الإماراتي عبدالرحمن الحميري يتأهل إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»

382

 

 

 

المرفأ…أبوظبي، 17 يناير 2025

شهد مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس «الخميس» منافسات الحلقة السابعة المباشرة من برنامج «أمير الشعراء» بموسمه الحادي عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، وتبارى في الحلقة التي بُثت على قناتي «أبوظبي» و«بينونة»، الشعراء عبدالرحمن الحميري من الإمارات، وعبدالواحد عمران من اليمن، ومحمد إدريس من العراق، ومحمد زياد شودب من سوريا، ونجوى عبيدات من الجزائر.

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، جمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وقررت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، تأهيل الشاعر عبد الرحمن الحميري من الإمارات بحصوله على 46 درجة من 50، بينما أحرز عبدالواحد عمران 45 درجة، ومحمد زياد شودب 45 درجة، ومحمد إدريس 42 درجة، ونجوى عبيدات 40 درجة، وسينتقل واحد منهم بتصويت الجمهور إلى المرحلة التلية.

وجاءت نتيجة تصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي بتأهل الشاعر المختار عبدالله صلاحي من موريتانيا بعد حصوله على 75 من 100 درجة، لينتقل إلى المرحلة التالية رفقة الشاعر يزن عيسى من سوريا الذي تأهل بقرار لجنة التحكيم في الحلقة الماضية.

وافتتح المنافسات في الأمسية الشاعر عبدالرحمن الحميري من الإمارات بقصيدته «القيامة» التي حازت إشادة الدكتور علي بن تميم الذي وصفها بأنها مليئة بالفانتازيا والدراما والتصوير السينمائي، منوهاً بفكرة القصيدة التي قال إنها فكرة معاصرة، والشاعر يلتقط فيها المهمل بالكامل في تفكير الشعرية العربية، ثم استطاع أن يبني بناء محكماً قدم من خلاله الحكمة.

فيما قدم الدكتور محمد حجو قراءة نقدية حلل من خلالها بنية القصيدة متناولاً تناصاتها ورموزها مشيداً بسلاسة اللغة وجمال التصوير والابتكار الفني والموسيقى ووحدة الموضوع في القصيدة.

وتناول الدكتور وهب روميّة دلالة اختيار موضوع القصيدة الذي قال إنه يدل على رغبة الشاعر العميقة في التميز والاختلاف والتخفف من أعباء الواقع وهمومه، كما يدل على نزعة إنسانية نبيلة. وأضاف أن الشاعر استطاع ابتداع صور موسومة بالفتنة والبهاء تحقق وظيفة الشعر الجمالية.

ثاني المتنافسين في الأمسية كان الشاعر عبدالواحد عمران من اليمن بقصيدته «وجه يكمل نحّاتَه» التي أضاء الدكتور محمد حجو جوانب من جمالياتها منوهاً بصورها الشعرية وقال إن لغتها سلسة ومنسابة فيها رموز معبرة.

وقال الدكتور وهب روميّة إن موضوع القصيدة ذو طابع فلسفي والقصيدة يجب أن تقرأ في ضوء ذلك، مشيداً بالتدرج والنمو في بناء الهوية في القصيدة، وأن بناءها كلها على رمز الوجه حقق وحدتها العضوية وحداثتها.

أما الدكتور علي بن تميم فذهب إلى القصيدة منذ عنوانها تطرح سؤالاً مهماً عن: من الذي يكمل الآخر؟ وناقش تناول القصيدة لموضوع الهوية، مشيراً إلى أن فيها كداً ذهنياً واضحاً.

الشاعر محمد إدريس من العراق كان ثالث نجوم الأمسية بقصيدته «شكوى السندباد لأبوظبي»، التي أشار الدكتور وهب رومية إلى أنها تكشف عن قلق الإنسان المعاصر وحيرته، وعن يأس وقنوط من جدوى الفن.

وناقش الدكتور علي بن تميم استخدام الشاعر لرمز السندباد ودلالاته في العنوان، وموقفه من الوطن، فيما وصف الدكتور محمد حجو القصيدة بأنها شكوى رشيقة العبارة خفيفة على القلب بلغة واضحة وفكرة مفهومة، مما جعلها ضمن السهل الممتنع، مشيداً بلغتها وجمال تصويرها برغم بعض التفاوت أحياناً بين شطري البيت الواحد.

المتنافس الرابع محمد زياد شودب من سوريا ألقى قصيدته «سورة العناق» وأشاد الدكتور علي بن تميم بها وبالقيم التي تدعو إليها مشيراً إلى أنها تتوزع بين الحب والتسامح وأيضاً عدم القدرة على النسيان، وقال إن في القصيدة خطابية لكن في سياق شعري جميل.

وقدم الدكتور محمد حجو قراءة في السياقات الرمزية للقصيدة، وقال إن فكرتها ذات منحى إنساني، مشيراً إلى أن بنية القصيدة فيها تموج بين الأداء البليغ وبعض الخفوت في مستوى التصوير الذي يتبعه صوغ نثري وبعض التراكيب البعيدة عن روح الشعر.

فيما ناقش الدكتور وهب روميّة عنوان القصيدة وافتتاحيتها والظلال الدلالية المحيطة بهما، وقال إن معجم القصيدة متجانس مع الحالات التي تصورها، وأعرب عن إعجابه بقوة التصوير في القصيدة.

المتنافسة الأخيرة في الأمسية كانت نجوى عبيدات من الجزائر بقصيدتها «مرايا لعازفة على الجرح»، التي قرأ الدكتور محمد حجو جوانبها الدلالية وناقش ما تحويه من أفكار في سياقاتها المعنوية، وقال إن في النص ما يكفي من العناصر لوحدته الموضوعية منها المعجمي والدلالي، لكن فيه أيضاً بعض التعثرات في التعبير.

فيما قدم الدكتور وهب روميّة إضاءة نقدية للقصيدة، وتناول بعض رموزها منها رمز المرايا الذي قال إنه يشير لرحلة اكتشاف الذات لهويتها، وأشاد كذلك بمطلع القصيدة الذي وصفه بأنه عامر بالجمال والموسيقى، وبصور القصيدة.

الدكتور علي بن تميم قال إن ثنائية النسائية والذكورة واضحة في القصيدة بعدة دلالات، مشيراً إلى أن القصيدة تعبر عن أسى شفيف، وأن هناك أبياتاً تفيض بالشاعرية، وحاور أبيات القصيدة وما حملته من علامات، لكنه أشار إلى وجود بعض الاستخدامات غير المناسبة في القصيدة.

وفي المعيار الإضافي للمنافسة بين الشعراء الذي يحصل كل متنافس فيه على تقييم من 15 درجة، جارى الشعراء ارتجالاً المثل العربي “إن الطيور على أشكالها تقع”.

واستضافت الحلقة الشاعر مساعد بن طعساس الحارثي، حامل بيرق “شاعر المليون” في موسمه العاشر، والشاعرة عائشة السيفي حاملة لقب «أميرة الشعراء» في الموسم العاشر، في مجاراة شعرية، حيث قرأت الشاعرة عائشة السيفي أبياتاً فصيحة جاراها الشاعر مساعد بن طعساس الحارثي بقصيدة نبطية، فيما جارت بدورها أبياتاً نبطية له بأخرى فصيحة، وتوافقت الأبيات من حيث الوزن والموضوع والقافية.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا