جلسة نقاشية في مادبا تؤكد دور التدريب المهني بتعزيز الكفاءات
المرفأ…عُقدت في مركز مادبا المتميز لفنون الطهي، اليوم الثلاثاء، جلسة نقاشية موسعة نظمتها مؤسسة التدريب المهني، بحضور نخبة من الشخصيات الرسمية والبرلمانية والأكاديمية، في إطار سعي المؤسسة لتعزيز الحوار مع السلطة التشريعية لتطوير منظومة التدريب المهني في الأردن وفقا لرؤية التحديث الاقتصادي.
ويعد مركز مادبا المتميز لفنون الطهي أحد أبرز المشاريع التي جاءت ضمن المبادرات الملكية، حيث افتتحه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ليكون منصة رائدة تسهم في تطوير مهارات الشباب الأردني في قطاع الطهي الفندقة والضيافة.
وقدّم مدير عام مؤسسة التدريب المهني، الدكتور أحمد الغرايبة، عرضًا حول أبرز الإنجازات التي حققتها المؤسسة في السنوات الأخيرة، مستعرضًا استراتيجيتها المستقبلية التي تركز على التشبيك الفعّال مع القطاع الخاص لضمان أن تكون برامج التدريب المهني منتهية بالتشغيل، فضلًا عن التوسع في تأسيس مراكز متميزة، حيث بلغ عدد معاهد المؤسسة 30 معهدًا منتشرًا في مختلف محافظات المملكة، ومن خلال 128 برنامجا تدريبيا يخدم كل القطاعات الاقتصادية إلى جانب 8 مراكز متخصصة في فنون الطهي من ضمنها مركز مادبا ومركز جراسا للتميز.
وقال إن مؤسسة التدريب المهني تسعى لتعزيز ثقافة التدريب المهني في الأردن من خلال التوعية المجتمعية، خاصة في المناطق النائية، مبينًا أن نسب الإقبال على برامج التدريب المهني آخذة بالتصاعد في العديد من الدول مثل المغرب والإمارات، وهو ما يشكل مؤشرًا على أهمية هذا المسار في معالجة التحديات التنموية، إضافة إلى تزايد نسب الإقبال على برامج التدريب المهني في الأردن.
من جهته، استعرض رئيس الجامعة الألمانية، الدكتور علاء الدين الحلحولي، أبرز البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة الألمانية الأردنية، والمبادرات التي تنفذها في إطار التشبيك مع سوق العمل الألماني، موضحا أن الجامعة تتقاطع في أهدافها بشكل كبير مع مؤسسة التدريب المهني، خصوصًا فيما يتعلق بربط التعليم بالتطبيق العملي، مشيرًا إلى أن الجامعة تعتبر المؤسسة شريكًا استراتيجيًا في تطوير الموارد البشرية في الأردن، وهي من الجهات الداعمة لمسيرتها التطويرية، كما أكد على المضي نحو تعزيز التعاون بين الجانبين من خلال برامج مشتركة تستهدف قطاعات جديدة.
وقال رئيس لجنة العمل النيابية، معتز أبو رمان، إن مؤسسة التدريب المهني ليست مجرد مؤسسة أكاديمية أو تدريبية إنما دورها ربط التدريب بالتشغيل ومخرجات إقرب إلى سوق العمل، مشيرا أن لجنة العمل النيابية اقترحت إضافة التدريب التقني لاسم المؤسسة ليصبح مؤسسة التدريب المهني والتنقني لتنطلق المؤسسة إلى المفهوم الجديد للتدريب المهني والتقني لصعوبة فصلهما في ظل العولمة وتطبيقات الرقمية.
وأضاف أن لجنة العمل أكدت ضرورة الربط بين تطوير القطاع العام ومنطومة التحديث الإداري والاقتصادي من خلال ربط مخرجات التعليم المهني في وزارة التربية والتعليم مع البرامج التدريبية في مؤسسة التدريب المهني، وضرورة مواءمة التشريعات مع التدريب المهني بحيث تكون الشهادة المعتمدة في التعليم المهني والتقني تشير اإلى تحديد القدرات المطلوبة وربطها بمخرجات التعليم المهني وتوجيهها لإحلال العمالة المحلية محل العمالة الوافدة.
بدروه، أكد رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام، الدكتور فراس القبلان، أهمية دور مؤسسة التدريب المهني في التخفيف من الفقر والبطالة، من خلال رفد السوق المحلي بالمهارات المكتسبة والمدرّبة، مشددا على ضرورة التحوّل من التعليم النظري إلى التعليم التقني والعملي، بما يتوافق مع متطلبات العصر.
وقال إن التحول نحو التعليم التقني والعملي سيكون له أثر كبير في تطوير القدرات، وكسب المهارات، وتمكين الأجيال القادمة من مواكبة التطور العالمي وتسليحهم بالأدوات العملية الحقيقية للنجاح.
من جهتهم، أشاد النواب سامر الأزايدة وعيسى نصار وعبدالرؤوف اربيحات وشفاء مقابلة ونور أبو غوش وأحمد الرقب ورائد القطامين، بالدور المتنامي الذي تؤديه مؤسسة التدريب المهني، معتبرين أن المؤسسة باتت اليوم تمثل نموذجًا مؤثرًا في تطوير مهارات الشباب، وتقديم حلول واقعية لمشكلة البطالة من خلال تأهيل الشباب بمسارات مهنية مباشرة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي والإقليمي.
وقدمت مديرة مركز التدريب المهني في مادبا رجاء عليان مداخلة حول مشغل صيانة السيارات الهجينة في مادبا والذي استفاد منه حتى الآن 50 متدربا وغالبيتهم من حملة شهادة الهندسة واستفادوا من البرامج التدريبية في المشغ، مشيرة إلى أن نسبة التشغيل في صفوفهم زات عن 90 بالمئة في السوق المحلي في مادبا والعاصمة عمان.