عبدالرحمن عنايت: استضافة مونديال 2034 يؤكد مكانة المملكة المتنامية على الساحة العالمية

578

 

المرفأ…جده – سميرة القطان

تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034، بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميًا فوزها بحق تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير، وتُعد هذه الخطوة إنجازًا تاريخيًا للمملكة، حيث تُنظم لأول مرة في تاريخها الرياضي أحد أبرز الأحداث الكروية على مستوى العالم.
ويعكس هذا الاختيار المكانة المرموقة التي أصبحت المملكة تتمتع بها على الساحة الرياضية الدولية خلال السنوات الأخيرة، حيث جاء القرار بعد أن أصبحت السعودية المرشح الوحيد لاستضافة البطولة، مما يعزز مكانتها كمركز رياضي عالمي رائد.
رؤية 2030
يأتي هذا الإنجاز الرياضي ضمن من الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تعزيز الحضور العالمي للمملكة وتنويع اقتصادها من خلال تطوير قطاعات الرياضة، والسياحة، والترفيه، وقد شهدت المملكة في الأعوام الأخيرة تطورًا ملحوظًا في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل سباقات الفورمولا 1، ونزالات الملاكمة العالمية، وبطولات كرة القدم التي شارك فيها نخبة من أبرز نجوم الرياضة العالميين.
نمو رياضي
حقق القطاع الرياضي السعودي نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 2.4 مليار ريال إلى 6.5 مليار ريال بين عامي 2020 و2021، بمعدل نمو بلغ 170%. كما شهدت أندية الدوري السعودي قفزة استثمارية ملحوظة، إذ أصبح دوري روشن السعودي ثالث أكثر الدوريات العالمية ربحًا من حيث إيرادات الرعاية، مع زيادة كبيرة في الانتشار الإعلامي، حيث ارتفع عدد الدول التي تبث مبارياته من 10 دول في 2015 إلى أكثر من 130 دولة في 2023.
فرصة عالمية
في هذا السياق، صرّح عبدالرحمن عنايت، الشريك المؤسس لـــ W7Worldwide للاستشارات الاستراتيجية والإعلامية: “استضافة كأس العالم 2034 FIFA تمثل إنجازًا تاريخيًا للمملكة العربية السعودية، حيث تعكس بوضوح المكانة المتنامية للمملكة على الساحة العالمية، كما تؤكد التزام المملكة بتعزيز التعاون الدولي من خلال الرياضة، وستكون هذه البطولة فرصة لإبراز ثقافتنا الغنية، وتقديم مثال حي عن حسن ضيافتنا، فضلًا عن تسليط الضوء على بنيتنا التحتية المتطورة التي تواكب أحدث المعايير العالمية”.
استثمارات ضخمة
من المتوقع أن تشمل استعدادات بطولة كأس العالم 2034 استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية الرياضية، بما في ذلك إنشاء ملاعب حديثة وفقًا لأعلى المعايير العالمية، وتعزيز شبكات النقل والسياحة لاستقبال ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وفي هذا السياق، أعلنت المملكة عن خطط لبناء 15 ملعبًا متطورًا في خمس مدن رئيسية هي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم، منها 11 ملعبًا جديدًا بالكامل، ومن المقرر أن تستضيف مدينة نيوم مراسم قرعة البطولة.
تطوير المواهب
كما تسعى المملكة إلى تعزيز الاستثمار في الأكاديميات الرياضية عبر جذب أندية عالمية لافتتاح فروع لها داخل المملكة، مع تمكين الأندية المحلية لتحسين كفاءة الأكاديميات الحالية، وذلك بهدف تطوير المواهب الرياضية السعودية ورفع مستوى التنافسية العالمية.
وتؤكد استضافة المملكة لكأس العالم 2034 دورها المتزايد في الرياضة الدولية، مما يرسخ مكانتها كلاعب رئيسي على الساحة العالمية، ويعكس طموحها الكبير لتحقيق أهداف رؤية 2030، وتنويع مواردها الاقتصادية، وتحقيق التنمية المستدامة.

قد يعجبك ايضا