مفوضية شؤون اللاجئين نقص التمويل يهدد الأمن الغذائي للاجئي مخيم الزعتري
المرفأ …أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، في تقرير حول مخيم الزعتري الذي يضم نحو 76 ألف لاجئ سوري، وجود نقص تمويلي أدى إلى تأثر اللاجئين في المخيم في مجالات عدة أهمها الأمن الغذائي والصحة والمأوى.
وبحسب المفوضية فإن مخيم الزعتري بات رمزًا للنزوح السوري في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هناك أسرة واحدة من كل 3 أسر ترأسها امرأة، و4 % من ذوي الإعاقة، وأكثر من نصف اللاجئين أطفال أقل من 18 عاما، بحسب الغد.
وذكرت أن جميع اللاجئين في الزعتري يتلقون كل ثلاثة أشهر مساعدات نقدية من المفوضية لتجديد المواد الاستهلاكية الأساسية، وفي النصف الثاني من عام 2024، وزعت المفوضية أكثر من 2.5 مليون دولار.
وبينت أن شارع سوق الزعتري بات يعتبر مصدرًا حيويًا لكسب العيش داخل المخيم. ويضم ما يقرب من 1000 متجر غير رسمي يديرها اللاجئون، وتقدم هذه المتاجر خدمات متنوعة، بما في ذلك المطاعم والبوتيكات ومحال المواد الغذائية.
وقالت إن ما يقرب من 2900 لاجئ يعملون في وظائف التطوع القائمة على الحوافز المختلفة.
وأشارت المفوضية إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تدعم وزارة التربية والتعليم لتمكين الوصول إلى التعليم الجيد للأطفال من جميع الأعمار في المخيم. وقالت إن هناك أكثر من 23 ألف طفل لاجئ من الروضة الثانية إلى الصف الثاني عشر، مسجلون في التعليم الرسمي، بينما تم تسجيل 383 طفلاً إضافيًا في التعليم غير الرسمي المعتمد من قبل وزارة التربية والتعليم؛ نصفهم من الفتيات.
وتدعم اليونيسف عمليات جميع المدارس البالغ عددها 32 مدرسة، و22 مركزًا لرياض الأطفال في المخيم، مع أكثر من 400 من المتطوعين السوريين الذين يعملون كمدرسين مساعدين، ويوجد 700 آخرون يدعمون عمليات المدارس من خلال التنظيف والصيانة والعمل كحراس أمن.
كما دعمت اليونيسف تركيب 16 فصلًا دراسيًا جديدًا لمعالجة الاكتظاظ، وأدى هذا التوسع، إلى تعزيز الوصول إلى التعليم، والحد من حركة الطلاب بين المدارس طوال الرحلة التعليمية من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر.
كما تدير اليونيسف برامج قراءة مختلفة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة، بهدف تحسين مهارات القراءة الأساسية لديهم، واستفاد حوالي 4 آلاف طالب وطفل من هذه البرامج.
وتدير اليونيسف 8 مراكز بعنوان (مكاني) توفر مساحة آمنة وشاملة، حيث يمكن للأطفال والشباب والآباء المعرضين للخطر، الوصول إلى حزمة متكاملة من الخدمات المصممة خصيصًا لفئتهم العمرية واحتياجاتهم، وتربط هذه الخدمات التدخلات في تنمية الطفولة المبكرة والتعليم وحماية الطفل وتمكين الشباب، وحتى كانون الأول (ديسمبر) 2024، وصلت مراكز (مكاني) في الزعتري إلى أكثر من 13 ألف لاجئ.
وقدم مركز هورايزون للشباب التابع لليونيسف فرصًا متنوعة لبناء القدرات لشباب المخيم، بما في ذلك المهارات الرقمية وريادة الأعمال والعمل التطوعي، وفي كانون الثاني (يناير) 2024، قدم المركز خدمات لأكثر من 380 شابًا.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل مراكز الشباب التابعة لليونيسف كمساحات آمنة للشباب، وخاصة الفتيات الصغيرات، للتواصل والتعلم وتطوير مهاراتهن وتبادل الخبرات.
وفي القطاع الصحي، هناك أربعة مراكز صحية شاملة، وعيادة صحية أولية، واحدة في المخيم تديرها منظمات غير حكومية، وأخرى غير حكومية دولية تقدم رعاية صحية أولية متكاملة مجانية؛ بالإضافة إلى مرفقين صحيين، يوفر أحدهما خدمات الطوارئ على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والإحالات خارج المخيم، والدعم الصحي النفسي والاجتماعي ورعاية الأمراض غير المعدية، ويوفر الآخر الرعاية الطارئة للصحة الجنسية والإنجابية والرعاية التوليدية الأساسية.
كما تسهل آلية الإحالة وصول اللاجئين إلى خدمات الرعاية الصحية الثانوية والثالثية المتخصصة المنقذة للحياة خارج المخيم في مرافق وزارة الصحة.
وأدى انخفاض التمويل إلى قيام بعض مقدمي الخدمات بإغلاق عياداتهم في المخيم، ما يحد من نطاق الخدمات الصحية الأولية والثانوية والثالثية غير الطارئة المتاحة، وإجهاد القدرة اليومية لمقدمي الرعاية الصحية المتبقين.
وبخصوص الأمن الغذائي والتغذية، أكد التقرير أن برنامج الغذاء العالمي يقدم لجميع اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات 15 دينارًا (حوالي 21 دولارًا) للشخص الواحد كل شهر لتلبية احتياجاتهم الغذائية، ويعكس هذا انخفاضًا بنسبة 65 % عما اعتادوا على تلقيه في السنوات السابقة بسبب التمويل المحدود.
ويدير برنامج الأغذية العالمي أيضًا برنامج تغذية مدرسية للأطفال المسجلين في المدرسة، تماشياً مع برنامج التغذية المدرسية الوطني، حيث يتلقى الطلاب 80 غرامًا من ألواح التمر المدعمة يوميًا للمساعدة في تلبية احتياجاتهم الغذائية.
وفي قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، توفر اليونيسف ما لا يقل عن 55-60 لترًا من المياه النظيفة والآمنة للشخص الواحد يوميًا (بإجمالي 4500 متر مكعب) في الصيف، وما بين 35-40 لترًا في الشتاء.
ويتم توفير المياه من خلال ثلاث آبار في المخيم، ونقلها بالشاحنات من الخارج وخط أنابيب ممتد من قرية الزعتري المجاورة.
وتبحث اليونيسف عن مصادر مياه بديلة في المستقبل لمعالجة انخفاض مستويات المياه الجوفية في الآبار الثلاث الرئيسة.
وتضمن اليونيسف إدارة مياه الصرف الصحي الآمنة في المخيم، من خلال تشغيل وصيانة شبكة مياه الصرف الصحي ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي في الموقع بالتعاون مع سلطة المياه.
وتنسق المفوضية مساعدات المأوى وتحسينات البنية الأساسية لضمان الوصول العادل والمناسب للجنسين إلى المأوى المناسب والمرافق الأساسية، وإمدادات الطاقة المستدامة.
وذكرت أنه يوجد أكثر من 25 ألف (كرفان) مسبق الصنع، كل منها يشتمل على مرحاض ومطبخ خاصين، وتم تكييف بعضها لتلائم احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، ووصلت معظم الملاجئ في الزعتري إلى تاريخ انتهاء صلاحيتها، وتحتاج إلى إعادة تأهيل أو استبدال.
ووزعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بدعم من الشركاء والجهات المانحة، أكثر من 900 كرفان جديد عام 2024 لتحل محل تلك التي هي في أسوأ حالة.
وتقدم المفوضية دعم المأوى لمجتمع المخيم من خلال ثلاث طرق مختلفة: إعادة تأهيل الكرفان، والتي تنطوي على صيانة رئيسة للكرفانات التالفة؛ واستبدال الكرفانات خصوصا تلك التي لا يمكن إصلاحها؛ ونهج إعادة التأهيل الذاتي، حيث يتلقى اللاجئون مزيجًا من المواد والنقد لإجراء صيانة كرفاناتهم بأنفسهم.
وخلال أمطار الشتاء، أصبحت بعض المناطق في المخيم غير سالكة بسبب الطين، ما أدى إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها العديد من الأسر، وإعاقة تدخلات فرق الطوارئ في الوقت المناسب.
واستجابة لذلك، بدأت المفوضية في بناء الطرق والصرف الصحي للتخفيف من المخاطر المرتبطة باللاجئين وتعزيز الوصول داخل المخيم.
وبحسب المفوضية فإن مخيم الزعتري يضم أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في مخيم للاجئين لتزويد الأسر بالكهرباء.
ونظرًا لتقلب إمدادات الكهرباء، بناءً على القدرة الإنتاجية وظروف الطقس واحتياجات الطاقة، فإن محطة الطاقة الشمسية، المصممة في البداية لتوفير ما يقرب من 12 ساعة من الطاقة، وتوفر الآن ست إلى تسع ساعات من الكهرباء كل يوم لسكان المخيم، اعتمادًا على مستويات الاستهلاك خلال المواسم المختلفة.
وذكرت أنها كانت اتفقت مع الحكومة على نقل الطاقة الشمسية من محطة في جنوب عمان إلى مخيم الزعتري، استكمالًا للطاقة الشمسية من المحطة الموجودة في المخيم، ومنذ الاتفاق الجديد، يعمل المخيم بشكل شبه حصري بالطاقة المستدامة، ما يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون.
وتتصل جميع الكرفانات بشبكة الكهرباء من خلال 12 محولًا رئيسا، حيث تم إنشاء شبكة منفصلة لشوارع السوق، لتزويد المحلات التجارية بالكهرباء.