«أمير الشعراء» يختتم المرحلة الثانية من موسمه الحادي عشر

388

 

المرفأ….أبوظبي، 24 يناير 2025

اختتم برنامج «أمير الشعراء» الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث، المرحلة الثانية من موسمه الحادي عشر، بمنافسات الحلقة الثامنة المباشرة التي بُثت مساء أمس «الخميس» من مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي على قناتي «أبوظبي» و«بينونة»، وتنافس فيها الشعراء أسماء الحمادي من الإِمارات، وسرى علوش من مصر، وعبدالسلام سعيد أبوحجر من ليبيا، وعثمان الهيشو قرابشي من المغرب، وعماد أبو أحمد من ألمانيا.

حضر الحلقة الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث، وأعضاء اللجنة الاستشارية للبرنامج الدكتور محمد أبو الفضل بدران، والدكتور عماد خلف، والشاعر رعد بندر، وجمهور من الشعراء والإعلاميين والأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وجاء قرار لجنة التحكيم المكونة من الدكتور علي بن تميم، والدكتور وهب رومية، والدكتور محمد حجو، بتأهل الشاعر عثمان الهيشو قرابشي من المغرب بحصوله على 47 درجة من 50، بينما أحرز عماد أبو أحمد 46 درجة، وأسماء الحمادي 40 درجة، وعبدالسلام أبوحجر 40 درجة، وسرى علوش 38 درجة، في انتظار أن يكمل واحد منهم عقد المتأهلين إلى المرحلة الثالثة بتصويت الجمهور.

وكانت نتيجة تصويت الجمهور خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن تأهل الشاعر عبدالواحد عمران من اليمن بعد حصوله على 95 درجة من 100، لينتقل إلى المرحلة التالية رفقة الشاعر عبدالرحمن الحميري من الإمارات الذي تأهل بقرار لجنة التحكيم في الحلقة الماضية.

وسيتنافس الشعراء الستة المتأهلون في المرحلة قبل النهائية التي تتكون من حلقة واحدة تمنح فيها لجنة التحكيم الدرجات بنسبة 30%، ويجري التصويت مع نهاية الأمسية ولمدة أسبوع من قبل المشاهدين الذين لهم التصويت بنسبة 40% من الدرجات.

وفي المرحلة النهائية المكونة من حلقة واحدة يواصل الشعراء الستة التنافس للظفر باللقب، وتمنح اللجنة الشعراء نسبة الـ 30% المتبقية من الدرجات، ويتم في نهاية الحلقة جمع درجات اللجنة مع درجات التصويت، لتعلن النتائج النهائية، وتحدد المراكز من السادس وصولاً إلى المركز الأول الفائز بـ مليون درهم ولقب «أمير الشعراء» للموسم الحادي عشر.

وافتتحت الأمسية الشاعرة أسماء الحمادي من الإمارات بقصيدتها «سيرتُها.. بين البحر والضياء» التي ناقش الدكتور علي بن تميم جمالياتها، وذهب إلى أنها برغم قصرها حكت قصة صعود الإمارات من أعماق البحر حتى ذرى الفضاء مشيداً باستهلالها الذي رأى أنه أظهر شعرية رفيعة.

الدكتور محمد حجو من جهته قدم قراءة في دلالات القصيدة وصورها وبنيتها، وقال إن بها جمالاً في الصوغ والتعبير والرشاقة اللغوية، فيما قرأ الدكتور وهب روميّة رموز القصيدة مشيداً ببراعة الشاعرة في الاقتصاد اللغوي لرسم الصور، وقال إنها أحسنت في رسم مشهد الحياة القديمة برموزه المعروفة، ومشهد العالم الجديد، لكنه أخذ على القصيدة وقوفها عند سطح الحياة الظاهر من دون تعمق.

المتنافسة الثانية كانت الشاعرة سرى علوش من مصر التي ألقت قصيدتها «محاولة أخيرة لاقتناص المعنى» التي أشاد الدكتور محمد حجو بالتصوير فيها وببنائها التعبيري ولغتها، وقال إن فيها سلاسة وموسيقى لغوية، كما أن فيها شطحات فلسفية، وختم بأنها تدعو لإعادة قراءتها كل مرة.

أما الدكتور وهب روميّة فوصف القصيدة بأنها نص حداثي غامض قابل لقراءات شتى، متناولاً الرموز المفتاحية لتلك القراءات ودلالاتها النقدية، وقال إن القصيدة كلها تعبر عن عجز الإنسان أمام الموت، مشيراً إلى أن فيها صوراً بديعة وثراء موسيقياً أخاذاً.

