الجامعة الألمانية الأردنية وألمانيا: شراكة استراتيجية تصنع أثرًا مزدوجًا في الأردن وألمانيا
المرفأ…في عالم يتطلب تعاونًا دوليًا أكثر من أي وقت مضى، تبرز الجامعة الألمانية الأردنية (GJU) كنموذج رائد وملهم لشراكة استراتيجية بين بلدين يجمعهما احترام متبادل ورؤية مشتركة لبناء مستقبل أفضل عبر التعليم، الابتكار، والتنمية. وقد شكّل “الأسبوع الألماني 2025” الذي يُقام سنويًا، فرصة لتسليط الضوء على عمق هذه الشراكة، وتقييم أثرها الفعلي على الأرض في الأردن وألمانيا على حد سواء.
20 عامًا من الشراكة المؤسسية: رؤية ملكية ودعم ألماني
تأسست الجامعة الألمانية الأردنية عام 2005 بمبادرة ملكية سامية من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، لتكون مشروعًا أكاديميًا نموذجيًا مشتركا يجسد روح التعاون الأردني الألماني، ويعكس التزام البلدين المستمر بدعم التعليم التطبيقي النوعي في الأردن والمنطقة.
منذ ذلك الحين، لعبت الجهات الألمانية دورًا محوريًا في دعم الجامعة، بدءًا من الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD)، ومرورًا بالمؤسسات الألمانية الداعمة، ووصولًا إلى أكثر من 120 جامعة ألمانية شريكة توفر التدريب العملي، والدعم الأكاديمي، والإشراف المشترك، ومشاريع الابتكار وريادة الأعمال.
لقد ساهمت هذه الجهات بشكل مباشر في بناء القدرات المؤسسية للجامعة، وتمويل برامج التبادل الأكاديمي، ودعم تطوير المناهج الدراسية المستوحاة من النموذج الألماني للتعليم التطبيقي، مما عزّز من مكانة الجامعة الألمانية الأردنية كمؤسسة تعليمية ذات بُعد دولي حقيقي، وكرمز مستدام للتعاون الألماني الخارجي الناجح.
وبذلك أحدثت الجامعة الألمانية الأردنية نقلة نوعية في قطاع التعليم العالي الأردني، من خلال إدخال النموذج الألماني للتعليم التطبيقي وربط الطلبة بسوق العمل. إذ يخضع كل طالب في GJU لتدريب عملي وإقامة أكاديمية في ألمانيا، وهو ما يعزز من جاهزيتهم المهنية ويمنحهم ميزة تنافسية في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.
كما تمكّنت الجامعة من بناء شبكة واسعة من الخريجين الذين يشغلون اليوم مناصب مؤثرة في القطاعين العام والخاص بالأردن ألمانيا وحول العالم، ويسهمون في نقل المعرفة، وتحفيز بيئة الابتكار، والمساهمة في نمو الاقتصاد الوطني.
هذا وتمثل الجامعة الألمانية الأردنية بوابة استراتيجية نحو الشرق الأوسط، حيث تتيح للمؤسسات التعليمية الألمانية فرصًا فريدة للتعاون البحثي، وبناء علاقات طويلة الأمد مع جامعات ومؤسسات أردنية، وفهم أعمق لاحتياجات المنطقة.
كما تسمح هذه الشراكة للطلبة والأساتذة الألمان بالانخراط في تجارب أكاديمية وإنسانية متميزة في الأردن، بما يساهم في بناء مجتمع أكاديمي عالمي متنوع ومتفاهم. فالمشاركة الألمانية في برامج التدريب، وتبادل أعضاء الهيئات التدريسية، وتنظيم الفعاليات الأكاديمية المشتركة، تعزز من الحضور الألماني الفعّال خارج حدودها.
لذا تعتبر الجامعة الألمانية الأردنية أن قصة نجاح أردنية-ألمانية، حيث تعزز الجامعة مكانة ألمانيا كشريك ملتزم بدعم التعليم العالمي والتنمية البشرية، ويجسد فعالية التعاون الأكاديمي كأداة دبلوماسية ناعمة تعود بالنفع المتبادل.
لا تقتصر الشراكة بين الجامعة الألمانية الأردنية وألمانيا على التبادل الأكاديمي فقط، بل تتعداها إلى مشاريع مشتركة في البحث العلمي، والابتكار، وريادة الأعمال، والتعليم المهني، فضلًا عن مشاريع في مجالات مثل الطاقة المتجددة، الهندسة الطبية، التحول الرقمي، والتراث الثقافي.
وقد أسهمت هذه المشاريع في تطوير قدرات المؤسسات الأردنية، وتعزيز التنافسية، وخلق بيئة تشجع على الإبداع والتميز، كما شكّلت مساحات جديدة للتعاون الألماني خارج أوروبا، والتي تعكس بدورها التزام ألمانيا بتوسيع شبكة علاقاتها الأكاديمية عالميًا، وبناء جسور مستدامة بين الشعوب.
ختاما “على مدى 20 عامًا، استمرت الجامعة الألمانية الأردنية لتكون مساحة تتلاقى فيها الصداقات، وتنمو فيها الأفكار، وتتوحد فيها الثقافات. وتفتخر الجامعة بمواصلة هذه المسيرة مع شركائها الألمان وجميع أفراد المجتمع الجامعي – اليوم وفي السنوات القادمة.”
إن الشراكة بين الجامعة وألمانيا تُجسّد مثالًا حيًا على ما يمكن أن تحققه الرؤية الاستراتيجية والتعاون البنّاء بين الدول. ومع دخول الجامعة عقدها الثالث، فإن الآفاق ما زالت مفتوحة أمام مزيد من الإنجازات، التي ستخدم ليس فقط الطلبة، بل المجتمعات والاقتصادات في كلا البلدين