“المنكوس” يحقق نجاحًا استثنائيًا في إحياء التراث وجذب الأجيال الشابة
المرفأ…حقق برنامج “المنكوس” نجاحًا لافتًا في تعزيز الهوية الثقافية للمنطقة العربية، حيث استطاع أن يجمع بين الفن الشعبي والتراثي والابتكار ليصبح منصة ثقافية متميزة، خاصة في جذب الفئات الشابة.
ويتفق جميع من شاركوا في فعالياته على أن البرنامج لم يقتصر على إحياء الفن الشعبي، بل أتاح للشباب فرصة فريدة للتفاعل مع ثقافاتهم وهويتهم التاريخية في وقت تسيطر فيه التكنولوجيا على حياتهم اليومية، من الإمارات إلى السعودية ولبنان، تتوالى الآراء الإيجابية التي تشيد بمستوى التنظيم والتطور المستمر، ما يعكس رغبة القائمين على البرنامج في تحقيق تفاعل مستدام مع الجمهور العربي.
وقال أحمد عبدالله الهلالي من الإمارات إن هذا النجاح اللافت الذي حققه برنامج المنكوس يعود إلى الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للبرامج التراثية، مؤكدًا أن فكرة “المنكوس” تمثل خطوة متميزة في إعادة إحياء الفن الشعبي الأصيل، مضيفا أن البرنامج يشكل فرصة مهمة لتعريف الجيل الجديد بفن قد يكون غريبًا عليه، مشيرًا إلى أن الكثير من الشباب اليوم لا يعرفون ما هو “المنكوس” وما يرمز إليه من موروث ثقافي غني.
وأثنى الهلالي على نجاح البرنامج في جذب الجمهور الشاب، وهو أمر نادر في وقت تهيمن فيه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على حياة الجيل الجديد. وأكد أن هذا الحضور الواسع من الفئة الشابة يدل على تمسكهم بهويتهم الثقافية، ويعكس أيضًا أن “المنكوس” أصبح منبرًا مهمًا للتواصل بين الماضي والحاضر. وأضاف أن البرنامج شهد تطورًا ملحوظًا مع مرور كل موسم، حيث أشار إلى زيادة قيمة الجوائز، وتطور الديكور، وكذلك إضافة عضو رابع إلى لجنة التحكيم في الموسم الثالث، وهو ما يعكس رغبة القائمين على البرنامج في تطويره باستمرار. كما لفت إلى أن زيادة عدد الجمهور في الحلقات الأخيرة دليل على انتشار البرنامج خارج حدود دولة الإمارات.
من جانبه، عبّر عبدالله القحطاني من السعودية عن إعجابه الكبير بالبرنامج، مؤكدًا أنه جاء خصيصًا من السعودية لحضور برنامج “المنكوس”. وقال القحطاني: “البرنامج يعيدنا إلى جذورنا ويحفزنا على الابتعاد عن الانشغال بالتكنولوجيا، ليعيد لنا التركيز على ثقافتنا وتراثنا. ويُظهر لنا تميز المشتركين الذين يمتلكون قدرات صوتية وأدائية استثنائية، تجعل كل حلقة من البرنامج تجربة فنية مميزة. وأشاد القحطاني بلجنة التحكيم، حيث وصفها بأنها نموذج للنزاهة والشفافية، واعتبر أن تقييماتها كانت واقعية وصريحة، ما يضيف مصداقية عالية للبرنامج. كما تحدث عن التنظيم الرائع، مشيرًا إلى أنه وجد كل شيء منظمًا بشكل احترافي، بدءًا من استقبال الحضور وصولًا إلى جودة الإضاءة والديكور في المسرح.
من ناحيته، أكد الشاعر خالد الجابر من أبوظبي أن برنامج “المنكوس” يساهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية لمجتمعات الجزيرة العربية، حيث يعكس الموروث الشعبي بشكل يُشجّع على الحفاظ على هذا التراث الثري. وأشار الجابر إلى أنه تابع البرنامج في مواسمه السابقة، ولاحظ تطورًا مستمرًا في جميع عناصره من الجوائز إلى الديكور، وأشاد بحيادية لجنة التحكيم وشفافيتها في تقييم المشاركين. وأضاف أنه يتمنى أن يتم توسيع نطاق المسابقات في المستقبل بإضافة فنون صوتية أخرى مثل “الونة” و”التغرودة” و”الشلات البحرية والبرية”، لتقديم تجربة أكثر تنوعًا.
أما ساري السند من لبنان، فقد كان هذا أول حضور له لبرنامج “المنكوس”، وأعرب عن إعجابه الكبير بالمحتوى الثقافي والتراثي للبرنامج، مشيرًا إلى أن “المنكوس” يعزز حب التراث في نفوس الشباب، ويُسهم في توعية الأجيال الجديدة بقيم وتقاليد المجتمعات العربية. وأشاد السند بتنظيم البرنامج الذي وصفه بأنه متقن ومبدع، واعتبر الجهة المنظمة قد قدمت إنجازًا عظيمًا في جعل التراث يحظى بتقدير وتفاعل من الجمهور الشاب. كما أثنى السند على اللجنة، التحكيمية وأكد أنها تقدم تقييمات موضوعية وآراء شفافة، مع التركيز على تحسين أداء المشتركين من خلال تقديم نصائح وانتقادات بطريقة محترمة ولبقة. وفي ختام حديثه، اقترح السند أن يتم إشراك الجمهور في التصويت في المواسم المقبلة باستخدام أجهزة تصويت تُوزع على الحضور، لتعزيز التفاعل بين البرنامج والجمهور.