“قنبلة موقوتة” في الجيش الإسرائيلي… أكثر من 19 ألف جريح ومصاب نفسي

653

المرفأ…نشر موقع “واللا العبري تقريرا عن “قنبلة موقوتة” في الجيش الإسرائيلي، مع مناقشة الكنيست تجنيد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة في الاحتياط.

وفقا لقسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية، استقبل القسم منذ اندلاع الحرب نحو 19 ألف جريح من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن، أكثر من 10 آلاف منهم يعانون من ردود فعل نفسية واضطراب ما بعد الصدمة.

وقالت أمهات الجنود المتضررين: “تجنيد مقاتلين مصابين باضطراب ما بعد الصدمة للاحتياط ليس بطولة ولا ضرورة، بل خطر”.

مصابون باضطراب ما بعد الصدمة، ومرشحون للتجنيد:

“منذ بداية الحرب، حصل 1,135 شخصا على إعفاء نفسي من الخدمة في الاحتياط والخدمة النظامية بسبب اضطراب ما بعد الصدمة، بالإضافة إلى آخرين حصلوا على إعفاء من الاحتياط بسبب بنود إصابة نفسية أخرى”، هذا ما قاله اليوم (الثلاثاء) العقيد الدكتور يعقوب روتشيلد، قائد مركز الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي، خلال جلسة في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست حول تجنيد مصابي اضطراب ما بعد الصدمة في قوات الاحتياط.

وأضاف: “نتعامل بجدية مع كل معلومة تصل إلينا. المعيار الوحيد الذي يُؤخذ بعين الاعتبار هو المهني الطبي، وعلى أساسه فقط تُتخذ القرارات. أنا أقود منظومة الصحة النفسية التي عمل تحتها خلال الحرب حوالي ألف ضابط صحة نفسية في الخدمة النظامية والاحتياط. توجد أوامر تُلزم كل جندي بالإبلاغ عن أي تغيير في حالته الصحية، ونحن نتعامل مع كل معلومة طبية تصل. لا يتعلق الأمر فقط بمن قدموا تشخيصا رسميا، بل يشمل أيضا من أبلغوا عن علامات الضيق النفسي”.

وتابع: “نشجع المقاتلين على التوجه والإبلاغ والحصول على علاج في مجالات الصحة النفسية. وكجزء من ذلك، نشرنا مستشارين نفسيين (كبانيم) في مناطق واسعة وبإتاحة كبيرة، وقد أثبت هذا نجاحه. كما تم إدخال ممارسات لمعالجة تجارب القتال أصبحت جزءا من البروتوكول، مما يتيح لضباط الصحة النفسية التعرف على الأفراد. في كل منظومة كبيرة توجد حالات استثنائية تم التعامل معها بشكل خاطئ، ونحن نتعلم منها ونتحسن. هناك أمر جديد أيضًا للمُقدَمين يُعلَّم فيه القادة والأصدقاء كيفية التعرف على علامات الضيق”.

وأردف: “جهاز الطب العسكري يستثمر الكثير من الموارد في مجال الصحة النفسية، وتُتخذ خطوات هامة جدًا خلال حرب غير مسبوقة. وبالتوازي، يُجرى عمل تنسيق مع قسم شؤون الأفراد لتحسين التناسق وضمان تبادل البيانات. إذا طلب الفرد التجنيد رغم حالته، فله درجة معينة من الاستقلالية حتى حد معين، لكن الرأي المهني هو الذي يحسم. نحن نعلم من الأبحاث أن من بين الأمور القليلة التي تمنع الإصابة المزمنة، الحفاظ على الاستمرارية والثبات، ولذلك لا بأس بأن يواصل بعض المصابين باضطراب ما بعد الصدمة الخدمة، ولكن وفق تقييم مهني وللحالات المناسبة فقط”.

وبحسب قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، فإن القسم استقبل منذ اندلاع الحرب نحو 19 ألف جريح من جنود الجيش وقوات الأمن، وأكثر من 10 آلاف منهم يعانون من أعراض نفسية واضطراب ما بعد الصدمة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 7,500 مريض جديد يعانون من إصابات نفسية جراء حروب سابقة. حتى الآن، يعالج القسم حوالي 80 ألف جريح من مختلف الحروب، وأكثر من 30 ألفا منهم يعانون من مشاكل نفسية.

وقال غاي جلعاد، رئيس وحدة الاعتراف في قسم التأهيل بوزارة الدفاع: “قسم التأهيل حريص على تمرير المعلومات بشكل دوري إلى قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي حول الجنود الذين تم الاعتراف بهم أو هم في طور الاعتراف، ويجب التعرف على الوضع الصحي لكل جندي في الاحتياط والتأكد من أنه ملائم فعلا للدور العسكري الذي استُدعي إليه، وأنه لائق صحيا لأدائه. من المهم أن نفهم أن الجندي الذي يعاني من اضطرابات نفسية ويتم تجنيده للاحتياط يوقف سلسلة علاجه، وهذا يضر بعملية إعادة تأهيله”.

“هذه قنبلة ستنفجر في وجوهنا”

صرخت جيني، والدة إليران مزراحي، الذي انتحر، في الكنيست:
“كان إليران رجلا قوي الشخصية، صاحب قلب عظيم وروح أكبر، زوجا مخلصًا، صاحب مهنة مُرضية، مستقبل واعد، وكان بانتظاره ترقية. كانت له كاريزما ساحرة، بحر من الأصدقاء، وكان دائمًا قلب وروح كل مناسبة. كان نقيضًا تامًا لصورة من قد ينتحر. لكن حتى هذه القوة لم تستطع كبح اضطراب ما بعد الصدمة”، حسب تعبيرها.

وأضافت: “بعد 187 يوما من الخدمة المكثفة والفعالة في قلب الحرب في غزة، عاد إليران إلى البيت إنسانا آخر. كان جندي احتياط مخلصا، ملتزما، محترفا من الطراز الرفيع، خبير تكتيكات، شارك بفعالية كبيرة في القتال. في الأيام الأولى للحرب شارك في إخلاء محور 232 وفي منطقة مهرجان نوفا في رعيم، وهي تجربة صادمة جدا تركت فيه أثرا عميقا وثقيلا، وربما لا يمكن علاجه. عاد إليرانإلى البيت، لكنه لم يعد إلى ذاته. خرج من غزة، لكن غزة لم تخرج منه. لاحظنا التغيير، لكن لم ندرك إلى أي حد كان الألم عميقًا داخله. تظاهر بأن كل شيء على ما يرام، لكنه كان ينكسر من الداخل”.

وختمت: “أنا أقف هنا كأم مكلومة لأصرخ بما هو واضح: لا يجوز لنا تجنيد مقاتلين مصابين باضطراب ما بعد الصدمة إلى الاحتياط. هذه ليست بطولة ولا حاجة — بل خطر. إنها قنبلة ستنفجر في وجوهنا”.

قد يعجبك ايضا