مهرجان أفلام السعودية يُفعّل ذاكرة أفلامه في إثراء بانوراما سينمائية في ثلاثة أيام من العروض والنقاش

778

 

المرفأ…الظهران – سميرة القطان

في تعاون مشترك بين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) وجمعية السينما، يقدّم مهرجان أفلام السعودية برنامج “أفلام النخلة الذهبية” خلال الفترة من 26 إلى 28 يونيو الجاري، محتفيًا بمجموعة من الأفلام التي نالت جوائز النخلة الذهبية في دورات المهرجان السابقة.
ويُقام البرنامج في مركز (إثراء) بالظهران، بوصفه امتدادًا لنهج المهرجان في دعم صنّاع الأفلام بعد تتويجهم، وذلك من خلال إتاحة أعمالهم الفائزة للعرض مجددًا في سياقات ثقافية مختلفة، بما يثري فرص التلقي والتأمل النقدي.
يفتتح البرنامج يومه الأول مساء الخميس 26 يونيو بعروض تجمع الكوميديا والدراما، حيث تنقسم إلى مجموعتين تعبّران عن تنوع الحس الفكاهي، وتضم المجموعة الأولى أربعة أفلام قصيرة هي: “بيضة تمردت” للمخرج سلطان ربيع، “المدرسة القديمة” لعبدالله الخميس، “قن” لمجتبى الحجي، و”يوم سعيد” لمحمد الزوعري، وتقدم هذه الأعمال رؤية ساخرة للحياة اليومية تتراوح بين العبث والمفارقة.
أما المجموعة الثانية، فتأخذ طابعًا دراميًا اجتماعيًا يتجسد في فيلم “لسان” للمخرج محمد السلمان، حيث يواجه فلاح بسيط أزمة وجودية بين العاطفة والإرث، وفيلم “وسطي” للمخرج علي الكلثمي، الذي يعيد تمثيل حادثة واقعية شهدتها جامعة سعودية، حين اصطدم عرض مسرحي بالاحتجاجات المناهضة للفن، في مفارقة بين التعبير الجمالي والنزعة المحافظة.
وفي اليوم الثاني، يركّز البرنامج على الوثائقي، حيث تُعرض ثلاثة أفلام تنقل نبض الشارع، وتلامس تفاصيل الواقع السعودي من زوايا مختلفة. يبدأ العرض بفيلم “جوي” للمخرجة فايزة أمبا، متتبعًا تجربة ثلاثة فتيان مع مشروع “سينما الحارة” في جدة، يليه فيلم “دينمو السوق” لعلي باقر، الذي يرصد يومًا من حياة رجل ستيني يعمل دلالًا في سوق الحراج، ثم فيلم “أصفر” للمخرج محمد سلمان، الذي يستعيد مشهد سيارات الأجرة الصفراء بوصفها علامة زمنية منقرضة.
أما اليوم الثالث، فيشهد عروضًا روائية درامية تتخللها ندوة ثقافية موسعة. تبدأ العروض بفيلم “أجراس بافلوف” للمخرج خالد فهد، الذي يتناول فكرة الاستجابة النفسية ضمن معالجة تجريبية، ثم فيلم “ميرا، ميرا، ميرا” لخالد زيدان، حيث يفقد البطل صوته ولا ينطق إلا بكلمة واحدة تقوده نحو اكتشاف غامض في حيّ آيل للهدم.
وفي “أغنية البجعة” للمخرجة هناء العمير، يعيد ممثل سعودي تقديم نص تشيخوف بأسلوب يحمل طيفًا من التأمل الذاتي والانكشاف المسرحي، بينما يرسم فيلم “قصة صالح” لزكي العبدالله ملامح كدّ يومي لفتى يعمل على توصيل الخضروات لتأمين راحة والده المسن. ويُختتم اليوم بفيلم “هوبال” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي، الذي يعود إلى ما بعد حرب الخليج ليسرد حكاية عائلة بدوية تواجه شبح المرض وسط عزلة الصحراء.
وتُعقد في منتصف عروض هذا اليوم ندوة بعنوان “السينما السعودية حتى 2025″، يقدّمها الباحث والناقد د. محمد البشير، وتسلّط الضوء على التحولات البنيوية التي شهدتها الصناعة خلال السنوات الأخيرة. تناقش الندوة انتقال التجربة من المبادرات الفردية إلى الحضور المؤسساتي، ومن المعالجة التوثيقية إلى تأسيس لغة سردية ناضجة، كما تتأمل تفاعل الجمهور، وتبدلات الذائقة، والأثر الاجتماعي المتصاعد، مستندةً إلى كتاب الدكتور البشير الذي يحمل الاسم نفسه.
وفي هذا السياق، أكدت ندى اللحيدان، مديرة البرامج في المهرجان، أن البرنامج يندرج ضمن رؤية مهرجان أفلام السعودية لتوسيع فضاءات التلقي والاحتفاء بمخرجاته، بما يتجاوز الدورة السنوية نحو مبادرات عرض تمتد محليًا ودوليًا. وأضافت أن هذا التوجّه أثمر عن تجارب متنوّعة، كان من أبرزها تقديم برنامج “أفلام النخلة الذهبية” في سينما حي بجدة وسينما الجديدة في العلا، فيما امتد الأثر دوليًا عبر التعاون الأخير مع مهرجان “شورت شورتس” السينمائي في طوكيو، حيث عُرضت مجموعة من الأفلام السعودية الفائزة ضمن برنامجه الرسمي.

قد يعجبك ايضا