ليو الرابع عشر في أول لقاء صحفي: الشعوب الواعية فقط هي من تتخذ قرارات حرة

396

 المرفأ…بعد مرور أربعة أيام فقط على انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية، عقد البابا ليو الرابع عشر أول لقاء له مع وسائل الإعلام، حيث اجتمع بأكثر من ستة آلاف صحفي داخل قاعة بولس السادس في الفاتيكان.

 

البابا الجديد عبّر عن امتنانه للصحفيين على تغطيتهم المكثفة لأحداث المجمع الذي انتهى بانتخابه، ولأدائهم خلال الأيام التي تلت وفاة البابا فرنسيس. كما شدّد على أن الصحافة الحرة والملتزمة بالحقيقة تمثل ركناً أساسياً في بناء السلام وصون كرامة الإنسان.

 

 

 

قال ليو الرابع عشر: “الشعوب الواعية فقط هي من تتخذ قرارات حرة”، مضيفًا أن الرسالة الإعلامية يجب أن تكون أداة لصناعة السلام وتفكيك لغة العداء، لا وسيلة لنقل صراعات الألفاظ والصور.

 

وفي معرض حديثه، ناشد البابا وسائل الإعلام أن تترفع عن الرداءة والسطحية، وألا تنساق وراء ما وصفه بـ”حروب الكلمات والصور”، بل أن تتبنى خطابًا يقرّب المسافات ويهدم الحواجز بدلاً من أن يبنيها.

 

في موقف لافت، دعا البابا إلى الإفراج عن الصحفيين المعتقلين بسبب سعيهم وراء الحقيقة وتبليغها، مشيدًا بشجاعة من يوثّقون الصراعات حتى في ظروف تهدد حياتهم. وقال: “حرية الصحافة وحرية التعبير أساس لمجتمع عادل وديمقراطي”.

 

 

كما أعاد تأكيد تضامن الكنيسة مع هؤلاء الصحفيين، مشيرًا إلى أن العمل الإعلامي ليس مجرد نقل للمعلومة، بل مساهمة في صناعة ثقافة ومساحات بشرية ورقمية قادرة على الحوار والتفاعل.

 

توقف البابا عند ما وصفه بـ”الإمكانات الهائلة” للتكنولوجيا، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، لكنه حذّر من أنها تتطلب حسًّا عاليًا من المسؤولية والتمييز. وشدّد على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام منصّة تسمع للأصوات المهمشة، وأن تتحول اللغة الإعلامية إلى وسيلة لنزع فتيل النزاعات.

 

هذا اللقاء الأول العلني شهد أيضًا لحظات شخصية وعفوية، حيث تحدث البابا عن زيارته المؤجلة إلى فاطيما قائلاً: “الكاردينال بريفوست كان ينوي الذهاب، لكن الخطط تغيّرت…”، في إشارة لطيفة إلى انتقاله من موقع الكاردينال إلى سدة البابوية.

 

وعندما سأله بعض الصحفيين الأميركيين عما إذا كان سيعود إلى بلاده، أجاب بابتسامة: “ليس قريبًا”. كما مازح المونسنيور سابينزا، مسؤول المراسم البابوية، عندما سأله إن كان عليه توزيع المسابح على الحاضرين، فأجابه الأخير أنهم يعملون على ذلك، ليرد ليو ضاحكًا: “أنا ما زلت أتعلم”

 

في ردود سريعة على بعض الأسئلة، قال البابا إن لديه “العديد” من الرسائل إلى الولايات المتحدة، وردّ على من قال له “لسنا أعداء بل حلفاء” بالقول: “نحن حلفاء لأننا نبحث عن الحقيقة”.

 

كما كشف عن أن التحضيرات جارية للرحلة إلى نيقية التي خطط لها البابا فرنسيس إحياءً للذكرى 1700 لمجمع نيقية الأول، وهو مؤشر على التزام البابا الجديد بخط الكنيسة التاريخي والمجمعي.

 

في الختام، قُدمت هدايا رمزية للبابا: صحفية بيروفية أهدته وشاحًا من صوف الألباكا نُسج بأيدي نساء من المجتمعات الفقيرة في جبال الأنديز، فقال لها: “توقّعي أن تسمعي عني في بيرو قريبًا”. كما أهداه صحفي إيطالي ذخيرة من البابا يوحنا بولس الأول، أحد أسلافه المعروفين بتواضعهم واقتدائهم بالقديس أغسطينوس

قد يعجبك ايضا