في خطوة تاريخية الأردن يستعيد ربطه التجاري البري مع أوروبا بعد توقف 14 عامًا
المرفأ …في خطوة تاريخية تعزز التكامل الإقليمي، شهدت مدينة إسطنبول اليوم إطلاق أول شحنة برية مباشرة من أوروبا إلى الأردن عبر “طريق التنمية” الذي يمر بتركيا والعراق، وذلك بعد توقف دام 14 عامًا بسبب الظروف الأمنية في سوريا.
جاء الإعلان خلال حفل خاص على هامش منتدى “ممرات النقل العالمية” في مركز إسطنبول للمؤتمرات، حيث أكد وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو أن هذا الطريق يهدف إلى تعزيز التجارة بين القارات، معتبرًا أن وصول الشاحنات إلى الأردن عبر العراق “مرحلة أولى لمشروع أكبر سيربط المنطقة بأسواق جديدة”.
وأشار أوغلو إلى أن الشاحنة القادمة من ألمانيا والتي تحمل بضائع متنوعة ستصل إلى الأردن عبر الممر التركي-العراقي، مما يمثل أول نقل بري مباشر بين الأردن وأوروبا منذ عام 2010.
من جهته، أعرب ناصر الأسدي، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون النقل، عن دعم بلاده الكامل للمشروع، قائلًا: “العراق جسر بين الشرق والغرب، ونسعى مع شركائنا مثل الأردن وتركيا لتحقيق التكامل الاقتصادي”.
يُعتبر هذا الإنجاز نقلة نوعية للأردن، الذي ظل لسنوات يعتمد على الموانئ البحرية والممرات الجوية للوصول إلى الأسواق الأوروبية، خاصة بعد إغلاق الحدود السورية. ويُتوقع أن يُسهم “طريق التنمية” في خفض تكاليف الاستيراد والتصدير وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وأشادت تاتيانا مولسيان، الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، بالخطوة، معتبرة إياها “نموذجًا للتعاون الإقليمي”. بينما وصف أومبيرتو دي بريتو، الأمين العام للاتحاد الدولي للنقل البري، المشروع بأنه “فرصة لربط الاقتصادات الناشئة بالعالم”.
كانت عمليات النقل البري عبر العراق قد توقفت بعد حرب الخليج عام 2003، بينما أُغلق الممر السوري عام 2011 بسبب الأزمة هناك. وبعد تطوير نظام النقل العراقي، أعيد فتح الطريق البرية، مما فتح آفاقًا جديدة للأردن كوجهة استراتيجية للتجارة العابرة.
يُذكر أن الشاحنة الألمانية المتجهة إلى الأردن ستكون أول اختبار عملي لجدوى هذا الممر، الذي قد يصبح شريانًا حيويًا للتجارة في المنطقة إذا نجح في تجاوز التحديات اللوجستية والأمنية.