“نحن نقود”.. مشروع يدمج القادة الدينيين في التوعية بالصحة الانجابية

452

 

 

المرفأ…اطلقت مؤسسة سواعد التغيير المتخصصة في الصحة الانجابية وعلاج الادمان، قبل نحو عامين، مشروعا بالشراكة مع القادة الدينيين تحت عنوان “نحن نقود”
وتضمن المشروع تدريب 10 من القادة الدينيين، من الذكور والاناث، على دليل خاص يتناول الوصمة والتمييز تجاه المصابين بفيروس نقص المناعة البشري HIV، الى جانب موضوعات تتعلق بالصحة الجنسية والانجابية من منظور ديني.

واوضح المركز ان القادة الدينيين خضعوا لهذا التدريب قبل ان يباشروا بعقد جلسات توعوية في المجتمعات المحلية بمختلف مناطق المملكة، جرى خلالها تدريب نحو 500 شخص من افراد المجتمع خلال العامين الماضيين

منظور ديني للصحة الانجابية

وفي هذا السياق، قالت المحاضرة المتفرغة في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية، نور صنوبر، ان تناول قضايا الصحة الانجابية والجنسية من منظور ديني يعد من الافكار الرائدة، وقد لاقت قبولا واستحسانا كبيرين من المدربين المشاركين في المشروع، والذي اطلق بدعم من مركز سواعد التغيير.

وبينت صنوبر ان هذا التوجه جاء بناء على فهم عميق لتركيبة المجتمع الاردني وثقافته واهتماماته وقناعاته، وهو ما ساهم في نجاح التجربة وفاعليتها في المحافظات.

واضافت ان التدريب الذي تلقته المجموعة ساعدها على اكتساب معلومات طبية لم تكن مطلعة عليها مسبقا، نظرا لاختلاف التخصص، مما رفع من كفاءتها وقدرتها على الاقناع، وساهم في تغيير التصورات المسبقة وتصحيح المعلومات المغلوطة المنتشرة في المجتمع.
الاستناد الى النصوص الدينية
وحول ابرز النصوص الدينية التي استند اليها في الدليل، اوضحت صنوبر ان النصوص تنوعت بحسب المحاور المطروحة، نظرا لاتساع موضوع الصحة الانجابية والجنسية
واشارت الى ان من النصوص المؤثرة التي تم توظيفها خلال الجلسات، الحديث الشريف المتعلق بالنهي عن الغيل، اي حمل المراة اثناء فترة ارضاعها، وكذلك الحديث “المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف”. كما تم شرح وتفسير الاية الكريمة “يا ايها الذين امنوا لا يحل لكم ان ترثوا النساء كرها” في سياق الحديث عن العنف ضد المراة
واكدت ان اثر طرح وتوظيف هذه النصوص كان واضحا وفاعلا في الجلسات، مشيرة الى ان عدد النصوص المستخدمة كان كبيرا واثرت بشكل مباشر في الحضور
التحديات اثناء تنفيذ الجلسات
وفيما يتعلق بالتحديات التي واجهت القائمين على تنفيذ الجلسات المجتمعية، اوضحت صنوبر انها كانت نسبية، مشيرة الى ان الفريق كان حريصا على تنظيم الجلسات باعلى درجات الجاهزية
واضافت ان الاقبال على بعض الجلسات كان محدودا في مناطق معينة بسبب ثقافة المجتمع، لكن الاعلان المسبق ساعد في زيادة عدد الحاضرين
واشارت الى ان من ابرز التحديات الاخرى، ضعف البنية التحتية في بعض المناطق، حيث لم تكن تتوفر اماكن مجهزة لاقامة المحاضرات، ما اضطرهم الى البحث عن بدائل مناسبة
ومن التحديات ايضا، تفاوت اعمار المشاركين في بعض الجلسات بشكل غير متوقع، ما تطلب تعديل الية الطرح لتلائم الفئات كافة وتحقق الفائدة القصوى
تفاعل المجتمع المحلي
قالت صنوبر انها قدمت تدريبات في مناطق مرج الحمام، وناعور، والمقابلين، ولاحظت تغيرا كبيرا في مستوى الوعي والسلوك، خصوصا بين النساء، حيث ابدين رغبة واضحة في عقد ورشات اضافية في مواضيع مشابهة
واكدت ان المعلومات والية تقديمها حفزت الحضور على طلب المزيد من المعرفة، كما ان الاستشارات التي طلبت تركزت على كيفية نقل المعلومات لافراد اخرين في المجتمع، وتقديم التوجيه المناسب لهم
قصص مؤثرة ودعوة للانفتاح
من القصص التي اثرت بصنوبر خلال التدريب، مشاركة بعض النساء قصصهن الشخصية المتعلقة بتعرضهن للعنف، ما ابرز اهمية المشروع في خلق مساحة امنة للحوار والتعبير
ودعت صنوبر المواطنين الى الانفتاح على العلم والمعرفة، وزيادة الوعي الذاتي، والابتعاد عن الموروثات المجتمعية التي لا تستند الى اسس دينية واضحة، مع التاكيد على ضرورة تقبل المعلومة من مصدرها الصحيح وتجنب اصدار الاحكام
واختتمت حديثها بالتاكيد على اهمية الرجوع الى الحق، مستشهدة بقول امير المؤمنين عمر بن الخطاب “الرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل”

قد يعجبك ايضا