامس علي محمد وازع القحطاني من السعودية، ارتفعت وتيرة المنافسة، فقد أشار محمد بن مشيط إلى وجود فرق واضح بين مستوى البيتين الأولين والأخيرين، حيث ظهرت بصمة المؤدي في البيتين الثالث والرابع، وأثنى شايع العيّافي على الثقة والحضور، لكنه أشار إلى ضعف السيطرة على نهاية الجمل، فيما أوضح حمود جلوي أن ضعف النفس واستخدامه في غير مواضعه الصحيحة أثّرا على الأداء، بينما وصف متعب بن كروّز المؤدي بالمغامر الذي قدّم لحناً أصيلاً ومحترفاً في البيتين الثالث والرابع، برغم الارتباك في البداية.
المؤدي السادس، متعب بن محمد الصيعري من السعودية، أظهر شخصية فنية مميزة أثارت إعجاب اللجنة، فقد عبّر شايع العيّافي عن سعادته بالأداء، مشيراً إلى اختيار طبقة صوتية مناسبة برغم بعض عدم الانضباط، وأشاد حمود جلوي بشخصية المؤدي، لكنه لاحظ ارتباكاً في البداية مع بروز الإبداع في البيت الثاني، من جانبه أشار متعب بن كروّز إلى تحسن الأداء في البيتين الثالث والرابع، داعياً المتسابق إلى تحسين حفظ النصوص، وهو ما أكده محمد بن مشيط، الذي أشاد بالصوت الطربي واختيار النص المناسب.
المنافسة تزداد حماسةً في المرور الثاني
تألق المتنافسون الستة في المرور الثاني، الذي يعتمد على لحن حر من اختيار المؤدي، ويُمنح عنه 10 درجات من قبل اللجنة، بدأ الأداء مع ذيب صالح المري من السعودية، تلاه سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت، ثم سليم بن كدح الراشدي من الإمارات، من بعده عايض آل فارع العبيدي وعلي محمد وازع القحطاني ومتعب بن محمد الصيعري من السعودية على التوالي.
في تعليقات لجنة التحكيم، أثنى محمد بن مشيط المري على التحسن الملحوظ في أداء سالم العجمي وسليم بن كدح، معتبراً أن الجميع قدّم أداءً جيداً، بينما أشار شايع العيّافي إلى أن ذيب المري قدّم أداءً متجرداً من الضغوطات، وأعرب عن إعجابه بأداء عايض العبيدي، الذي نجح في الانتقال بين نغمتين بمهارة.
من جهته، أشاد حمود جلوي بجميع المشاركين، موجهاً إلى علي محمد القحطاني عبارة “واثق الخطوة يمشي ملكاً”، كما أبدى إعجابه الكبير بثقة وإحساس متعب الصيعري، في السياق نفسه، أثنى متعب بن كروّز على الأداء العام للمتسابقين في المرور الثاني، مؤكداً أن جميعهم أظهروا تحسناً كبيراً.
تأهل مباشر لذيب المري وعلي القحطاني
أسفرت نتائج تصويت لجنة التحكيم عن تأهل ذيب صالح المري من السعودية بعد حصوله على 59 درجة، يليه علي محمد وازع القحطاني من السعودية بـ56 درجة، ليضمن كلاهما الانتقال المباشر للمرحلة المقبلة.
أما بقية المتسابقين، فجاءت نتائجهم متقاربة، حيث حصل كل من عايض آل فارع العبيدي ومتعب محمد الصيعري من السعودية على 55 درجة، وسليم بن كدح الراشدي من الإمارات على 54 درجة، في حين نال سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت 53 درجة.
وسيكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “المنكوس” حاسمًا في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنوا من التأهل مباشرة، حيث تُتاح للجمهور فرصة دعم نجومهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.