عوائد السندات الأميركية تهبط لأدنى مستوى في 3 أشهر بعد تقرير الوظائف واستقالة مسؤولة في الفيدرالي
المرفأ…تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر، اليوم الاثنين، وسط توقعات بأن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في أقرب فرصة ممكنة خلال اجتماع سبتمبر أيلول، وذلك عقب صدور تقرير وظائف ضعيف، واستقالة مفاجئة لحاكمة في «الفيدرالي».
كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أقال مسؤولاً بارزاً في وزارة العمل يوم الجمعة، بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل تباطؤاً في نمو الوظائف، فيما فتحت استقالة حاكمة البنك المركزي أدريانا كوجلر الباب أمام ترامب لإعادة تشكيل تركيبة مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وقد هبطت عوائد السندات لأجل عامين، المرتبطة بسياسة الفائدة، إلى 3.659% في تداولات الاثنين المبكرة، وهو أدنى مستوى لها منذ الأول من مايو أيار، بعد أن كانت قد سجلت تراجعاً بـ24 نقطة أساس يوم الجمعة، في أكبر هبوط يومي منذ عام.
أما العائد على السندات القياسية لأجل 10 سنوات فاستقر عند 4.245%، قريباً من أدنى مستوى له في خمسة أسابيع الذي سجّله يوم الجمعة.
أظهرت بيانات الجمعة أن نمو الوظائف في يوليو تموز كان أضعف من المتوقع، مع مراجعة أرقام الشهرين السابقين بالخفض بمقدار 258 ألف وظيفة، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن دقة البيانات الاقتصادية وقدرة «الفيدرالي» على قراءة الوضع الحقيقي للاقتصاد.
ردّ المستثمرون بزيادة رهاناتهم على خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر أيلول، إذ أظهر مؤشر «فيد ووتش» من مجموعة CME أن احتمال الخفض ارتفع إلى 82.5% مقارنة بـ61% قبل أسبوع واحد فقط.
وقال هارون ثيلاك، رئيس أسواق رأس المال العالمية في «فاليدوس لإدارة المخاطر»: «مع وجود صوتين معارضين لقرار التثبيت الأخير في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، يتصاعد الضغط على البنك لاعتماد سياسة نقدية أكثر تيسيراً».
وكان كل من الحاكم كريستوفر والر ونائبة رئيس الاحتياطي الفيدرالي للرقابة ميشيل بومان قد عارضا القرار الأخير للإبقاء على الفائدة في النطاق المستهدف بين 4.25% و4.50%، وأوضحا في تصريحات نُشرت قبل صدور بيانات التوظيف أنهما فعلا ذلك بسبب تزايد القلق بشأن سوق العمل، وهو ما عززته البيانات لاحقاً.
بدوره، توقّع منصور محيي الدين، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في بنك سنغافورة، أن ينتظر «الفيدرالي» مزيداً من البيانات قبل التحرك، مشيراً إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً، وضعف التوظيف قد يكون نتيجة لانخفاض في الطلب على اليد العاملة أو في المعروض منها.
وأضاف: «لكن مخاطر خفض الفائدة المبكر تتزايد، ما يضعف الدولار ويزيد من تقلبات عوائد السندات».
ومن المقرر أن تغادر أدريانا كوجلر منصبها في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 8 أغسطس آب، لتعود إلى عملها كأستاذة في جامعة جورجتاون، وسيختار ترامب خلفاً لها لإكمال ما تبقى من فترتها التي تنتهي في 31 يناير كانون الثاني 2026.
على صعيد العملات، استعاد الدولار الأميركي بعض خسائره أمام الين الياباني، وجرى تداوله مرتفعاً بنسبة 0.26% عند 147.78 ين، أما اليورو فتراجع بنسبة 0.14% إلى 1.1569 دولار، وارتفع مؤشر الدولار أمام سلة من العملات بنسبة 0.15% إلى 98.813، بعدما كان قد انخفض بأكثر من 1% يوم الجمعة.