الملكة رانيا العبدالله تطالب بتطبيق عالمي غير مشروط لحقوق الأطفال

377

المرفأ… طالبت جلالة الملكة رانيا العبدالله بضرورة التطبيق العالمي وغير المشروط لحقوق الأطفال، متسائلة كيف سمحنا لإنسانيتنا الوصول إلى واقع يتقبل معاناة بعض الأطفال، على أساس اسمهم أو عقيدتهم أو مكان ولادتهم؟ حيث يتحدد مصير كل طفل وفقاً لفاصل زائف بين “أطفالنا” و”أطفالهم”؟.

جاء ذلك في كلمة لجلالتها اليوم الاثنين خلال مشاركتها في القمة الدولية لحقوق الأطفال التي استضافها الكرسي الرسولي في الفاتيكان.وجاءت كلمة جلالة الملكة رانيا العبدالله بعد كلمة افتتاحية ألقاها قداسة البابا فرنسيس في جلسة بعنوان “حقوق الطفل في العالم المعاصر”.

وقدمت جلالتها الشكر لقداسة البابا فرنسيس على عقد القمة، وعلى التزامه غير المشروط تجاه أطفال العالم، مشيرة إلى ما قام به قداسته قبل سنوات، من نشر مجموعة من الرسائل التي وصلته من أولاد وبنات من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب ردوده عليها. وذكرت جلالتها بإحدى الرسائل التي تضمنت سؤالاً من طفل لاجئ اسمه محمد سأل فيها “هل سيعود العالم كما كان في الماضي؟”

وقالت ان هذا السؤال يؤرق ملايين الأطفال، ممن قُلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب الحرب. وهو سؤال ما من إجابات سهلة له.

وأضافت ان “اتفاقية حقوق الطفل هي المعاهدة التي حظيت بأكبر عدد من التصديقات في التاريخ. فمن الناحية النظرية، الإجماع واضح: كل حق لكل طفل. ومع ذلك، يتم استثناء الكثير من الأطفال حول العالم من ذلك الالتزام – خاصة في مناطق النزاعات. والأسوأ أن الناس أصبحوا غير مبالين بآلامهم.”

وقالت جلالتها “اليوم، يعيش واحد من كل ستة أطفال على وجه الأرض في مناطق متأثرة بالنزاع. واحد من ستة. يومياً، العشرات منهم إما يُقتلون أو يشوّهون. يُسلبون من كل حق… في الحياة والأمان، وأيضاً في التعليم والصحة والخصوصية والحماية من الإساءة”.

وأكدت على انه في خضم الحرب لا يوجد ما يحمي الأطفال من أقسى نزوات البشر. موضحة ان “ضحايا الحروب الأصغر سناً يُسلبون من حقهم الإنساني الأساسي – الحق في الطفولة. وتُبرر هذه الجريمة بأخرى: إقصاؤهم عن عالم الطفولة كلياً. يتم شيطنتهم وإظهارهم كأشخاص أكبر سناً وتصويرهم على أنهم يشكلون تهديداً أو نبذهم على أنهم دروع بشرية”.وقالت جلالتها “من فلسطين إلى السودان ومن اليمن إلى ميانمار وغيرها، يسبب هذا “التجريد من الطفولة” شروخاً في تعاطفنا.” “ويسمح للسياسيين بالتملص من المسؤولية… وتقديم الأجندات الضيقة على حساب المسؤوليات الجماعية”.

وفي كلمتها أشارت جلالتها إلى دراسة حول الحالة النفسية لأطفال غزة الأكثر عرضة للخطر حيث أفاد 96% منهم بشعورهم أن موتهم وشيك. وقال ما يقارب نصفهم أنهم يرغبون في الموت. وقالت “لا أن يصبحوا رواد فضاء أو رجال إطفاء كبقية الأطفال – أرادوا الموت”.

وبينت جلالتها ان الالتزامات العالمية تكون جوفاء دون تطبيق متساوٍ. موضحة انه “إذا كان بالإمكان إنكار حق ما، فهو ليس بحق على الإطلاق، بل امتياز تتمتع به قلة محظوظة.”

وقالت مع مرور ساعات هذا اليوم، ودراسة حقوق الأطفال من كل زاوية، لا يمكننا إغفال أولئك الذين يستيقظون كل يوم متسائلين: “هل سيعود العالم كما كان في الماضي؟”

وفي كلمته الافتتاحية، أكد البابا فرنسيس أن حياة الملايين من الأطفال تُشوه بسبب الفقر والحرب والظلم والاستغلال والافتقار للتعليم. وأن ما رأيناه مؤخراً بشكل مأساوي – خاصة موت الأطفال تحت القصف أمر غير مقبول، وأن لا شيء يستحق التضحية بحياة طفل. فقتل الأطفال يعني الحرمان من المستقبل.

وتم تنظيم القمة من قبل اللجنة البابوية لليوم العالمي للطفل التي أنشأها البابا فرنسيس عام 2023 لتعزيز مهمة الكنيسة في الدعوة لاحترام حقوق وكرامة الأطفال. وجمعت القمة أصواتاً وخبراء من العالم لتسليط الضوء على التحديات العالمية أمام حقوق الأطفال والتي تتطلب التزاماً جماعياً عاجلاً.

قد يعجبك ايضا