استشهاد 59 فلسطينياً في غزة أثناء انتظار المساعدات
المرفأ…أكدت دول عربية وغربية، أمس الثلاثاء، تعليق مؤتمر حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وسعيها إلى عقد موائد مستديرة في “القريب العاجل”، تمهيدا لعقده في موعد لم تحدده.
جاء ذلك في بيان مشترك للرئاسة المشتركة لمؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، وهي السعودية وفرنسا.
كما شمل البيان رؤساء مجموعات العمل التابعة للمؤتمر: تركيا والبرازيل وكندا ومصر وإندونيسيا وأيرلندا وإيطاليا واليابان والأردن والمكسيك والنرويج وقطر والسنغال وإسبانيا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وأعربت تلك الدول عن “بالغ القلق إزاء التصعيد المستمر والتطورات الأخيرة التي استدعت تعليق مؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين”. ويوم الجمعة أفادت تقارير صحافية غربية بأن المؤتمر، الذي كان مقررا عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك من 17 إلى 20 الشهر الجاري، لصياغة خريطة طريق بشأن حل الدولتين، جرى تأجيله بعد العدوان الإسرائيلي على إيران.
وأكدت هذه الدول أن “هذه الأحداث تؤكد صحة التحذيرات حول هشاشة الوضع في المنطقة، والحاجة الملحة إلى استعادة الهدوء، واحترام القانون الدولي، وتعزيز العمل الدبلوماسي” .
وسيعلن الرؤساء المشتركون لمجموعات العمل “موعد انعقاد موائد المؤتمر المستديرة في القريب العاجل، للاستفادة من إسهامات مجموعات العمل للوصول لالتزامات دولية واضحة ومنسقة تعكس عزمنا على تطبيق حل الدولتين”، وفق البيان.
وفي قطاع غزة، قال مسعفون إن ما لا يقل عن 59 فلسطينيا قتلوا أمس الثلاثاء بقذائف دبابات إسرائيلية أثناء انتظارهم شاحنات مساعدات، في واحدة من أدمى الوقائع حتى الآن وسط عنف متصاعد بسبب نقص الغذاء.
وأظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي نحو 12 جثة مشوهة ملقاة في أحد شوارع خان يونس في جنوب قطاع غزة. وأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار في المنطقة، وقال إنه يحقق في هذه الواقعة.
وقال شهود بإن دبابات إسرائيلية أطلقت قذيفتين على الأقل على آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات على الطريق الشرقي الرئيسي في خان يونس.
وقال شاهد “فجأة خلّونا نقدم.. تجمعات. خلوا التجمعات تتجمهر. صارت القذائف، قذائف دبابة”.
وأضاف من داخل مستشفى ناصر بينما كان كثيرون من الجرحى حوله “ما حد متطلع لها الشعب بعين الرحمة. الشعب بيموت. الشعب بيتقطع على لقمة ولاده. اطلَّع كيف الناس متقطعين عشان يجيبوا طعام لولادهم”.
ونُقل المصابون إلى المستشفى بسيارات مدنية وعربات بثلاث عجلات (توك توك) وعربات تجرها الحمير.
وقال مسعفون إن 14 شخصا على الأقل قتلوا أيضا في إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية منفصلة في أماكن أخرى من القطاع، مما يرفع حصيلة القتلى أمس الثلاثاء إلى 73 على الأقل.
وأعلنت وزارة الصحة أن 397 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 3000 منذ أواخر مايو/ أيار.
وهذه أحدث وقائع القتل الجماعي شبه اليومية للفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وذلك بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا حظرا شاملا على دخول أي مساعدات لقطاع غزة استمر قرابة ثلاثة شهور.
وتدخل إسرائيل حاليا الكثير من المساعدات، التي تسمح بإيصالها عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تدير عددا قليلا من مراكز توزيع المساعدات في القطاع.
وترفض الأمم المتحدة هذه الخطة قائلة إن توزيع المؤسسة للمساعدات غير كاف وخطير وينتهك مبادئ حياد المنظمات الإنسانية