أما الدكتور علي بن تميم فقال في تحليله للقصيدة إن الشاعرة تقدم فيها رثاء من نوع مختلف، فهو رثاء للذات على لسان المتوفى الذي يسائل الحياة ويحاكمها، مشيراً إلى أنها منسجمة مع عنوانها، ووصفها بأنها تميل إلى اليأس واللاجدوى.

وكان ثالث نجوم الليلة هو الشاعر عبدالسلام سعيد أبو حجر من ليبيا بقصيدته «للحياة فكرة أخرى» التي قال عنها الدكتور وهب رومية إنها احتوت أفكاراً كثيرة تأتي أصول معانيها من سياق شعري عريق، وإن الشاعر بموهبته أعاد إنتاج هذه الأصول وطبعها بطابعه الخاص، متوقفاً عند بعض الرموز التي حملتها القصيدة وطرق توظيفها، ليخلص إلى أن الشاعر استطاع كتابة قصيدة جديدة تتسم صورها بالحسن والبهاء.

ووصف الدكتور علي بن تميم الشاعر بأنه صياد ماهر لمعنى الحياة، وأن قصيدته فيها لغة تصويرية راقية وقدرة على التأمل والغوص عميقاً لتصوير الوجه الآخر للحياة، فيما استعرض الدكتور محمد حجو المعاني والأفكار التي حملتها القصيدة، مشيراً إلى تحقق وحدة الموضوع فيها، ومنوهاً بلغتها التي قال إنها تقترب أحياناً من المباشرة لكنها تعبر عن الفكرة التي انطلق منها الشاعر.

رابع المتنافسين الشاعر عثمان الهيشو قرابشي من المغرب ألقى قصيدته «من بريد الغيب» التي قال الدكتور علي بن تميم في ملاحظاته عنها إنها احتوت مجموعة من الرسائل، مشيداً بميلها إلى التفاؤل، لكنه أشار إلى نزوعها إلى النصح والأوامر، وهو ما رأى أنه جفف شعريتها، كما أشار إلى أن بالقصيدة أكثر من صوت والانتقال بينها يشتت القارئ.

أما الدكتور محمد حجو فذهب إلى أن بالقصيدة رؤية صوفية تتدرج من التيه إلى الصفاء والنورانية، محللاً تناصاتها وبنيتها الفكرية وجمالياتها اللغوية، واتفق الدكتور وهب روميّة بدوره مع رأي الدكتور محمد حجو في أن القصيدة صوفية، وقارب في تحليله تماسها مع أفكار المتصوفة وأشعارهم ومفاهيمهم، ووصفها بأن فيها شلالاً من الصور البديعة.

آخر متنافس في الأمسية كان الشاعر عماد أبو أحمد من ألمانيا بقصيدته «ظلال صومعة جرمانيّة» التي وصفها الدكتور محمد حجو بأنها نوستالجيا أو قصيدة طللية من نوع آخر، محللاً معمارها المفهومي والشعري، فيما قال الدكتور وهب روميّة إن في القصيدة مذاق مرارة الفقد، كما أن فيها الكثير مما يثير الإعجاب ويكشف عن شاعرية مطبوعة بصور بديعة وتراكيب رشيقة متدفقة، وتناول الدكتور علي بن تميم البناء الأسطوري في القصيدة طارحاً عدة تساؤلات في سياق القصيدة، مشيراً إلى أنه لم يرصد فكرة الحنين للوطن فيها وأن القصيدة فيها شيء من الافتعال.

وفي المعيار الإضافي للمنافسة بين الشعراء الذي يحصل كل متنافس فيه على تقييم من 15 درجة، ارتجل كل شاعر بيتين في ثلاث دقائق بشرط استخدام الجناس التام فيهما على قافية موحدة للجميع تم اختيارها بالقرعة.

كما استضافت الحلقة في مجاراة شعرية كلاً من الشاعر محمد آل مداوي الوادعي من السعودية الحاصل على لقب “شاعر المليون” في الـموسم الحادي عشر، والشاعرة شيخة الـمطيري من الإمارات أوّل شاعرة عربية تصل إلى وصافة “أمير الشعراء” وذلك في الموسم الثامن من البرنامج.

وقرأ الشاعر محمد آل مداوي الوادعي قصيدة نبطية جارتها الشاعرة شيخة الـمطيري بأبيات فصيحة، ثم جارى بدوره أبياتاً فصيحة لها بأخرى نبطية، وتوافقت الأبيات من حيث الوزن والموضوع والقافية.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا