أستاذ التاريخ الإسلامي د.عبدالله معروف ينتقد مسلسل “معاوية”: عمل قزم لا يحترم إرث الأمة ولا يعكس الواقع
المرفأ…انتقد د. عبدالله معروف، أستاذ السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، الحلقة الأولى من مسلسل “معاوية”، مشيرًا إلى أن العمل لم يرقَ إلى مستوى الإنتاج الضخم الذي قيل إنه كلف 100 مليون دولار.
وأوضح معروف أنه تابع الحلقة الأولى بموضوعية بعيدًا عن أي انطباعات مسبقة، على أمل أن يكون العمل إضافة حقيقية، لكنه فوجئ بمستوى متدنٍ على عدة أصعدة، من اللغة إلى التمثيل، ومن الديكور إلى الدقة التاريخية.
أكد معروف أن المسلسل افتقر إلى جزالة اللغة العربية التي كانت سائدة في ذلك العصر، مستشهدًا بجملة قالتها هند بنت عتبة لابنها معاوية: “أنت إنجازي الأعظم”، متسائلًا: “منذ متى كانت قريش تستعمل هذه الكلمة؟” كما وصف التمثيل بأنه ضعيف ومبالغ فيه، ويعتمد على أسلوب المسلسلات المصرية التاريخية، من حيث الانفعالات غير الطبيعية والتعبير المفرط عن المشاعر.
وفيما يخص الملابس، تساءل معروف “منذ متى كان العرب في مكة يرتدون القفطان العثماني وملابس العصر المملوكي؟” مؤكدًا أن العمل يفتقر إلى الالتزام بالحقبة التاريخية، وهو ما أضعف المصداقية البصرية للمسلسل.
أما من الناحية التاريخية، فقد رصد معروف العديد من المغالطات، أبرزها ذكر المسلسل أن معاوية وُلد في السنة الأولى للبعثة، بينما تؤكد المصادر التاريخية أنه وُلد في العام الثامن عشر قبل الهجرة، أي قبل البعثة بخمس سنوات، بالاضافة إلى تصوير هجرة المسلمين إلى الحبشة على أنها حدثت في العام التاسع للبعثة، في حين أن المصادر التاريخية تثبت أنها وقعت في العام الخامس للبعثة، وهو خطأ فادح يعكس ضعف البحث التاريخي.
وأشار معروف إلى أنه بحث عن كاتب العمل، فوجد أنه صحفي مصري لا علاقة له بالتاريخ، ما يفسر -بحسب رأيه- الأخطاء التاريخية الكبيرة التي وقع فيها المسلسل.
وعند مقارنته بين الحلقة الأولى من “معاوية” ومسلسل “عمر” سرايا الذي حظي بإشادة واسعة، أوضح معروف أن الفرق كان شاسعًا، سواء من حيث اللغة، التمثيل، الملابس، الديكور، الموسيقى التصويرية، أو الحبكة الدرامية.
وفي ختام حديثه، عبّر معروف عن أسفه على 100 مليون دولار أُنفقت على إنتاج عمل “قزم”، معتبرًا أن هذه الميزانية كان من الممكن أن تثمر عن عمل تاريخي عظيم “لو وُسِّدَ الأمرُ لأهله”.
وختم معروف بتأكيده على إجلاله لآل البيت والخلفاء الراشدين، وأمير المؤمنين معاوية رضي الله عنهم جميعًا، داعيًا إلى تحري الدقة عند تناول التاريخ الإسلامي في الأعمال الدرامية.