نعيم قاسم يتحدث عن الثغرات والخروقات في “حزب الله” وعملية تفجير البيجر واغتيال نصر الله وصفي الدين
المرفأ…أعلن أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم عن “تشكيل لجنة تحقيق مركزية لم ينته عملها بالكامل وإنشاء لجان تحقيق فرعية معها بقضية البيجر واغتيال الأمينين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين“.
وفي حوار خاص مع قناة “الميادين” بتاريخ 11 يونيو 2025، قال نعيم قاسم: “شكلنا لجنة تحقيق مركزية لم ينته عملها بالكامل وأنشأنا معها لجان تحقيق فرعية في قضية البيجر واستشهاد السيدين.. اللجنة المركزية ما زالت تعمل لكننا وصلنا إلى بعض القواعد العامة الواضحة تماما بناء على التحقيقات“.
وأضاف قاسم: “موضوع البيجر بدأ بثغرة كبيرة بحيث كان الإخوة يعتقدون أن عملية الشراء مموهة لكن تبين أنها كانت مكشوفة للإسرئيلي”، لافتا إلى أن “عملية شراء أجهزة البيجر المتفجرة تمت في السنة أو فترة السنة ونصف السنة الأخيرة“.
وأوضح قاسم قائلا: “تبين أن نوع المتفجرات الذي وضع في البيجر استثنائي ولا يمكن كشفه عبر آلية الفحص التي كان يتبعها الإخوة.. يُحكى أنه كان يجب أن يقوم الإخوة بالفحص بوسائل أخرى ويمكن وضع ذلك في دائرة التقصير أو في دائرة القصور“.
وأكمل أمين عام “حزب الله”: “لم نكن نعلم أن سلسلة الشراء مكشوفة ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود المتفجرات”، معتبرا أن “تفجيرات البيجر كانت ضربة كبيرة جدا“.
وأردف نعيم قاسم: “بعد ظهر يوم الـ18 من سبتمبر كان آخر اجتماع شورى عقدناه مع السيد حسن نصر الله وطبعا كان غاضبا جدا.. خلال اجتماع الشورى في الـ18 من سبتمبر كلّف السيد حسن نصر الله لجان تحقيق في تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي“.
وتابع قاسم موضحا: “كان عندنا أيضا ثغرة أخرى اسمها شبكة الاتصالات حيث كان المعنيون يفيدون بوجود تنصت لكن المعلومة أنه كان موضعيا.. لم يكن قد وصل أحد إلى أن التنصت شبه شامل أو واسع بشكل كبير جدا إلى درجة أن الإسرائيلي يعرف كل شيء“.
واستطرد: “على مدى 17 عاما كانت الطائرات الإسرائيلية تخرج كل يوم وتحتفظ بداتا معلومات بشأن المتغيرات الجغرافية هنا وهناك.. تجمعت لدى الإسرائيليين معلومات كافية بشأن أماكن وجود القدرة بنسبة معينة“.
وتابع أمين عام “حزب الله”: “لم نكن مطلعين على سعة معرفة الإسرائيلي واتخذنا إجراءات احتياطية لكن ما كان يعرفه الإسرائيلي أكثر“.
وأشار نعيم قاسم إلى أن “العمالة البشرية تصبح محدودة جدا أمام كم المعلومات الضخم الذي توافر عبر التنصت والمسيرات والإحداثيات التي أخذتها إسرائيل”، لافتا إلى أنه ” حتى الآن لم يظهر معنا أنه يوجد خرق بشري واسع أو نوعي، وأنه لا معطيات عن خرق بشري على مستوى شخصيات أساسية أو قادة في داخل الحزب“.
وقال قاسم لـ”الميادين”: “حين ينتهي التحقيق سأتحدث بصراحة أمام الرأي العام بشأن الخرق البشري ومستواه“.
كما أوضح قاسم أنه “كانت هناك شحنة من 1500 بيجر مفخخ ستصل لتركيا”، مشيرا إلى أن الحزب طلب من رئيس الحكومة حينها نجيب ميقاتي التواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمصادرتها وتفجيرها.
وأضاف قاسم مؤكدا: “الحزب عاد ووقف على قدميه على الرغم من التضحيات الكبيرة التي أعطتنا زخما في الوقت نفسه.. قلت في تشييع السيد حسن نصر الله إننا أمام مرحلة جديدة لها معطياتها وأدواتها وإمكاناتها وخططها لكننا ثابتون,, هكذا شعب وهكذا أمة وهكذا حزب وهكذا مقاومة لا يهزمون“.
وأكمل: “كنا نقول إن الحزب انتصر بالاستمرارية وبمنع إسرائيل من التقدّم إلى الداخل اللبناني.. الحزب انتصر بأن الألفة الموجودة في الداخل اللبناني بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع إسرائيل أن تفتعل فتنة.. الحزب انتصر بأن إنهاءه لم يحدث وتحقيق أهداف الإسرائيلي لم يتم وأننا مستمرون“.
يذكر أنه في 17 و18 سبتمبر 2024، شهد لبنان سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة اتصالات، أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي-توكي)، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى وإصابة آلاف آخرين بينهم أطفال.
وأثارت التفجيرات حالة من الذعر بين السكان، خاصة مع استهدافها مناطق مزدحمة، مثل الشوارع السكنية ومحلات السوبر ماركت، وأثناء جنازة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبحسب التقارير، فإن أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي فجرتها إسرائيل كانت تستخدمها كوادر “حزب الله”، لكنها وصلت أيضا إلى مدنيين، بمن فيهم عاملون صحيون ومنظمات غير ربحية، ما زاد من عدد الضحايا. ويرجح أن التفجيرات نفذت عبر أجهزة متفجرة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد. وفي نوفمبر الماضي، اعترف نتنياهو بمسؤولية إسرائيل عن عملية “البيجر“.
وفي الـ 27 من سبتمبر أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله إلى جانب عدد من القادة، في غارة استهدفت مقر قيادته في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.
ومساء يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لـ “حزب الله” اللبناني، هاشم صفي الدين، خليفة حسن نصر الله، ونعاه “حزب” الله اللبناني رسميا بعد يوم من ذلك.